لو أعز احبابك .. تنكر لك وعاب
اصبر على ما بك وارضى بالعذاب
لابد ما تفرج .. ويحلها ألف حلال
من مذياع باص الاجرة .. صدحت صبابة مهندس اللواعج الانسانية القدير محمد سعد عبدالله .. لم تتسرب كلماته الملحونة هذه المرة إلى مسامعي منسابة رقراقة .. بقدر ما اخترقت مسامعي لتصل إلى مقلتي كالسهام .. لا أدري هل وقع الزمن الفاجع ذو صلة بالأمر ام أن العامل النفسي هو الآخر قد فعل فعله في ذات الفينة الزمنية لا أدري .. كل ما دريته واحسست به هو جملة هواجس انتابتني على حين غرة لعل ما تصدرها هو تساؤل عقلي الباطني .. ترى هل هذا الفنان الشامخ كان قد تنبأ أو استقرى منذ سنوات ما سيحل بي من مكابدات الجحود ونكران العشرة الاخوية الصادقة .. ام ان سائق الباص كان يعلم بمكتنفات دواخلي وانتابته رغبة جامحة لاشعال فتيلها؟ .. أعلم أننا نحيا في زمن تتداخل فيه المصالح الشيطانية وسموّها بل دوسها على مباسط الخير القويم، زمن لطش كسرة الخبز الشحيحة اليابسة من فم الأخ من قبل أخيه بمبرر شيطاني محض (من لقي العافية .. دق بها صدره ومن لم يلقاها يلطشها لطش) (أنا ومن بعدي الطوفان).
ان موضة هذا الزمن الملعون .. زمن أعيش وأهنا أنا وحدي ويموت كل ما في الكون .. ياللعنة.
فعندما تباع الضمائر في سوق المزاد العلني.. يتحول بعض البشر إلى حيوانات متوحشة القادر منهم يلتهم قوت وأنفاس المقعدين أو لنقل من تخيل له شيطانيته انهم ضعفاء عاجزون.. يا للهول!.
أسرد هكذا فواجع حياتية آنية رغبة مني لاستعيد من غياهب التاريخ الانساني عبرة لعلها تصل إلى آذان من لا يعتبرون.
أيها المطحونون بمواجع الظالمين .. ايها المسلوبون حر جهدكم لا تستسلموا لجهابذتكم .. هذا حقكم فلا تتركوه يسلب منكم كما سلبت حقوق الزنج في القرن الثالث للهجرة .. هكذا صرخ داعينا الملهم ـ معين بسيسو ـ في وجه الجشعين سالبي حقوق الناس .. عجبي!
بشر مثل هؤلاء يحبطون لدى عامة الناس اية بادرة أمل أو نوايا للكف عن الاستحواذ على ما هو ليس حقاً لهم بما فيه احباط طموحات الناس وتعبيط قدراتهم بدلاً من مساعدتهم على تفجير الطاقات العملية أو الإبداعية ليساهموا بإيجابية في خدمة أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم.
ظواهر هكذا استفحلت في أتون المجتمع ولكننا نأمل وضع حدود كابحة ولو تدريجياً لاصلاح المسار الاخلاقي - السلوكي لمثل هؤلاء.. نأمل ذلك!
