وزير الخارجية المصري: وصف تهجير الفلسطينيين بأنه طوعي «هراء»





غزة / القاهرة / 14 أكتوبر / متابعات:
قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم السبت إن وصف تهجير الفلسطينيين بالطوعي «هراء».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع المفوض العام لوكالة الأونروا فيليبي لازاريني، أن مسألة التهجير خط أحمر للأردن ومصر والدول العربية، ولن يتم السماح به تحت أي ظرف من الظروف... إذا كانت هناك مجاعة من صنع البشر، فهذا لدفع السكان للخروج من أرضهم، هذا هراء أن نقول إن هناك تهجيراً طوعياً.
ودعت إسرائيل في وقت سابق، سكان مدينة غزة إلى المغادرة نحو الجنوب، مع توغل قواتها في أكبر منطقة حضرية بالقطاع.
من جانبه، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني اليوم، إن إسرائيل تجاوزت كل الحدود والخطوط الحمراء، داعياً إلى رفع القيود المفروضة على المنظمات الإنسانية في غزة.

وطالب لازاريني بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أن العاملين بالمجال الإنساني في غزة يدفعون ثمناً باهظاً. وأكد لازاريني أن «الوضع المالي للوكالة سيئ للغاية، واضطررنا لوقف بعض برامجنا»، لافتاً إلى أن دور الصحافيين في غزة مهم لنقل ما يحدث بالقطاع.
وأكد عبد العاطي أن تعنت إسرائيل عقبة رئيسية أمام تحقيق تقدم في مسار التهدئة، داعياً إسرائيل للقبول بمقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة. وقال إن «مقترح ويتكوف يتضمن فترة مؤقتة لمدة 60 يوماً لوقف إطلاق النار بغزة»، مضيفاً: «لدينا خطة عربية إسلامية متكاملة بشأن الترتيبات الأمنية في غزة وإدارة القطاع والتعافي المبكر وإعادة الإعمار»، لافتاً إلى أن الترتيبات الأمنية تتضمن تمكين الشرطة الفلسطينية ونشرها بقطاع غزة.
وأوضح أن إسرائيل تستخدم التجويع سلاح حرب في غزة، مشيراً إلى أن مصر تواصل جهودها لتسهيل دخول المساعدات إلى غزة، وأضاف أن مصر أبقت ولا تزال معبر رفح مفتوحاً على مدار الساعة وبشكل يومي، مشيراً إلى أن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى ما لا يقل عن 700 شاحنة من المساعدات.
وأكد عبد العاطي رفض بلاده «للسياسات التوسعية التي يمارسها الاحتلال في القطاع»، معلناً «رفض تصفية القضية الفلسطينية». وحمل عبد العاطي، المجتمع
الدولي، مسؤولية تراجع دعم «الأونروا»، مؤكداً الوقوف بثبات إلى جانب «الأونروا» في مواجهة الأزمات التي تمر بها. وثمن جهود «الأونروا» لدعم الفلسطينيين داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى أن «أي محاولات تستهدف (الأونروا) مرفوضة»، وقال: «أي آليات بديلة عن (الأونروا) فشلت فشلاً ذريعاً».
كما أفادت وزارة الخارجية المصرية اليوم السبت بأن اتصالاً هاتفياً جرى بين وزير الخارجية والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إذ تناول الجهود المشتركة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، التي تستند إلى العناصر المقترحة للمبعوث الأميركي، حيث شدد الوزير عبد العاطي على أهمية تجاوب إسرائيل مع الصفقة المقترحة من أجل خفض التصعيد وحقن دماء الشعب الفلسطيني ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى.

واستعرض الوزير عبد العاطي، وفق البيان، التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية الكارثية التي وصلت إلى حد المجاعة، محذراً من خطورة وتداعيات توسع العمليات العسكرية في غزة، واستمرار استخدام التجويع سلاحاً. كما أطلع الوزير عبد العاطي المبعوث الأميركي على استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار فور الإعلان عن وقف إطلاق النار، وذلك وفقاً للخطة العربية - الإسلامية التي تم اعتمادها في القمة العربية بالقاهرة في شهر مارس الماضي.
كما استعرض الجانبان تطورات الملف النووي الإيراني، حيث تناول الوزير عبد العاطي الجهود والاتصالات الرامية لتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات، وتقريب وجهات النظر وإتاحة الفرصة للحلول الدبلوماسية والحوار، بهدف التوصل إلى تسوية مستدامة تراعي مصالح جميع الأطراف، وتسهم في خفض التصعيد واستعادة الثقة وإيجاد مناخ داعم لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي بالشرق الأوسط.
ميدانيا وفي غزة قصف الطيران الإسرائيلي، اليوم السبت، بصواريخ ثقيلة برجاً سكنياً من 15 طابقاً غرب المدينة.
واعتبرت حماس أن مبررات إسرائيل لاستهداف الأبراج السكنية "أكاذيب مفضوحة"، وأكدت أن غرضها هو "التهجير القسري".
وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام بـ"تدمير طائرات الاحتلال الحربية برج "السوسي" السكني المقابل لمقر الأمم المتحدة في شارع الصناعة بحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة".
وزعمت إسرائيل أن حركة حماس قامت بزرع متفجرات قرب البرج، واستخدمته نقطة مراقبة.

