بلينكن سيعرض خطة ما بعد الحرب اليوم وإسرائيل لن تسلم "جثة السنوار" في صفقة التبادل
غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
قال مصدر مطلع على المفاوضات إن "جولة أخيرة" من المحادثات الهادفة إلى التوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة على وشك أن تبدأ اليوم الثلاثاء في قطر بغية وضع حد للحرب المتواصلة منذ أكثر من 15 شهراً.
وأوضح المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم الكشف عن هويته، "جولة أخيرة من المحادثات متوقعة اليوم في الدوحة"، مضيفاً أن اجتماعات اليوم "تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل المتبقية من الصفقة" بحضور رؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وموفدي الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب ورئيس الوزراء القطري. ويلتقي الوسطاء بشكل منفصل مع مسؤولي "حماس" بحسب المصدر.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال إن اتفاقاً أيّده لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن "على وشك" أن يصبح واقعاً.
وقال مسؤول مطلع على المفاوضات إن الوسطاء سلموا إسرائيل و"حماس" مسودة نهائية لاتفاق أمس الإثنين بعد "انفراجة" تحققت عند منتصف الليل في المحادثات التي حضرها مبعوثان للرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب.
وإذا نجحت تلك المساعي سيتوج اتفاق وقف إطلاق النار جهود محادثات متقطعة على مدى أكثر من عام ويؤدي إلى أكبر عملية لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين منذ الأيام الأولى للصراع عندما أفرجت "حماس" عن نحو نصف المحتجزين لديها مقابل إطلاق سراح 240 فلسطينياً احتجزتهم إسرائيل.
ومن المتوقع أن يحضر مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومبعوث بايدن بريت ماكغورك محادثات اليوم الثلاثاء في الدوحة مع وجود مفاوضي "حماس" في مكان قريب للتشاور سعياً إلى إبرام اتفاق سريعاً.
وأفاد مسؤولون من الجانبين والولايات المتحدة بإحراز تقدم. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الطرفين، "أقرب من أي وقت مضى" إلى التوصل إلى اتفاق، وإن الكرة الآن في ملعب "حماس".
وذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن بلينكن سيقدم اليوم خطة لما بعد الحرب في غزة.
من جهتها، قالت "حماس" إنها حريصة على التوصل إلى اتفاق.
وقال بايدن في كلمة ألقاها الإثنين لسرد إنجازاته في السياسة الخارجية "الاتفاق من شأنه أن يحرر الرهائن ويوقف القتال ويوفر الأمن لإسرائيل ويسمح لنا بزيادة المساعدات الإنسانية بصورة كبيرة للفلسطينيين الذين يعانون بشدة في هذه الحرب التي بدأتها (حماس)".
وذكر مسؤول إسرائيلي أن المفاوضات بلغت مراحل متقدمة للإفراج عن ما يصل إلى 33 رهينة ضمن الاتفاق. ووفقاً للسلطات الإسرائيلية، لا يزال 98 رهينة في غزة.
وأصدر وفد حركة "حماس" في الدوحة بياناً بعد اجتماع مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جاء فيه أن المحادثات تحرز تقدماً جيداً.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر للصحافيين، "هناك تقدم، ويبدو أفضل بكثير من السابق. أود أن أشكر أصدقاءنا الأميركيين على الجهود الضخمة التي يبذلونها لإتمام اتفاق الرهائن".
وقال مسؤول في "حماس" لـ"رويترز"، إن "المفاوضات حققت تقدماً في قضايا رئيسة ونعمل لاستكمال ما تبقى قريباً".
من جانبه أكد مسؤول إسرائيلي أن جثة قائد حركة "حماس" السابق يحيى السنوار لن تكون جزءاً من اتفاق غزة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن بياناً منسوباً إلى المصدر الذي لم تذكر اسمه تم إرساله إلى صحافيين إسرائيليين يؤكد أن تل أبيب "لن تعيد جثة السنوار كجزء من صفقة الأسرى".
وقال البيان، "لن يحدث ذلك". وكانت تقارير صحافية أشارت إلى أن حركة "حماس" تطالب باستعادة جثة السنوار الذي قتل في رفح خلال أكتوبر الماضي، خلال المرحلة الأولى من اتفاق غزة.
