تعيش محافظة شبوة مرحلة مهمة من مسيرتها التنموية، حيث تتقاطع فيها التحديات بالفرص، في ظل واقع يحتاج إلى تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية للوصول إلى تنمية مستدامة تواكب ما تمتلكه المحافظة من مقومات اقتصادية وبشرية وموقع جغرافي متميز.
لقد شهدت شبوة خلال الأعوام الأخيرة حراكًا تنمويًا ملحوظًا بفضل الرؤية الواقعية والجهود المخلصة التي يبذلها محافظ المحافظة الشيخ عوض محمد بن الوزير، الذي عمل بروح القائد الوطني الغيور على محافظته، ساعيا إلى تحقيق نهضة شاملة تشمل مختلف المجالات الخدمية والتنموية.
وقد استطاع محافظ المحافظة خلال السنوات الماضية منذ توليه قيادة السلطة المحلية أن يرسخ مفهوم الإدارة الفاعلة القائمة على العمل الميداني والتخطيط العملي، مما انعكس على تحسن ملموس في الخدمات العامة، واستعادة مؤسسات الدولة دورها الحيوي، وتهيئة بيئة أكثر استقرارًا وأمانًا للمواطن والمستثمر على حد سواء.
وهنا لا يمكن الحديث عن التنمية في شبوة دون الإشادة بالدعم الكبير الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أثبتت حضورها الإنساني والتنموي عبر مشاريعها المتنوعة في مجالات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه والأمن والإغاثة والمعيشة، بالإضافة إلى دعمها المستمر في تأهيل القطاعات الأمنية والعسكرية لضمان الأمن والاستقرار الذي يُعد الركيزة الأساسية لكل عملية تنموية.
لقد كان لدولة الإمارات العربية المتحدة دور محوري في تخفيف معاناة المواطنين في محافظة شبوة وتعزيز قدرات المؤسسات المحلية، وهو دعم يجسد عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين اليمني والإماراتي، ويعكس التزام القيادة الإماراتية ممثلة بسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - بنهج العطاء والمساندة في كل الظروف، وهذا شيء ملموس أمام العيان.
رغم هذا التقدم، فإن طريق التنمية في شبوة لا يزال يتطلب مزيداً من العمل والجهد، خاصة في مجالات البنية التحتية والطرقات، من العاصمة عتق الى عواصم مديريات المحافظة، والكهرباء وتنمية الريف.
كما أن استثمار موارد المحافظة النفطية والزراعية والسياحية يجب أن يتم ضمن رؤية استراتيجية متكاملة تراعي مصلحة المواطن أولاً، وتضمن توزيعًا عادلًا للثروة ينعكس إيجابًا على حياة الناس.
إن ما تحقق حتى اليوم من إنجازات هو خطوة أولى على طريق طويل نحو التنمية المستدامة، طريق يحتاج إلى الاستمرار في نهج العمل الجاد والتخطيط المدروس، واستقطاب الاستثمارات، وتشجيع الكفاءات المحلية للمشاركة الفاعلة في صنع المستقبل.
وشبوة، بما تمتلكه من موارد وإرادة صلبة، وبما تحظى به من دعم قيادة المحافظة ومساندة الأشقاء في دوله الإمارات العربية المتحدة، قادرة على أن تتحول إلى نموذج وطني في البناء والنهضة.
نعم، إن شبوة اليوم تكتب فصلاً جديداً من تاريخها، عنوانه الإرادة والعمل، ومن خلال التعاون الوثيق بين السلطة المحلية والمجتمع والداعمين، يمكن تحويل التحديات إلى فرص حقيقية تسهم في بناء محافظة مزدهرة، تنعم بالأمن والاستقرار والتنمية الشاملة.
