وصفت الهجوم بـ"انتهاك للسيادة وخرق للمواثيق" وقالت إن "الرد اللازم سيأتي في الوقت المناسب"

كابول / 14 أكتوبر / متابعات:
قالت حكومة "طالبان" في أفغانستان اليوم الثلاثاء إن تسعة أطفال وامرأة قتلوا في غارات جوية باكستانية وتعهدت بالرد، في تصعيد للتوتر بين البلدين الجارين في جنوب آسيا.
وأعلنت أفغانستان عن القصف الذي جاء خلال الليل بعد سلسلة هجمات في باكستان، التي اتهمت مسلحين متمركزين في أفغانستان بتنفيذها، ولم ترد باكستان بعد على طلبات للتعليق.
وصمد وقف إطلاق نار بين أفغانستان وباكستان في الأسابيع القليلة الماضية بعد اندلاع اشتباكات حدودية مزهقة للأرواح بينهما في أكتوبر الماضي، لكن الجانبين فشلا في التوصل إلى اتفاق خلال مفاوضات السلام.
وقال المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد إن إسلام آباد قصفت ثلاثة أقاليم بشرق أفغانستان على الحدود مع باكستان، ووصف ذلك بأنه "انتهاك لسيادة أفغانستان وخرق واضح من السلطات الباكستانية لجميع الأعراف الدولية".
وأضاف في بيان "الدفاع عن مجالنا الجوي وأراضينا وشعبنا حقنا المشروع، وسيأتي الرد اللازم في الوقت المناسب".
وتقول باكستان إن مسلحين متمركزين في أفغانستان يشنون هجمات عليها، وإن كابول لم تستجب للدعوات المتكررة لاتخاذ إجراءات ضدهم، وتنفي "طالبان" استخدام المسلحين الباكستانيين أراضي أفغانستان.
ووقعت تفجيرات انتحارية أمس الإثنين، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد قوات شبه عسكرية في مدينة بيشاور الباكستانية، وقال مسؤولون أمنيون إنهم تصدوا للمهاجمين وتجنبوا وقوع مزيد من الخسائر البشرية.
وكان الجيشان الباكستاني والأفغاني اشتبكا في أكتوبر الماضي، مما أسفر عن مقتل عشرات، في أسوأ أعمال عنف منذ عودة "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان عام 2021.
ووقع الجانبان على اتفاق لوقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي في الدوحة، لكن محادثات السلام انهارت من دون التوصل إلى اتفاق طويل الأمد بعدما امتنعت كابول عن تقديم التزام مكتوب باتخاذ إجراءات ضد من تقول إسلام آباد إنهم مسلحون مطلوبون لديها، وتقول "طالبان" الأفغانية إنه لا يمكن انتظار ضمان منها للأمن في باكستان.
وتوعدت حكومة "طالبان" الأفغانية، الثلاثاء بالرد "بالطريقة والوقت المناسبين" على الضربات الباكستانية الأخيرة التي استهدفت أراضيها ليلاً، وأسفرت عن مقتل 10 أشخاص، وسط تصاعد التوتر بين البلدين الجارين.
واستهدفت هذه الضربات ثلاث مناطق حدودية، بحسب ما ذكر المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد.
وكتب مجاهد على منصة "إكس"، "الليلة الماضية، قرابة منتصف الليل في ولاية خوست، قصفت القوات الباكستانية منزل أحد المدنيين قُتل 9 أطفال (خمسة صبيان وأربع فتيات) وامرأة"، متحدثاً عن ضربات أخرى في منطقتي كونار وبكتيكا الحدوديتين أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص.
ويأتي ذلك في ظل التوترات مع إسلام آباد وعقب تفجير انتحاري استهدف مقراً لقوات الأمن الباكستانية في مدينة بيشاور في هجوم لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عنه.
وقال قائد شرطة بيشاور ميان سعيد إن ثلاثة أشخاص نفذوا هجوماً انتحارياً ضد "مقر شرطة الحدود"، مما أدى إلى "مقتل ثلاثة من أفراد قوات الأمن الذين كانوا يحرسون المدخل وإصابة أربعة آخرين". وأشار إلى أن أحد المهاجمين فجَّر نفسه، بينما قُتل مهاجمان آخران برصاص قوات الأمن.
وندد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بالهجوم، مشيداً بـ"التدخل السريع" لقوات الأمن الذي حال دون وقوع مزيد من الخسائر في الأرواح. وقال شريف "يجب تحديد هوية مرتكبي هذه الحادثة في أسرع وقت وتقديمهم للعدالة"، وأضاف "سنحبط مخططات الإرهابيين الشريرة التي تستهدف سلامة باكستان".
والأسبوع الماضي أدى تفجير انتحاري قرب محكمة في إسلام آباد إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات، وقد تبنته جماعة "طالبان" باكستان التي لديها الأيديولوجية نفسها لحركة "طالبان" التي عادت إلى السلطة في أفغانستان عام 2021. واتهمت إسلام آباد وقتها "خلية إرهابية تلقت التوجيه والإرشاد في كل مرحلة من القيادة العليا المتمركزة في أفغانستان".
تدهورت العلاقات بين باكستان وأفغانستان، والتي كانت متقلبة منذ عودة "طالبان" إلى السلطة في كابول في الآونة الأخيرة بسبب قضايا أمنية ومرتبطة بالهجرة.
وبلغت العلاقات بين البلدين أسوأ مستوياتها منذ سنوات، بعد اشتباكات حدودية الشهر الماضي أسفرت عن أكثر من 70 قتيلاً من الجانبين، تلتها هدنة.
لكن هذه الهدنة هشة وتبقى خطوطها العريضة غير واضحة، وعلى رغم الوساطة التي بذلتها قطر وتركيا، لم تتمكن كابول وإسلام أباد من التزامها، وتعثرتا تحديداً في المسائل الأمنية.
وتتهم إسلام آباد كابول بإيواء جماعات مسلحة، خصوصاً حركة "طالبان" الباكستانية التي تنفذ هجمات دامية في باكستان.
وصعدت الأخيرة من نبرتها حيال الهند في الأشهر الماضية، متهمة إياها كذلك بدعم جماعات مسلحة مناهضة لها. وتنفي أفغانستان والهند هذه التهم.
وأُغلقت الحدود الطويلة الممتدة على 2600 كيلومتر منذ الـ12 من أكتوبر مما أدى إلى عرقلة التجارة الثنائية المهمة بين البلدين.
