الغارات تحاصر السكان وتجبر مستشفيات على الإغلاق وتل أبيب: السبيل الوحيد لتحرير الرهائن

.jpg)


.jpg)

غزة / 14 أكتوبر / متابعات:
توغلت القوات الإسرائيلية في عمق مدينة غزة اليوم الأربعاء، مما يهدد حياة الفلسطينيين الذين بقوا هناك على أمل أن يؤدي الضغط المتزايد على إسرائيل لوقف إطلاق النار إلى عدم فقدان منازلهم.
وأنذرت الحكومة الإسرائيلية سكان مدينة غزة للإخلاء باتجاه الجنوب، لكن عدداً منهم يخشى القيام بذلك بسبب انعدام الأمن وانتشار الجوع هناك.
وقال ثائر (35 سنة) من تل الهوى، وهو أب لطفل "نزحنا غرباً باتجاه منطقة الشط، لكن عائلات كثيرة لم يسعفها الوقت، والدبابات دخلت فجأة".
وتجاهلت القوات الإسرائيلية، التي تتوغل داخل المدينة التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة في أغسطس الدعوات لوقف هجوم تقول الحكومة الإسرائيلية إنه يهدف إلى تدمير آخر معاقل مقاتلي حركة "حماس" وتحرير الرهائن.
وقال مسعفون إن ما لا يقل عن 20 شخصاً قُتلوا وأُصيب كثيرون آخرون عندما استهدفت ضربات جوية إسرائيلية مأوى يضم عائلات نازحة قرب سوق في وسط المدينة. وأضافوا أن شخصين آخرين قُتلا في بيت قريب.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه يحقق في تقارير الهجوم على المأوى، حيث أظهرت لقطات حصلت عليها "رويترز" أشخاصاً ينبشون بين الأنقاض.
وفي ضاحية تل الهوى بالمدينة، دخلت الدبابات مناطق مأهولة فحبست الناس في منازلهم، بينما شوهدت دبابات أخرى متمركزة قرب مستشفى "القدس". وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن محطة الأكسجين التابعة للمستشفى تضررت.
وقال شهود ووسائل إعلام تابعة لـ"حماس" إن الدبابات تقدمت أيضاً إلى مسافة أقرب من "مجمع الشفاء" الطبي، أكبر مستشفيات غزة.
.jpg)
وقالت السلطات الفلسطينية يوم الإثنين، إن القصف الإسرائيلي ألحق أضرارا بمستشفى "الرنتيسي" للأطفال، وعرض مستشفى "النصر" للعيون القريب منه للخطر مما أجبرهما على الإغلاق.
وذكر الأردن، الذي يدير مستشفى ثالثاً في المنطقة، أنه نقل المستشفى إلى الجنوب بسبب القصف المتكرر.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه مستمر في السماح بتوفير الخدمات الطبية وتشغيل منشآت الرعاية الصحية في غزة، لكن الموظفين والمرضى من المستشفيين غادروا طواعية.
وفر مئات الآلاف من مدينة غزة في شمال القطاع إلى الجنوب خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكن لا يزال في المدينة كثير من الأشخاص ويقولون إنه لا يوجد مكان آمن لهم.
وذكر مسعفون أن سبعة أشخاص قُتلوا في النصيرات وقرب رفح بجنوب القطاع. ولم يعلق بعد الجيش الإسرائيلي الذي يصر على أن هجماته تهدف إلى إنهاء حكم حركة "حماس" للقطاع.
وأعلن الدفاع المدني في غزة أن 15 شخصاً قتلوا، فجر اليوم الأربعاء، في غارات إسرائيلية طالت أنحاء عدة في القطاع الفلسطيني. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة "الصحافة الفرنسية" إن "15 شخصاً قتلوا منذ منتصف الليل في قطاع غزة".

وفي مدينة غزة، قُتل سبعة أشخاص على الأقل في ثلاث غارات جوية استهدفت مستودعاً تابعاً للبلدية وخياماً تؤوي نازحين في سوق فراس بوسط المدينة. وقُتل أيضاً خمسة أشخاص آخرين في غارتين جويتين طالتا مخيم النصيرات للاجئين في وسط القطاع. كما سقط ثلاثة قتلى في غارات أخرى على مدينة غزة.
ووسعت إسرائيل الأسبوع الماضي هجومها البري على مدينة غزة المدمرة كما سائر أنحاء القطاع. وتسبب الهجوم الإسرائيلي على كبرى مدن القطاع وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، بحركة نزوح واسعة من المدينة، وسط إدانات دولية.
أعلن ناشطون مؤيدون للفلسطينيين يحاولون الوصول إلى قطاع غزة على متن أسطول مساعدات أنهم سمعوا ليل الثلاثاء-الأربعاء "دوي انفجارات" وسط تحليق "عدة طائرات مسيرة" على مقربة منهم قبالة سواحل اليونان.
وكتب "أسطول الصمود العالمي" في بيان، إن "عدة طائرات مسيرة أسقطت أجساماً مجهولة الهوية، و(تم) تشويش الاتصالات، وسُمع دوي انفجارات من عدد من القوارب". وأضاف "نحن نشهد هذه العمليات النفسية بشكل مباشر الآن، لكننا لن نسمح بأن يتم ترهيبنا".
وبحسب الناشطة الألمانية في مجال حقوق الإنسان ياسمين أكار، فإن خمسة من قوارب الأسطول تعرضت لهجوم. وقالت أكار في مقطع فيديو على "إنستغرام"، "ليست لدينا أسلحة. نحن لا نشكل أي تهديد لأحد"، مؤكدة أن الأسطول يحمل "مساعدات إنسانية فقط".
والأسطول الذي أبحر في وقت سابق من سبتمبر الجاري من برشلونة كان قد أفاد عن تعرضه لهجومين بطائرات مسيرة حين كان راسياً قبالة تونس.