يُنظر الآن على نطاق واسع إلى تنصيب ترمب في 20 يناير الجاري على أنه موعد نهائي للتوصل لاتفاق.
وحذر الرئيس الأميركي المنتخب من أن "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها" إذا لم يُفرج عن الرهائن بحلول موعد تنصيبه. كما يضغط بايدن بقوة من أجل إبرام اتفاق قبل مغادرته المنصب.
وقال بلينكن، إن المفاوضين يريدون التأكد من أن ترمب سيستمر في دعم الاتفاق المطروح على الطاولة، لذا كانت مشاركة ويتكوف وكذلك مبعوث بايدن "مهمة".
وفي ما يلي بعض النقاط الرئيسة في مسودة الاتفاق وفقاً لتصريحات أدلى بها مسؤول إسرائيلي لصحافيين. ولم تذكر "حماس" أي تفاصيل.
وفي المرحلة الأولى سيُطلق سراح 33 رهينة منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الـ50 وجرحى ومرضى. وتعتقد إسرائيل أن معظم الرهائن على قيد الحياة، لكنها لم تتلق أي تأكيد رسمي من "حماس".
وإذا سارت المرحلة الأولى على النحو المخطط لها فستبدأ مفاوضات في شأن مرحلة ثانية في اليوم الـ16 من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وخلال المرحلة الثانية سيُطلق سراح باقي الرهائن الأحياء، ومنهم الجنود والرجال في سن الخدمة العسكرية، فضلاً عن إعادة جثث الرهائن.
وسيكون انسحاب القوات الإسرائيلية على مراحل مع بقائها قرب الحدود للدفاع عن المدن والبلدات الإسرائيلية الواقعة هناك. وإضافة إلى ذلك ستكون هناك ترتيبات أمنية في ما يتعلق بمحور فيلادلفي جنوب قطاع غزة، مع انسحاب إسرائيل من أجزاء منه بعد الأيام القليلة الأولى من الاتفاق.
- السماح لسكان شمال غزة غير المسلحين بالعودة إلى مناطقهم مع وضع آلية لضمان عدم نقل الأسلحة إلى هناك. كما ستنسحب القوات الإسرائيلية من معبر نتساريم في وسط غزة.
- سيُفرج عن مسلحين فلسطينيين مدانين بالقتل أو تنفيذ هجمات دامية، لكن عدد المفرج عنهم سيتوقف على عدد الرهائن الأحياء، والذي لا يزال غير معروف. ولن يُسمح للمفرج عنهم بالتوجه إلى الضفة الغربية. وبالنسبة إلى مقاتلي "حماس" الذين شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر 2023، فلن تفرج إسرائيل عنهم.
وستزداد كمية المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة، حيث حذرت هيئات دولية منها الأمم المتحدة من أن السكان يواجهون أزمة إنسانية خانقة.
وتسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى القطاع، لكن هناك خلافات على الكمية المسموح بدخولها وتلك التي تصل إلى المحتاجين، مع تزايد عمليات النهب من جانب العصابات.
واحدة من أكثر القضايا الغامضة في المفاوضات تتعلق بالجهة التي ستحكم قطاع غزة بعد الحرب، ويبدو أن الجولة الحالية من المحادثات لم تعالج هذه القضية بسبب تعقيدها واحتمال أن تؤدي إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق قصير الأمد.
وترفض إسرائيل أن يكون لـ"حماس" أي دور في حكم غزة، كما اعترضت على مشاركة السلطة الفلسطينية التي أنشئت بموجب اتفاقات أوسلو للسلام قبل ثلاثة عقود وتمارس سيادة محدودة في الضفة الغربية.
وتقول إسرائيل منذ بداية حملتها في غزة إنها ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على القطاع حتى بعد انتهاء القتال.
ويرى المجتمع الدولي أن غزة يجب أن يحكمها فلسطينيون، لكن الجهود التي بُذلت لإيجاد بدائل للفصائل الرئيسية من بين أفراد المجتمع المدني أو قادة العشائر لم تؤت ثمارها إلى حد بعيد.
