السيسي يدعو لإعمار (غزة) دون تهجير الفلسطينيين

القاهرة / 14 أكتوبر / متابعات :
دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -اليوم الأربعاء- المجتمع الدولي لدعم خطة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، في حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن خلافات داخل الحكومة بشأن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير القطاع الفلسطيني.
وقال الرئيس المصري خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز في مدريد إن "على المجتمع الدولي دعم خطة إعمار غزة دون تهجير الشعب الفلسطيني" مشددا على "ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة".
ومن المقرر أن تستضيف القاهرة قمة عربية طارئة بشأن التطورات في فلسطين، يوم 4 مارس المقبل، بهدف "صياغة موقف عربي متماسك وصلب وقوي بشأن القضية الفلسطينية بشكل عام، وتقديم طرح عربي عام يقابل هذا الطرح الأميركي" وفق ما ورد بيان للخارجية المصرية أمس.
ومن جانبه، أكد رئيس وزراء إسبانيا "رفض التهجير القسري للفلسطينيين" من غزة، مشيرا إلى أنه "يتعارض مع القانون الدولي" وفق المصدر ذاته.
وأعلن سانشيز دعم إسبانيا "مقترح القمة العربية التي تستضيفها مصر بشأن إعمار غزة" مشيرا إلى "العمل على دعم الحلول السياسية لتعزيز حل الدولتين".
في المقابل، تحدثت القناة الـ13 الإسرائيلية عن خلافات بين المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا ووزير الخارجية غدعون ساعر بشأن خطة الرئيس الأميركي لتهجير سكان غزة.
وأوضحت القناة الإسرائيلية أن المستشارة القضائية أكدت ضرورة إعداد رأي قانوني بشأن خطة ترامب، وإجراء مناقشات منظمة.
وفي هذه الأثناء، نقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن وزير الاتصالات شلومو كارهِي قوله إن "جهود إسرائيل لإبعاد الفلسطينيين من قطاع غزة ستكون قسرية وليست طوعية" وذلك في إشارة هي الأولى لوزير إسرائيلي بهذا الشأن، وفق الصحيفة.
ووصف الوزير -الذي ينتمي إلى حزب الليكود– هذه الجهود بأنها "خطة ترحيل" منتقدا المستشارة القانونية للحكومة لطلبها استشارتها لتحديد قانونية المبادرة.
وفي المقابل، هاجم وزير الخارجية المستشارة القضائية، وقال لها إن الوزراء ليسوا بحاجة لتعليمات.
بدوره، قال وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهر إنه بمجرد أن يعطي ترامب الضوء الأخضر لهذه الخطوة، فإن إسرائيل ستمضي فيها.
ووصف زوهر الرئيس الأميركي بأنه معجزة أرسلها الله لشعب إسرائيل.
وقبل أيام، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن وكالة خاصة من أجل "المغادرة الطوعية" للغزيين سيتم إنشاؤها، مع إبداء إسرائيل التزامها بالمقترح الأميركي بالسيطرة على القطاع الفلسطيني وتهجير سكانه.
وقال بيان لوزارة الدفاع إن الوزير كاتس عقد اجتماعا بشأن المغادرة الطوعية لسكان غزة، وقرر في نهايته إنشاء مديرية بوزارة الدفاع للمغادرة الطوعية لسكان غزة.
وكان كاتس أمر الجيش في وقت سابق من الشهر الجاري بإعداد خطة تسمح بالهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة، مرحّبا بخطة ترامب التي "يمكن أن توفّر فرصا واسعة لسكان غزة الذين يرغبون في المغادرة، وتساعدهم على الاندماج بشكل مثالي في دول الاستضافة، وأن تسهل كذلك التقدم في برامج إعادة الإعمار لغزة منزوعة السلاح وخالية من التهديدات".
وجاء في البيان أن خطة أولية تم عرضها بالاجتماع الذي عقد أول أمس "تشمل مساعدة كبرى من شأنها أن تتيح لسكان غزة الراغبين بالهجرة الطوعية إلى بلد ثالث الحصول على حزمة شاملة تتضمن، من بين أمور أخرى، ترتيبات خاصة للمغادرة بحرا وجوا وبرا".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أول أمس "التزامه خطة الرئيس الأميركي ترامب لإنشاء غزة أخرى" كما تعهّد أنه بعد الحرب "لن تتولى لا حركة حماس ولا السلطة الفلسطينية" الحكم في القطاع.
ومنذ 25 يناير الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
ويقضي مقترح ترامب الذي كرّره مرارا بـ"سيطرة" الولايات المتحدة على غزة، وإقامة مشاريع عقارية واستثمارية، بعد ترحيل أهالي غزة لأماكن أخرى.
وبدعم أميركي -وعلى مرأى ومسمع من العالم كله- ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025 حرب إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة التي تشنها سكان القطاع، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.