
واشنطن / كاركاس / 14 أكتوبر / متابعات:
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب فنزويلا بإسقاط طائراتها العسكرية إذا شكَّلت تهديداً للقوات الأميركية، مع إعلان واشنطن إرسال 10 مقاتلات "أف-35" إلى بورتوريكو في إطار حرب الرئيس الجمهوري على كارتيلات المخدرات، في حين دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى الحوار مع تصاعد التوتر بين البلدين في منطقة البحر الكاريبي.
وستنضم الطائرات إلى سفن حربية أميركية منتشرة في جنوب البحر الكاريبي، فيما يصعِّد ترمب الضغوط على مادورو الذي تتهمه الولايات المتحدة بقيادة كارتيل مخدرات.
وارتفع منسوب التوتر في الأيام الأخيرة مع إعلان "البنتاغون" أن طائرتين عسكريتين فنزويليتين حلقتا الخميس فوق سفينة تابعة للبحرية الأميركية، محذراً كراكاس من أيّ تصعيد إضافي بعد هذه الخطوة "الاستفزازية للغاية".
وقال ترمب في تصريح لصحافيين أمس الجمعة في المكتب البيضاوي رداً على سؤال في شأن الخطوات التي سيتخذها في حال تكررت الواقعة "إذا وضعتنا (الطائرات الفنزويلية) في موقف خطر، فسيتم إسقاطها".
من جهته، قال مادورو الجمعة إن الخلافات مع الولايات المتحدة لا ينبغي أن تؤدي إلى صراع عسكري.
وصرح في رسالة بثت عبر وسائل الإعلام في البلاد "لا ينبغي أن يؤدي أي خلاف مع الولايات المتحدة إلى صراع عسكري لا مبرر له".
وأشار إلى أن "التقارير الاستخباراتية التي قدموها (لترمب) غير صحيحة. فنزويلا اليوم بلد خالٍ من إنتاج أوراق الكوكا والكوكايين، وهو بلد يحارب الاتجار بالمخدرات".
وأضاف "فنزويلا كانت دائماً مستعدة للتحدث والانخراط في الحوار، لكننا نطالب بالاحترام".
وكان ترمب قد أعلن الثلاثاء أن القوات الأميركية هاجمت في البحر الكاريبي قارباً محملاً بالمخدرات أبحر من فنزويلا متجهاً إلى الولايات المتحدة، مما أسفر عن مقتل 11 "إرهابي مخدرات" هم أفراد في عصابة تابعة، بحسب قوله، لمادورو.
وندد وقتها مادورو بالتعزيزات العسكرية الأميركية، معتبراً أنها "أكبر تهديد تشهده قارتنا خلال الأعوام الـ100 الماضية"، وأعلن استعداد بلاده "للكفاح المسلح دفاعاً عن أراضيها"، وحشد الجيش الفنزويلي الذي يبلغ تعداده نحو 340 ألف عنصر، وجنود الاحتياط الذين يُعتقد أن عددهم يتجاوز 8 ملايين.
وقال مادورو يومها لمراسلين أجانب "إذا تعرضت فنزويلا لهجوم، فستدخل فوراً مرحلة من الكفاح المسلح".
ووجه نائب كبيرة موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر الجمعة انتقادات إلى مادورو، واصفاً إياه بأنه "متهم بالاتجار بالمخدرات"، ومعتبراً أن فنزويلا يديرها "كارتيل مخدرات، منظمة للاتجار بالمخدرات".
وشكَّل الهجوم الأميركي الذي أوقع قتلى الثلاثاء واستهدف ما قالت واشنطن إنه قارب ينقل مخدرات، تصعيداً كبيراً وخطوة غير معتادة للجيش الأميركي في قضية لطالما اعتُبرت من شؤون أجهزة إنفاذ القانون.
وتشارك حالياً ثماني سفن تابعة للبحرية الأميركية في جهود مكافحة المخدرات في أميركا اللاتينية هي: ثلاث سفن هجومية برمائية ومدمرتان وطراد وسفينة قتال للسواحل في منطقة الكاريبي، إضافة إلى مدمرة في المحيط الهادئ شرقاً، بحسب ما قال مسؤول دفاعي أميركي هذا الأسبوع طالباً عدم نشر هويته.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية التي وقَّع ترمب الجمعة مرسوماً تنفيذياً غيَّر تسميتها إلى "وزارة الحرب"، إن طائرتين تابعتين "لنظام مادورو" حلقتا قرب سفينة أميركية الخميس. وذكرت على منصة "إكس" أن هذه الخطوة "الاستفزازية للغاية كان الغرض منها التدخل في عمليات مكافحة المخدرات ومكافحة الإرهاب التي ينفذها الجيش الأميركي".
ولم تُقدم الوزارة مزيداً من التفاصيل.
وتملك فنزويلا 15 مقاتلة من طراز "أف-16" اشترتها من الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن الماضي، إضافة إلى عدد من المقاتلات والمروحيات الروسية.
ودافع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن النهج الهجومي الجديد تجاه ما تسميه واشنطن جماعات "الإرهاب المرتبط بالمخدرات" خلال جولة له في أميركا اللاتينية هذا الأسبوع.
وقال روبيو في المكسيك الأربعاء "ما سيوقفهم هو تفجيرهم والتخلص منهم". وأضاف "إذا كنت على متن قارب مليء بالكوكايين أو الفنتانيل متجهاً إلى الولايات المتحدة، فأنت تشكل تهديداً مباشراً لها".