واستمر القصف الشديد على غزة مخلفاً عشرات القتلى الفلسطينيين فيما قضى خمسة جنود إسرائيليين في القطاع، على رغم الآمال التي يحييها اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال سكان إن سلسلة من الانفجارات وقعت في رفح بجنوب قطاع غزة واستهدفت منازل وطرقاً. وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن ما لا يقل عن 40 فلسطينياً قُتلوا وأصيب العشرات في ضربات عسكرية إسرائيلية في القطاع أمس الإثنين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن خمسة من جنوده قتلوا خلال اشتباك في شمال قطاع غزة، مما يرفع عدد قتلاه منذ السبت الماضي إلى تسعة.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الثلاثاء، أن العدوان الإسرائيلي على القطاع أسفر منذ السابع من أكتوبر 2023 عن استشهاد 46645 فلسطينيا على الأقل وإصابة 110012 آخرين.
وذكرت الوزارة في بيان أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 61 شهيدا و281 مصابا خلال 24 ساعة.
وفي اليوم الـ466 للعدوان وعلى وقع التقدم في مباحثات اتفاق لوقف إطلاق النار، كثف الجيش الإسرائيلي غاراته على مناطق في قطاع غزة، مخلفا عشرات الشهداء والجرحى.
وأشارت الأنباء إلى قيام الجيش الإسرائيلي بشن غارات على مناطق متفرقة من وسط قطاع غزة، أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى.
وقالت إن طائرات الكواد كابتر الإسرائيلية، أطلقت نيرانها على المخيم الجديد ومحيط أرض المفتي بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأعلن مستشفى العودة في النصيرات استقبال طفل مصاب جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي في المخيم.
كما تعرض محيط أبراج الصالحي شمالي النصيرات إلى قصف مدفعي عنيف من قبل قوات الاحتلال، التي استهدفت مصنعا للزجاج في مخيم المغازي.
واستهدف قصفا إسرائيليا سيارة في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط شهيدين وعددا من المصابين.
في تلك الأثناء، أعلنت كتائب شهداء الأقصى – لواء العامودي عن قصف مشترك مع ألوية الناصر صلاح الدين لمقر تحكم الجيش الإسرائيلي في منطقة جحر الديك بقذائف هاون من عيار 60 ملم.
وفي جنوب القطاع، قصفت الطائرات الحربية منزلا شرقي خان يونس، بينما واصلت المدفعية هجماتها على البلدات الشرقية لخان يونس.
وفي مدينة غزة، قال مراسلنا إن 4 شهداء أطفال وجرحى سقطوا نتيجة قصف إسرائيلي على منزل يعود لعائلة أبو الشعر بمنطقة الدرج.
وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، ارتفاع عدد الشُّهداء الصَّحفيين إلى 204 صحفيين بعد استشهاد الصحفي محمد بشير التَّلمس.
وفي دير البلح استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة وسط غزة.
وقد شن الاحتلال الإسرائيلي غارات استهدف خلالها خيمة للنازحين بمحيط ملعب الدرة في دير البلح وسط القطاع.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن النيران اشتعلت في خيام النازحين على شاطئ دير البلح وسط قطاع غزة، جراء استهدافها من قبل طيران الاحتلال.
وأكدت وسائل الإعلام الفلسطينية استشهاد 7 أشخاص وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال خيام النازحين ومنزلاً في دير البلح وسط القطاع.
وأشارت إلى أن «هذه الليلة تعتبر من الليالي الأكثر إجراماً، حيث قصف الاحتلال الصهيوني مناطق مختلفة في أنحاء قطاع غزة، مستهدفاً خيام النازحين، مما أسفر عن عشرات الشهداء والإصابات».
كما أفادت الأنباء باستهداف منزل سكني في حي الدرج بمدينة غزة.
من جانبه، ذكر الدفاع المدني أن امرأة استشهدت وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال لعمارة سكنية قرب موقف جباليا بحي الدرج وسط مدينة غزة.
وفي جنوب القطاع نفذ الاحتلال غارة على حي المنارة جنوب شرق خان يونس، مشيراً إلى أن الطيران المروحي نفذ غارة عنيفة على مناطق جنوب غرب خان يونس.
من جانبه، ذكر الدفاع المدني أن طواقمه تعاملت مع قصف منزل لعائلة «عابد» قرب مستوصف الخالدية في حي المنارة بخان يونس جنوب القطاع.
كما أفادت الأنباء بأن قوات الاحتلال قامت بعمليات نسف لمنازل المواطنين في مدينة رفح جنوبي القطاع.