وفي وقت سابق، وجه الجيش الإسرائيلي "إنذاراً عاجلاً" إلى سكان برج "الرؤيا" في مدينة غزة والنازحين في الخيام المجاورة له بإخلائها فوراً قبل استهدافها.
وقال الجيش في منشوره: "إلى سكان عمارة الرؤيا المحددة بالأحمر والخيم المجاورة لها والواقعة في مفرق بيروت وشارع جامعة الدول العربية.. سيهاجم جيش الدفاع المبنى في الوقت القريب نظرا لوجود بنى تحتية لحماس داخله أو بجواره"، طالباً منهم "إخلاء المبنى بشكل فوري جنوباً نحو المنطقة الإنسانية في مواصي خان يونس".
وإلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، السبت، تسجيل 6 حالات وفاة جديدة، بينهم طفل، بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقالت الوزارة في بيان: "يرتفع بذلك عدد ضحايا المجاعة إلى 382 شخصاً، من بينهم 135 طفلاً".
وكانت الوزارة أكدت أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل.
ودعا الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، سكان مدينة غزة في شمال القطاع الفلسطيني، إلى الانتقال إلى "منطقة إنسانية" جنوباً، تحسّباً لهجوم بري على أكبر مدينة في القطاع.
وقال الجيش إن المنطقة الإنسانية ستضم بنية تحتية مثل مستشفيات ميدانية، وخطوط أنابيب للمياه، ومنشآت تحلية مياه، وإمدادات غذائية.
ودعا متحدث باسم الجيش، سكان مدينة غزة إلى الانتقال إلى المنطقة الإنسانية. وقال: "نعلن منطقة المواصي منطقة إنسانية حيث ستجرى فيها أعمال لتوفير خدمات إنسانية أفضل.. اغتنموا الفرصة للانتقال إلى المنطقة الإنسانية في وقت مبكر، وانضموا إلى الآلاف الذين انتقلوا إليها بالفعل".
يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي يحث فيه الجيش المدنيين على الإخلاء جنوباً من مدينة غزة، حيث تسعى قواته للسيطرة على ما تبقى من معاقل حماس، ثم السيطرة على المدينة في نهاية المطاف.
وتقدر الأمم المتحدة أن نحو مليون نسمة يسكنون في مدينة غزة ومحيطها، وتحذر من "كارثة" في حال قامت إسرائيل بشنّ هجوم واسع النطاق على المدينة. وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من أن غزة "على وشك الانهيار".
يأتي ذلك فيما قُتل 13 مواطناً فلسطينياً وأصيب آخرون، منذ فجر يوم السبت، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة. وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" بأن من بين القتلى ثلاثة مواطنين من طالبي المساعدات لقوا حتفهم بنيران القوات الإسرائيلية قرب مركز مساعدات "الطينة" جنوب غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وكان الجيش الإسرائيلي قد دمر برجاً في مدينة غزة، أمس الجمعة، بعيد إعلانه أنه سيستهدف مباني شاهقة اتهم حركة حماس باستخدامها، في وقت يكثف هجومه للسيطرة على كبرى مدن القطاع الفلسطيني والتي يتكدس فيها نحو مليون شخص.
ورغم الضغوط المتزايدة في الداخل ومن الخارج لوقف هجومها المستمر منذ نحو عامين في غزة، تعزز إسرائيل قواتها وتكثف قصفها وعملياتها على مشارف المدينة منذ إعلانها عزمها السيطرة عليها.
وتتوقع إسرائيل نزوح نحو مليون شخص باتجاه الجنوب جراء هجومها الجديد.
وبعد 700 يوم على هجومها على إسرائيل، والذي اندلعت على إثره الحرب، نشرت كتائب القسام مقطع فيديو يظهر فيه محتجزان إسرائيليان اختطفا في الهجوم، على قيد الحياة في مدينة غزة أواخر الشهر الماضي.
ويظهر في الفيديو الرهينة جاي جلبوع دلال في سيارة تجول بين مبانٍ مدمرة، يطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باللغة العبرية عدم تنفيذ الهجوم العسكري المخطط له للسيطرة على مدينة غزة.
ثم يظهر وهو يلتقي محتجزا آخر هو الون أوهيل. وهذا أول فيديو يُنشر لأوهيل منذ اختطافه.
وتحدث نتنياهو إلى عائلات المحتجزين، حسبما قال مكتبه.
وتظاهر أقارب المحتجزين ومؤيدون لهم في القدس وتل أبيب، أمس الجمعة، للمطالبة بالإفراج عنهم.
من جهته، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إلى احتمال أن يكون قد قضى عدد أكبر من المحتجزين في غزة، وقال إن الولايات المتحدة منخرطة في "مفاوضات معمّقة" مع حماس في خضم هجوم إسرائيلي جديد.
وقال ترامب في تصريح لصحافيين في المكتب البيضاوي: "قد يكون بعضهم قضى أخيرا، هذا ما أسمعه. آمل بأن يكون ذلك خطأ، لكن في هذه المفاوضات هناك أكثر من 30 جثة".
وكان ترامب أشار إلى وجود "نحو 38 شخصا ميتا"، واصفا إياهما بأنهم "شبان جميلون"، ليشير لاحقا إلى أن العدد 20 ومن ثم 30.
ومن بين 251 شخصا اختُطفوا في 7 أكتوبر ما زال 47 محتجزين في غزة، 25 منهم توفوا وفقا للجيش الإسرائيلي.
.jpg)
وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا، وفق تعداد يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 64,300 شخص على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة في غزة.