


بيروت / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
قال الجيش اللبناني في بيان إن جنديا قتل وأصيب آخر بنيران إسرائيلية في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان، فيما قالت وزارة الصحة اللبنانية إن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 15 قتيلا كانوا من بين مئات النازحين الذين حاولوا العودة إلى قراهم في الجنوب.
من جهتها ذكرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام أرولدو لاثارو في بيان مشترك اليوم الأحد أن الظروف "ليست مهيأة بعد" لعودة اللبنانيين بأمان إلى جنوب لبنان.
وفي وقت سابق من اليوم الأحد أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 17 على الأقل جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على أشخاص يحاولون دخول قرى حدودية في جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الأحد، مع انقضاء مهلة انسحابه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله.
وأوردت الوزارة في بيان أن الحصيلة الأولية لـ"اعتداءات العدو الإسرائيلي على مواطنين خلال محاولتهم الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة" هي "مقتل مواطن في عيترون وآخر في بليدا وثالث في حولا وإصابة تسعة آخرين بجروح"، وإصابة "ثمانية أشخاص بجروح في كفركلا" نقلوا الى المستشفى.
وكانت وسائل إعلام لبنانية ومصادر أمنية ذكرت في وقت سابق من الأحد أن خمسة أشخاص أصيبوا بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان أثناء محاولة سكان العودة إلى المنطقة.
وأضافت أن الواقعة حدثت في بلدة كفركلا في اليوم الذي كان محدداً في البداية لانسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن الجيش الإسرائيلي أمر آلاف النازحين اللبنانيين بعدم العودة إلى قرى قريبة من الحدود حتى إشعار آخر.
من جهته قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا أعيرة تحذيرية في عدة مناطق في جنوب لبنان اليوم الأحد بعد أن رصدوا تهديدات مع اقتراب مشتبه بهم، وذلك في أعقاب تقارير أفادت بأن القوات الإسرائيلية قتلت ثلاثة أشخاص وأصابت 31 آخرين في جنوب لبنان.
وقال الجيش إن العديد من المشتبه بهم، الذين يُزعم أنهم شكلوا تهديدا مباشرا على القوات، تم القبض عليهم ويجري استجوابهم. ولم يذكر الجيش عدد المشتبه بهم الذين اقتربوا من القوات ولا عدد المحتجزين للاستجواب.
ولم يحدد البيان مكان إطلاق الطلقات التحذيرية في جنوب لبنان أو ما إذا كان قد أصيب أي شخص.
وقالت الحكومة الإسرائيلية الجمعة إنها تعتزم إبقاء قواتها في جنوب لبنان لما بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحابها، من دون أن تذكر فترة استمرار وجود القوات في المنطقة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتحرى في شأن واقعة اليوم الأحد.
وشاهد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية عند حاجز للجيش اللبناني قرب مدخل كفركلا سيارات إسعاف تنقل مصابين، بعد سماع أصوات إطلاق رصاص.
وحاول مئات الأشخاص منذ الصباح الدخول الى قرى في جنوب لبنان الأحد، مع بقاء القوات الإسرائيلية فيها رغم انقضاء مهلة انسحابها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.

وشاهد مراسلون في مناطق عدة بجنوب لبنان، مواكب من مئات السيارات والعربات يرفع بعض من ركابها شارات النصر ورايات حزب الله. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في وقت سابق بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار في اتجاه أشخاص حاولوا دخول قرية كفركلا، ما أدى لإصابة خمسة منهم.
وأصدر رئيس لبنان جوزاف عون بياناً توجه فيه إلى أهالي الجنوب الذين سعوا للعودة إلى بلداتهم وقراهم، اليوم الأحد، رغم وجود القوات الإسرائيلية فيها.
وفي بيانه، قال عون "إلى أهلنا الأعزاء في جنوب لبنان، هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. وإني إذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم".
وأضاف: "إن سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم. الجيش اللبناني معكم دائماً، حيثما تكونون يكون، وسيظل ملتزماً بحمايتكم وصون أمنكم".
وختم "معاً سنبقى أقوى، متحدين تحت راية لبنان".
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس السبت، الأطراف المعنيين باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان إلى احترام التزاماتهم "في أقرب وقت ممكن"، في حين يتهم لبنان إسرائيل بـ"المماطلة" في انسحابها من الجنوب اللبناني.
وأتت دعوة ماكرون هذه خلال محادثة هاتفية مع نظيره اللبناني جوزاف عون. وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذكر أول من أمس الجمعة، أن انسحاب الجيش الإسرائيلي سيستمر إلى ما بعد موعد الأحد 26 يناير الجاري المنصوص عليه في الاتفاق.
وقال قصر الإليزيه، إن "رئيس الجمهورية (ماكرون) ذكّر بأن الالتزامات التي تعهد بها الأطراف يجب أن يتم الوفاء بها في أسرع وقت ممكن، حتى يتمكن لبنان من استعادة سيادته على كامل أراضيه. وكرر رئيس الجمهورية التزام فرنسا الدائم في هذا الصدد".
ورحب ماكرون أيضاً "بالتقدم الذي أحرز خلال الشهرين الماضيين، لا سيما بفضل الانخراط المتواصل للقوات المسلحة اللبنانية في تنفيذ الشروط لتحقيق وقف إطلاق النار".
كما أفادت الرئاسة اللبنانية أمس السبت، بحصول هذا الاتصال بين عون وماكرون. وقد شدد الرئيس اللبناني خلاله على "ضرورة إلزام إسرائيل باحترام بنود الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب" اللبناني، بحسب الرئاسة.
وبدأ سريان اتفاق وقف النار فجر 27 نوفمبر ووضع حداً لنزاع بين إسرائيل و"حزب الله" المدعوم من إيران امتد أكثر من عام.

وبموجب الاتفاق المبرم بوساطة أميركية، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها خلال 60 يوماً، أي بحلول 26 يناير، وأن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل).
كما يتوجب على "حزب الله" الذي تلقى ضربات موجعة خلال الحرب وفقد عديداً من قادته، سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود، وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية في الجنوب.
لكن إسرائيل أكدت، الجمعة، أن قواتها لن تنجز الانسحاب نظراً لعدم تنفيذ لبنان الاتفاق "بشكل كامل".