الوضع في بلادنا لا يحتمل المزيد من اختلاق بؤر توتر جديدة لأن جرح الأزمة التي مرت بها البلاد لم يندمل بعد نتيجة تراكم العديد من المشاكل والقضايا في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها. فعلى الجميع استشعار المسؤولية الملقاة على عواتقهم والعمل على لملمة الأمور وتهدئتها وتطبيع الاوضاع هنا وهناك وإعادة المياه الى مجاريها وتلمس هموم الناس وآلامهم وحل مشاكلهم وتحقيق الحد الأدنى من مطالبهم وأمانيهم وطموحاتهم بدلاً من التبريرات والقاء التهم على الغير او تحميله المسؤولية التي اوصلت البلاد الى هذه الحالة لان هذه التبريرات تدل على عجز قائلها والمتحجج بها وتدل على هروبه من تحمل المسؤولية المناطة به وكان ينبغي عليه العمل ما وسعه الجهد بصمت حتى يلمس الناس جهوده ومساهمته المثمرة من أجل الوطن والمواطن والا فانه لا يختلف عن أي مزايد من المزايدين الذين سبقوه.
ان المشهد اليمني لا يحتمل المزيد من الضغوط على الناس او زيادة معاناتهم من خلال قطع التيار الكهربائي المتكرر الذي أصبح كالمرض المزمن او كالهاجس الذي يؤرق الكثير من الناس واخرج أغلبهم عن طوره وطبيعته فتراه ليل نهار يبتهل الى ربه ان ينتقم من المتسبب في زيادة معاناة الناس من انقطاعات الكهرباء والمياه في ايام الحر الشديد خاصة في المحافظات الشرقية والجنوبية وفي مقدمتها محافظة عدن وفي هذا الشهر الفضيل الذي يتطلب من مسؤولينا العمل على تخفيف معاناة الناس وتخفيض اسعار المواد الضرورية للحياة المعيشية والعمل على استتباب الأمن وتحقيق الأمان لكننا لا نسمع ولا نرى الا انفجارا هنا واغتيالا هناك وقتيلا هنا وقتلى هناك. مع ان المرحلة مرحلة وفاق واتفاق وحكومة الانقاذ جاءت لانتشال أوضاع البلاد وايصال اليمن الى بر الأمان بعد ان كادت ان تدخل في دوامة وفي نفق مظلم وتنذر بحرب أهلية طاحنة لا تبقى ولا تذر لا سمح الله.
وها هو الشهر الفضيل أوشك على الرحيل ويكاد يودعنا وكثير من الأسر والعائلات لا تستطيع تحمل اعباء وتكاليف ومطالب ابنائها وبناتها المتعلقة بالعيد من ملابس واحذية ولعب وهدايا وخلافها ورواتب ذوي الدخل المحدود لا تفي ولا تكفي ولا تتناسب مع غلاء الاسعار وليس هناك ما يدعم هذه الرواتب المتواضعة كالإكراميات او المكافآت او حتى العلاوات السنوية التي يتحدث البعض عن اقتراب صرفها مع راتب رمضان الكريم هذا بالنسبة لحال من هم موظفون مع الدولة فما بالك بمن هم ليسوا موظفين وهم أغلب الشعب اليمني وما يعلم بحالهم الا خالقهم وليس لهم الا الصبر حتى يفرج الله عنهم وعن أسرهم وعائلاتهم ونحن نتساءل: لماذا اختفى التكافل الاجتماعي والتعاون والتراحم والتواد من قلوب المسلمين في بلد الايمان والحكمة؟ ولماذا لا يتناغم البعض مع هذه المرحلة التوافقية فيصبح الجميع على قلب رجل واحد وتختفي الشحناء والبغضاء والحسد ونفي الآخر والتفرق والتمزق فالوطن للجميع وخيره للجميع ونبدأ عهدا جديدا ورؤية تفاؤلية للمستقبل لا بعيون سوداء وافكار قديمة قد تجاوزها الزمن فيضيع الوطن والمواطن معا لا سمح الله.
الوضع لا يحتمل المزيد..!!
أخبار متعلقة