.jpg)
الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات:
أكد رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش عبدالفتاح البرهان أن قواته لن تلقي السلاح حتى القضاء التام على آخر متمرد في دارفور، وتطهير كل شبر من أراضي الإقليم.
وتعهد البرهان، خلال تفقده قرية ود النورة بولاية الجزيرة، بعدم التفريط في دماء الضحايا الذين سقطوا نتيجة انتهاكات قوات "الدعم السريع"، كما توعد بمحاسبة كل من تورط في الجرائم التي طاولت مواطني الجزيرة بوسط السودان. وشدد البرهان على أن "نهاية الحرب لن تكون إلا بالقضاء على التمرد، وإنهاء العدوان الغاشم على البلاد"، لافتاً إلى أن "العدالة قادمة ولا تسقط بالتقادم"، فضلاً عن أن "المؤسسة العسكرية ملتزمة بحماية المدنيين وفرض هيبة الدولة".
ووجه البرهان تحية خاصة لمواطني الفاشر وكادوقلي والدلنج وبابنوسة، على "صمودهم في وجه التمرد"، مؤكداً أن القوات المسلحة في طريقها للوصول إليهم وحمايتهم.
وشهدت ود النورة مجزرة مروعة في يونيو 2024 على يد "الدعم السريع" عقب اجتياحها ولاية الجزيرة، أسفرت عن مقتل عشرات المواطنين العزل، ونالت الحادثة إدانات واسعة من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.
كما أثارت الجريمة غضباً واسعاً في الشارع السوداني، ودفعت المواطنين في ولايات أخرى مثل الجزيرة وسنار والنيل الأبيض إلى حمل السلاح ضد هذه القوات، ضمن موجة استنفار واسعة النطاق للدفاع عن مناطقهم.
في الموازاة تمكن الطيران الحربي التابع للجيش أمس الثلاثاء من تأمين مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بشنه غارات جوية مكثفة على تجمعات "الدعم السريع" المتمركزة في المحور الغربي للمدينة، خصوصاً منطقة أبو قعود، أسفرت عن تدمير أكثر من 20 مركبة قتالية بكامل عتادها، ومقتل أكثر من 100 عنصر من تلك القوات، بحسب مصادر عسكرية.
وأشارت المصادر إلى أن الغارات الجوية شملت مناطق بارا بشمال كردفان، وكذلك الخوي وأبو زبد والنهود بولاية غرب كردفان، حيث تتمركز قوات "الدعم السريع" منذ أشهر.
وتأتي هذه الضربات الجوية في ضوء دفع "الدعم السريع" بحشود عسكرية ضخمة للهجوم على مدينة الأبيض التي تضم آلاف النازحين، وكانت "الدعم السريع" دعت في بيان الأحد الماضي سكان الأبيض إلى التزام منازلهم وعدم مغادرتها لأي سبب، والابتعاد من مواقع انتشار الجيش والجهات التي تقاتل إلى جانبه، وذلك حفاظاً على سلامتهم.
وتحاول "الدعم السريع" منذ الأيام الأولى للحرب السيطرة على الأبيض ذات الموقع الاستراتيجي، الرابط بين إقليمي دارفور وولاية النيل الأبيض في أواسط السودان، لكن من دون جدوى في ظل استماتة الجيش في الدفاع عن المدينة.
وتتمركز قوات "الدعم السريع" في مدينة بارا الحيوية وحمرة الشيخ وجبرة الشيخ وغيرها من المواقع المهمة، بينما يسيطر الجيش على مدن رئيسة عدة، منها الأبيض وأم روابة والرهد والسميح.
في محور دارفور، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش و"الدعم السريع" في المحورين الجنوبي الغربي والشمالي لمدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مما أسفر عن إصابات بالغة وسط المدنيين.
وبحسب شهود، فإن "الدعم السريع" واصل طوال يوم أمس الثلاثاء، قصف مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة وعدد من الأحياء السكنية بمدافع الهاون، بينما رد الجيش بقصف مواقع القوات بالمدفعية الثقيلة. وتعاني الفاشر بسبب الحصار الخانق الذي فرضته "الدعم السريع" منذ أكثر من عام أوضاعاً إنسانية متفاقمة للغاية، إذ يواجه نحو 4 ملايين شخص صعوبات في الحصول على وجبات يومية.
في الأثناء، أعلنت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر إخلاء معسكر زمزم للنازحين الذي يقع جنوب المدينة بالكامل من سكانه، بعدما أجبرت "الدعم السريع" آلاف المدنيين على مغادرته تحت تهديد السلاح، مما يعد تصعيداً خطراً يهدد حياة المدنيين وينتهك القانون الدولي الإنساني.

وقالت التنسيقية في بيان إن "قوات الدعم السريع حولت معسكر زمزم إلى قاعدة عسكرية متقدمة تستخدم لشن هجمات متكررة بواسطة مرتزقة أجانب على مدينة الفاشر، أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين ودمار واسع".
ونوه البيان إلى أن "تحويل معسكرات النزوح إلى ثكنات عسكرية يعد انتهاكاً واضحاً لاتفاقات جنيف والقانون الدولي الإنساني، التي تنص على حماية المدنيين ومخيمات النزوح خلال النزاعات المسلحة.
وتعيش مدينة الفاشر ومناطق واسعة من دارفور أوضاعاً إنسانية وأمنية متدهورة منذ اندلاع المواجهات بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في أبريل 2023، إذ تفاقمت الانتهاكات في حق المدنيين، خصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات.
ويعد معسكر زمزم الذي سيطرت عليه "الدعم السريع" في أبريل الماضي من أكبر معسكرات النازحين في السودان، وسط أنباء وتقارير عن مقتل مئات المدنيين على يد هذه القوات، بينهم عمال في مجال الإغاثة.