السودان ينفي وجود أدلة على استخدام أسلحة كيماوية في الخرطوم



الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
أصدرت الحكومة السودانية المدعومة من الجيش تقريراً أكدت فيه عدم عثورها على أي أدلة على وجود تلوّث كيماوي بعد شهرين على فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها بتهمة استخدام أسلحة كيماوية، وهو أمر تنفيه، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية
وقالت وزارة الصحة في تقرير صادر هذا الأسبوع "بناءً على الأدلة والبراهين المتوافرة من القياسات الميدانية، ونظام الترصد الصحي، والتقارير الطبية الرسمية، تؤكد وزارة الصحة الاتحادية عدم وجود أي أدلة لوجود تلوث كيماوي أو إشعاعي بولاية الخرطوم".
وذكرت الوزارة بأن التقرير مبني على اختبارات ميدانية ومراجعات لتقارير الطب العدلي منذ أبريل الماضي عندما استعاد الجيش السيطرة على العاصمة من قبضة قوات "الدعم السريع".
في يونيو فرضت واشنطن عقوبات على الحكومة المدعومة من الجيش الذي اتهمته باستخدام أسلحة كيماوية العام الماضي في حربه ضد قوات "الدعم السريع"، من دون أن تقدّم تفاصيل عن مكان أو تاريخ وقوع تلك الهجمات المفترضة.
ونفت الحكومة السودانية المدعومة من الجيش مراراً الاتهامات الأميركية التي رأت فيها "ابتزازاً سياسياً".
وأفادت وزارة الصحة عن عدم ورود بلاغات عن حالات وفاة جماعية أو أعراض متشابهة تدل على تسمم كيماوي، ولفتت إلى أن تقارير الطب العدلي لم توثق أي حالات وفاة لأسباب مرتبطة بمواد كيماوية.
ميدانيا..تواصلت المواجهات العنيفة بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد قوات "الدعم السريع" على محاور عدة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وبحسب مصادر عسكرية، فإن المدينة شهدت أمس الثلاثاء يوماً عصيباً جراء القصف المدفعي المتبادل بكثافة بين الطرفين.
وأفادت المصادر بشن طيران الجيش غارات جوية عنيفة استهدفت ارتكازات ومواقع "الدعم السريع"، وتسببت في وقوع انفجارات قوية وخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، ونجحت في تدمير مواقع استراتيجية عديدة، مما أجبرها على
الانسحاب باتجاه أطراف المدينة، مؤكدة أن الجيش ممثلاً في الفرقة السادسة مشاة ما زال يبسط سيطرته على مواقعه الدفاعية، ويعمل على تعزيز خطوطه لصد أية محاولات تسلل جديدة، بخاصة أن الطيران الحربي للجيش نجح أخيراً في عملية إسقاط جوي لقواته المحاصرة في الفاشر شملت أسلحة متنوعة وذخائر ومسيرات قتالية ومؤن غذائية، مما يزيد من فعاليته الميدانية.

أشارت شبكة أطباء السودان إلى أن مدينة الفاشر شهدت قصفاً مدفعياً عنيفاً من "الدعم السريع" أدى إلى مقتل 18 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين، في واحدة من أعنف الهجمات التي طاولت الأحياء السكنية خلال الأشهر الأخيرة.
وقالت الشبكة في بيان إن القصف كان قوياً ومباشراً واستهدف الأحياء المكتظة بالمدنيين، مما فاقم حصيلة الضحايا والجرحى بصورة مأسوية، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وانعدام أكياس الدم والكوادر الطبية.
ووفقاً لوسائل إعلام محلية، فإن عشرات الجثث ملقاة بسوق مخيم نيفاشا والمربعات المجاورة للسوق، مما أجبر أصحاب المتاجر والمواطنين بالعودة لمنازلهم.
فيما أشار مواطنون إلى أن امتلاء المقابر الخاصة بالمدينة، بسبب ارتفاع ضحايا القصف المدفعي والاشتباكات في الأونة الأخيرة، أجبرهم على استخدام الطرقات المحاذية للمقابر.
في حين قال المتحدث باسم القوة المشتركة العقيد أحمد حسين مصطفى إن مدينة الفاشر تشهد قصفاً مدفعياً يومياً بمعدل 300 إلى 1000 قذيفة مدفعية وهجمات بالمسيرات الانتحارية من قوات "الدعم السريع"، تستهدف التجمعات السكنية ومراكز الإيواء ومخيمات النازحين.
وتعيش مدينة الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور، وضعاً إنسانياً مأسوياً منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، إذ تحاصرها قوات "الدعم السريع" وتتعرض لأعمال قصف متكررة أوقعت مئات الضحايا.
وتعد الفاشر آخر عاصمة ولائية في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش، مما يجعلها نقطة اشتباك رئيسة في الصراع المتواصل.
في المحور نفسه، شنت مسيرة تابعة للجيش أمس الثلاثاء، هجوماً مباغتاً استهدف سوق مدينة مليط بولاية شمال دارفور أودى بحياة 13 من الباعة المتجولين، وخلف عشرات المصابين، فضلاً عن حدوث أضرار كبيرة في البنية التحتية للمدينة.
وظلت مليط تتعرض باستمرار لهجمات بواسطة طيران الجيش المسير، إذ استهدف خلال الأسابيع الماضية مقار ومواقع "الدعم السريع" في المدينة، مما تسبب في تدمير مركبات قتالية وشاحنات وقود ومكاتب لقوات "الدعم السريع" في رئاسة المحلية ونقطة الجمارك.
وتعد مليط من المناطق ذات الموقع الاستراتيجي في ولاية شمال دارفور، لكونها واقعة على حدود الولاية مع الولاية الشمالية، ويمر عبرها مسار الدبة - الفاشر الذي حددته السلطات الحكومية كمعبر لإيصال المساعدات الإنسانية لسكان إقليم دارفور، كما تعد بوابة للمركبات القادمة من ليبيا وبها واحدة من أكبر النقاط الجمركية في الإقليم.
في محور كردفان، تعيش مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان هذه الأيام حالاً من الانفلات الأمني، إذ يشكو مواطنوها من سماع أصوات الرصاص طوال الليل، فضلاً عن انتشار ظاهرة النهب تحت تهديد السلاح.

وبحسب شهود، فإن مجموعات مسلحة اعتادت على اعتراض المواطنين في الشوارع ليلاً، ونهب مقتنياتهم تحت تهديد السلاح، مشيرين إلى أن حوادث عدة وقعت لمواطنين عزل في شوارع الأحياء السكنية، وأن هذه الجرائم ترتكب بواسطة المسلحين ولا تقتصر على مجموعات بعينها.
ويقول ناشطون إن "معظم الحوادث ترتكب بدوافع الحصول على المال، وتقوم هذه العصابات بإشهار السلاح الناري بمجرد توقيف الضحية بخاصة في الشوارع المظلمة، مما سبب حالاً من الخوف والذعر وسط المواطنين وعدم الشعور بالأمن والأمان"، لافتين إلى أن اللجنة الأمنية بمحليات مدينة الأبيض تسعى إلى اتخاذ تدابير للحد من هذه الجرائم المقلقة لسكان المدينة.
وتسيطر القوات المسلحة على مدينة الأبيض، منذ اندلاع الحرب، وعلى رغم الهجمات التي شنتها قوات "الدعم السريع" طوال العامين الماضيين، تمكن الجيش من فك الحصار بصورة جزئية عن المدينة نهاية فبراير الماضي.