واشنطن تقول إن "كل الخيارات مطروحة" وعراقجي يدعو "لاتفاق عادل"



مسقط / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
بدأت إيران والولايات المتحدة الأميركية اللتان قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية منذ عام 1980 اليوم السبت، محادثات نادرة "غير مباشرة" في سلطنة عمان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي عبر منصة "إكس" إن هذه المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وموفد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ستيف ويتكوف، "بدأت بفضل وساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي". وأضاف "إنها بداية... لا نتوقع أن تكون هذه الجولة من المحادثات طويلة جداً"، لافتاً إلى أن الجانبين يتبادلان "مواقفهما المبدئية" عبر وسيط عماني.
وصرح مصدر عماني لـ"رويترز" اليوم إن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة تركز على تهدئة التوترات الإقليمية وتبادل السجناء، والتوصل إلى اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني.
من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده تسعى إلى اتفاق "عادل ومشرف" مع الولايات المتحدة، وذلك قبل ساعات من بدء محادثات في سلطنة عمان. وقال عراقجي بحسب مقطع فيديو نشره التلفزيون الرسمي قبل المحادثات إن "نيتنا هي التوصل إلى اتفاق عادل ومشرف من موقف متساوٍ، وإذا تبنى الطرف الآخر أيضاً الموقف نفسه، فمن المأمول أن تكون هناك فرصة للتوصل إلى تفاهم أولي يفضي إلى مسار تفاوضي".
وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن عراقجي الذي وصل إلى سلطنة عُمان لإجراء محادثات نادرة مع مسؤولين أميركيين بشأن برنامج بلاده النووي، التقى مسؤولين عمانيين السبت.
وقال مسؤول إيراني إن المرشد الإيراني علي خامنئي، صاحب القول الفصل في القضايا الرئيسة للدولة في هيكل السلطة المعقد في إيران، منح عراقجي "الصلاحيات الكاملة" في المحادثات. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر "مدة المحادثات، التي ستقتصر على القضية النووية، ستعتمد على جدية الجانب الأمريكي وحسن نيته".
وتحدثت تقارير صحافية عن وصول طائرة تقل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى سلطنة عمان آتياً من روسيا حيث أجرى زيارة التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويتوقع أن يجري عراقجي وويتكوف محادثات مغلقة تترتب عليها رهانات كبيرة حول الملف النووي الإيراني في العاصمة العمانية مسقط.
ونشر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي عبر منصة "إكس" "نغادر إلى مسقط برفقة مجموعة من الخبراء الأكثر كفاءة، وبحضور وزير الخارجية الموقر"، وأضاف "نحن مصممون على استغلال كل إمكانياتنا لحماية سيادة إيران ومصالحها الوطنية".
وعشية المباحثات، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الجمعة إن إيران "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي"، وذلك قبيل محادثات مقررة اليوم السبت حول البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية "إير فورس وان"، "أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة، لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي"، وذلك قبل ساعات من لقاء مبعوثه ستيف ويتكوف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في سلطنة عمان.
من جهته أكد مستشار للمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي أن طهران تبحث عن اتفاق "حقيقي وعادل" في المحادثات مع الولايات المتحدة في شأن ملفها النووي اليوم السبت.
وكتب المستشار الحالي لخامنئي والأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني على منصة "إكس"، "وزير الخارجية الإيراني في طريقه إلى عمان بكامل الصلاحيات لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع أميركا. بعيداً من الاستعراض والحديث أمام الكاميرات، تحاول طهران التوصل إلى اتفاق حقيقي وعادل".
وأمس الجمعة قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن ترمب يريد أن تعلم إيران أن "جميع الخيارات مطروحة" لمنعها من تطوير أسلحة نووية، وذلك قبل المحادثات المقررة اليوم بين الوفدين الأميركي والإيراني. وأضافت "هدف ترمب النهائي هو ضمان عدم تمكن إيران من امتلاك سلاح نووي"، وأن ترمب يؤمن بالدبلوماسية، لكن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" إذا لم تفلح الجهود الدبلوماسية.

ومضت قائلة "لكنه يوضح للإيرانيين ولفريقه للأمن القومي أن جميع الخيارات مطروحة وأن على إيران اتخاذ خيار: فإما الموافقة على طلب الرئيس ترمب، وإما تحمل عواقب وخيمة، وهذا ما يشعر به الرئيس. إنه متمسك بهذا الرأي بشدة".
ومن المقرر أن يجري ويتكوف محادثات اليوم السبت مع وفد إيراني في عُمان. وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن وزير الخارجية عراقجي سيمثل إيران، بينما يشارك وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي بصفته وسيطاً.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ويتكوف قوله إن "الخط الأحمر" للإدارة الأميركية هو منع إيران من إنتاج سلاح نووي، وأن تفكيك برنامجها النووي هو المطلب الأول، لكنه أشار إلى أن واشنطن ستكون منفتحة على "طرق أخرى للتوصل إلى تسوية".
وعاود ترمب في فبراير الماضي تطبيق سياسة "أقصى الضغوط" على إيران، والتي تشمل إجراءات لخفض صادراتها النفطية إلى الصفر بهدف منعها من امتلاك سلاح نووي. وقال هذا الأسبوع إنه في حال فشل المحادثات "ستكون إيران في خطر كبير".
قالت إيران أمس الجمعة إنها ستمنح المحادثات رفيعة المستوى المقررة مع الولايات المتحدة اليوم السبت "فرصة حقيقية" بعدما هدد ترمب بقصفها إذا فشلت المحادثات.
وفي إشارة إلى صعوبة الطريق أمام المفاوضين كرر البيت الأبيض تهديد ترمب أمس الجمعة قائلاً إنه يريد أن تعلم إيران أنها ستدفع ثمناً باهظاً إذا لم توافق على التخلي عن برنامجها النووي.
وخلال ولايته الأولى قرر ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين قوى عالمية وطهران. وأدى رجوعه إلى البيت الأبيض إلى إعادة اتباع نهج أكثر صرامة مع إيران التي ترى إسرائيل، حليفة واشنطن، أن برنامجها النووي يشكل تهديداً لوجودها.
في الوقت نفسه أدت الهجمات العسكرية التي شنتها إسرائيل في شتى أنحاء المنطقة، بما في ذلك داخل إيران، إلى إضعاف طهران وحلفائها. وجاءت الهجمات الإسرائيلية بعد اندلاع حرب غزة عقب هجوم شنته حركة "حماس" على إسرائيل في أكتوبر 2023.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن على الولايات المتحدة أن تقدر قرار طهران الدخول في المحادثات على رغم ما وصفتها بأنها "دعايتها العدائية الدائمة".
وكتب المتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي في منشور على موقع "إكس"، "نعتزم تقييم نوايا الطرف الآخر وجديته اليوم السبت، وبحسن نية وبكل يقظة نعطي للدبلوماسية فرصة حقيقية".

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي قوله "من دون تهديدات وترهيب من الجانب الأميركي، سيكون هناك احتمال جيد للتوصل لاتفاق". وأضاف "نرفض أي إكراه واستقواء".
وزادت التكهنات بأن واشنطن ربما تستعد لمهاجمة إيران بعد الهجمات الجوية الأميركية على الحوثيين في اليمن، المتحالفين مع طهران والذين هاجموا ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
في الوقت نفسه استأنفت إسرائيل حملتها العسكرية المدمرة على حركة "حماس" التي تتلقى أيضاً دعماً من إيران بعد وقف لإطلاق النار استمر عدة أسابيع فيما لا يزال وقف إطلاق النار مع جماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من إيران هشاً.