إتمام صفقة التبادل السادسة بين إسرائيل وحركة (حماس)





تل أبيب / غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
وصلت حافلة تقل مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل اليوم السبت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية، حيث كان حشد كبير في استقبالهم، وذلك في إطار الدفعة السادسة لتبادل الرهائن بين إسرائيل و"حماس" والتي أفرج خلالها اليوم عن ثلاث رهائن إسرائيليين.
وعانق المعتقلون الذين كانوا يلفون الكوفية على أعناقهم أهاليهم وأقاربهم وحملوا على الأكتاف قبل أن يتوجهوا للخضوع لفحص صحي سريع.
والقسم الأكبر من المعتقلين الفلسطينيين يخرجون من سجن النقب فيما خرجت حافلة تقل معتقلين فلسطينيين من سجن عوفر العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن أربعة من الفلسطينيين المفرج عنهم نقلوا إلى المستشفى لدى وصولهم إلى رام الله.

ومن المقرر إطلاق سراح نحو 369 سجيناً ومعتقلاً فلسطينياً اليوم بعدما سلمت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" ثلاث رهائن إسرائيليين في غزة إلى الصليب الأحمر الدولي هم يائير هورن وساجي ديكل حن وساشا ألكسندر تروبنوف، بعدما ساعد وسطاء مصريون وقطريون في تجنب أزمة هددت بانهيار وقف إطلاق النار الهش الذي أوقف القتال منذ ما يقرب من شهر.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن إسرائيل تعمل مع الولايات المتحدة لإخراج كل الرهائن من قطاع غزة "الأحياء منهم والقتلى، بأسرع ما يمكن".
وأظهر بث مباشر وصول سيارات الصليب الأحمر إلى موقع تسليم الرهائن الإسرائيليين في خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث انتشر عشرات المسلحين، ثم وصول الرهائن إلى الموقع في سيارة قبل أن يرافقهم مسلحون من "حماس" إلى منصة التسليم، حيث التقطت لهم الصور وتحدثوا بالعبرية عبر مذياع أمام الحشد وشدّدوا على ضرورة الإفراج عن الرهائن الباقين.
وبعد التسليم قالت "حماس" في بيان إن إطلاق سراح الدفعة السادسة من الأسرى "تأكيد أنه لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار".
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تسلم الرهائن ودخلوا الأراضي الإسرائيلية حيث سيخضعون لفحص طبي أولي.
وقالت حركة "حماس" إن الثلاثة يطلق سراحهم مقابل 369 سجيناً ومعتقلاً فلسطينياً، مما يخفف المخاوف من احتمال انهيار الاتفاق قبل نهاية وقف إطلاق النار الذي يستمر 42 يوماً.
وألقي القبض على ديكل حن، وهو أميركي - إسرائيلي، وتروبنوف، وهو روسي - إسرائيلي، وهورن الذي اختطف شقيقه إيتان أيضاً في تجمع نير عوز السكني، أحد التجمعات السكنية المحلية حول قطاع غزة الذي اجتاحه مسلحو "حماس" في السابع من أكتوبر 2023.

وكانت "حماس" هددت في وقت سابق بعدم إطلاق سراح مزيد من الرهائن بعدما اتهمت إسرائيل بانتهاك شروط وقف إطلاق النار من خلال منع دخول المساعدات إلى غزة، مما أثار تهديدات مضادة باستئناف القتال من جانب إسرائيل التي استدعت قوات الاحتياط ووضعت قواتها في حالة تأهب قصوى.
وأثار المظهر الهزيل والروايات حول سوء معاملة الرهائن الثلاثة الذين أُطلق سراحهم الأسبوع الماضي غضب الإسرائيليين، لكن كانت هناك أيضاً احتجاجات كبيرة تطالب الحكومة بمواصلة الاتفاق لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم.
وفي محاولة واضحة لدحض الروايات عن سوء معاملة الرهائن نشرت "الجهاد الإسلامي" التي كانت تحتجز توربانوف مقطعاً مصوراً له أمس الجمعة يظهر فيه وهو يأكل ويصطاد على شاطئ غزة.
وخيمت على احتمالات صمود وقف إطلاق النار دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى نقل الفلسطينيين بصورة دائمة من غزة وتسليم القطاع إلى الولايات المتحدة لإعادة تطويره، وهي الدعوة التي رفضتها بشدة الفصائل الفلسطينية والدول العربية.
ووافقت "حماس" الشهر الماضي على تسليم 33 رهينة إسرائيلية من بينهم نساء وأطفال وشيوخ مقابل مئات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين خلال وقف إطلاق نار مدته ستة أسابيع تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من بعض مواقعها في غزة.

وقبل اليوم السبت أطلق سراح 16 من أصل 33 رهينة إسرائيلي إلى جانب خمسة تايلانديين سُلّموا في عملية إطلاق سراح غير مقررة. وبذلك بقي 76 رهينة في غزة ويعتقد أن نصفهم فقط على قيد الحياة.
كان الهدف من وقف إطلاق النار هو فتح الطريق أمام مرحلة ثانية من المفاوضات لإعادة الرهائن المتبقين واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية قبل إنهاء الحرب تماماً وإعادة بناء قطاع غزة الذي أصبح الآن في حالة خراب إلى حد كبير ويواجه نقصاً في الغذاء والمياه الجارية والكهرباء.
وجاء تهديد "حماس" بالامتناع عن إطلاق سراح مزيد من الرهائن في أعقاب اتهامها لإسرائيل بمنع دخول الخيام ومواد الإيواء الموقت إلى غزة، مما ترك عشرات الآلاف في مواجهة برد الشتاء.
ورفضت إسرائيل الاتهام قائلة إنها سمحت بدخول آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات، واتهمت "حماس" بدورها بالتراجع عن الاتفاق.
وتقول منظمات الإغاثة الدولية إن عدداً أكبر من الشاحنات المحملة بالمساعدات يدخل غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، لكن مسؤولي الإغاثة يقولون إن الكميات غير كافية لتلبية حاجات السكان.

واجتاحت إسرائيل القطاع بعد الهجوم الذي قادته "حماس" على بلدات بإسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلت ذلك إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني في غزة، وفقاً لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية، وتدمير كثير من المباني وتشريد معظم السكان.