20 دولة غربية تطالب بفتح الممر الطبي بين غزة والضفة

نيويورك / 14 أكتوبر / متابعات:
انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأمم المتحدة خلال خطابه أمام الجمعية العامة، اليوم الثلاثاء، معتبرا أنها "لا تساهم في بناء السلام وسخر من المبنى الذي تتخذه مقرا في نيويورك.
وقال ترامب في كلمة مطولة تناولت العديد من الموضوعات: "تتمتع الأمم المتحدة بقدرات هائلة، لكنها لا ترقى حتى ولو بقليل إلى المستوى المطلوب"، مشيرا إلى أن المنظمة "مجرد كلمات فارغة لا تحل الحروب".
وأكد أن "الولايات المتحدة عادت إلى مكانها في العالم، وتمتلك أقوى جيش وأقوى اقتصاد وأقوى علاقات"، واصفا عهده بـ"العصر الذهبي لأميركا".
وأضاف: "الأموال تتدفق على أميركا، ونحن نبني أفضل وأعظم اقتصاد".
وفي ملف الهجرة، قال إن "عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون أميركا وصل للصفر".
أما بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، فقد اعتبر ترامب أن قرارات بعض حلفاء واشنطن تشكل "مكافأة على فظائع حماس، بما فيها هجوم السابع من أكتوبر"، مجددا دعوته للحركة إلى "إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة دفعة واحدة".
وتحدث عن جهوده "لإنهاء الحرب في غزة"، ولإنهاء "7 حروب" حول العالم، مؤكدا أنه يستحق "جائزة نوبل للسلام".
كما أشار إلى أن استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا "يشوه صورة روسيا"، لافتا إلى أن "آلاف الجنود الشباب يموتون أسبوعيا".
ودعا ترامب الدول الأوروبية إلى "الكف فورا" عن شراء النفط من روسيا، متهما الصين والهند بأنهما أكبر ممولين للحرب في أوكرانيا.
وقال: "عليهم أن يوقفوا فورا كل مشتريات الطاقة من روسيا، وإلا فإننا جميعا نضيع الكثير من الوقت".
إلى ذلك دعت أكثر من 20 دولة غربية إسرائيل إلى معاودة فتح الممر الطبي بين غزة والضفة الغربية، وعرضت تقديم المساعدات المالية والأطقم الطبية والمعدات لعلاج مرضى من غزة في الضفة.
وقالت الدول خلال بيان مشترك أصدرته كندا أمس الإثنين "نناشد إسرائيل بشدة معاودة فتح الممر الطبي إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، حتى يتسنى استئناف عمليات الإجلاء الطبي من غزة، ويحصل المرضى على العلاج الذي يحتاجون إليه بشدة في الأراضي الفلسطينية". والنمسا وبلجيكا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وبولندا من بين الدول الموقعة على البيان وعددها 20 دولة. أما الولايات المتحدة فليست ضمن الموقعين.
وأضاف البيان "نحث إسرائيل أيضاً على رفع القيود المفروضة على تسليم الأدوية والمعدات الطبية إلى غزة".
ولم تصدر إسرائيل أي رد فعل حتى الآن، ورفضت إسرائيل مثل هذه المطالب في السابق ولم تسمح لسكان غزة بتلقي الرعاية الطبية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وكان أحدثها خلال اجتماع هذا الشهر بين وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ونظيره الدنماركي، إذ أشار ساعر إلى "مخاوف أمنية" لتبرير الرفض.
وسمحت إسرائيل بإجلاء عدد من المرضى من غزة لتلقي العلاج في دول عربية وأوروبية، لكن الفلسطينيين يؤكدون أن هذه الخطوة لا تعد بديلاً كافياً عن الوصول إلى المستشفيات في الأراضي الفلسطينية الأخرى.
وأفادت وكالات إغاثة في أواخر أغسطس الماضي بأن قليلاً فقط من المساعدات الضرورية، ومنها الأدوية، يصل إلى سكان غزة منذ أن رفعت إسرائيل الحصار المفروض على المساعدات في مايو الماضي. وأعلنت منظمة الصحة العالمية في ذلك الشهر أن النظام الصحي في غزة على حافة الانهيار.
وتسيطر إسرائيل على جميع مداخل غزة، وتقول إنها تسمح بدخول ما يكفي من المساعدات الغذائية والإمدادات إلى القطاع.
وأثارت صور الفلسطينيين الجوعى، بمن فيهم الأطفال، غضباً عالمياً إزاء حملة إسرائيل على غزة التي أودت بحياة عشرات الآلاف منذ أكتوبر عام 2023، وشردت سكان غزة بالكامل، وتسببت في أزمة مجاعة. ويقول كثير من خبراء حقوق الإنسان والباحثين، إضافة إلى لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، إن هذه الحملة تصل إلى حد الإبادة الجماعية.
وتصف إسرائيل أفعالها بالدفاع عن النفس بعد هجوم قاده مسلحو حركة "حماس" في أكتوبر عام 2023، وأدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وأيد بعض حلفاء الولايات المتحدة الرئيسين، وأبرزهم بريطانيا وفرنسا، قيام دولة فلسطينية في الأمم المتحدة كسبيل لتحقيق "حل الدولتين"، على رغم رفض واشنطن.