ويضم الأسطول ناشطين مؤيدين للفلسطينيين، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ. ويريد الناشطون الوصول إلى غزة لإيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع و"كسر الحصار الإسرائيلي" المفروض عليه.
وسبق لإسرائيل أن منعت محاولتين مماثلتين في يونيو ويوليو وأكدت، الإثنين، أنها لن تسمح للأسطول بالوصول إلى غزة، وعرضت على منظمي هذه المبادرة التوجه بدلاً من ذلك إلى مدينة عسقلان الإسرائيلية الواقعة شمال القطاع الفلسطيني.
أعلن الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، الثلاثاء، استعداد جاكرتا للمساهمة بـ20 ألف جندي في قوة دولية تنشر في غزة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس".
وقال الرئيس الإندونيسي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "ينبغي ألا نلتزم الصمت فيما يحرم الفلسطينيون من... العدالة والشرعية في هذه القاعة".
وفلسطين دولة غير عضو تحظى بصفة مراقب في الأمم المتحدة، وتحول الولايات المتحدة دون منحها العضوية الكاملة على رغم اعتراف أكثر من 150 بلداً بها.
وشدد سوبيانتو على ضرورة "حماية الجميع، الأقوياء والضعفاء على السواء". وذكر بأن "إندونيسيا باتت اليوم من كبار المساهمين في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ونحن نؤمن بالأمم المتحدة وسوف نستمر في الخدمة حيث يحتاج السلام إلى حراس، ليس فقط من خلال الكلمات بل أيضاً بواسطة عناصر في الميدان".
وقال، "متى قرر مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة ذلك، فإن إندونيسيا ستكون مستعدة لإيفاد 20 ألفاً أو أكثر من أبنائها وبناتها للمساعدة على حفظ السلام في غزة أو حتى في أوكرانيا أو السودان أو ليبيا وأينما كان".
في السياق، أكد وزراء خارجية مجموعة السبع في بيان مشترك على ضرورة تخفيف "المعاناة الهائلة" للمدنيين في غزة.
.jpg)
من جانبها، رفضت حركة "حماس" الاتهامات التي وجهها إليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعرقلة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان، إنها "لم تكن يوماً عقبة في طريق الوصول إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقد قدمت في سبيل ذلك كلَّ المرونة والإيجابية اللازمة، وتعلم الإدارة الأميركية والوسطاء والعالم أجمع أن مجرم الحرب (رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو هو المعطِّل الوحيد لكل محاولات التوصل لاتفاق".
وكان ترمب قال في وقت سابق الثلاثاء، إن "حماس" رفضت الإفراج عن الرهائن أو الموافقة على وقف إطلاق النار.
قال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إن بلاده ستواصل جهودها الدبلوماسية من أجل وضع حد للحرب في غزة على رغم الضربات الإسرائيلية التي استهدفت وفد حركة "حماس" المفاوض في الدوحة.
ودان أمير قطر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80، "العدوان الإسرائيلي الغادر الذي استهدف اجتماعاً للوفد المفاوض لحركة حماس في مسكن أحد أعضائه بالدوحة في التاسع من سبتمبر".
تقود قطر مع مصر والولايات المتحدة وساطة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" في الحرب المتواصلة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وعُقدت جولات تفاوض عدة في الدوحة من دون تحقيق أي اختراق.

وفي نيويورك قال أمير قطر، "خلافاً لادعاء رئيس حكومة إسرائيل، لا يدخل هذا العدوان ضمن حق مزعوم في ملاحقة الإرهابيين أينما كانوا، بل هو اعتداء على دولة وساطة صانعة سلام كرست دبلوماسيتها لحل الصراعات بالطرق السلمية، وتبذل منذ عامين جهوداً مضنية من أجل التوصل إلى تسوية توقف حرب الإبادة التي تشن على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وشدد على "التمسك بالدبلوماسية حيث يستسهل الخصوم استخدام السلاح". وأضاف "لقد انخرطنا في وساطة شاقة لوقف الحرب، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين. وواجهنا حملات تضليل ضد الجهود التي نبذلها. لكن تلك الحملات لن تثنينا عن مواصلة جهودنا بالشراكة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأميركية".