الشرع لميقاتي: سوريا ستقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين
دمشق / 14 أكتوبر / متابعات:
حدد قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع 3 أولويات لحكومة تصريف الأعمال التي تم تشكيلها عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد الشهر الماضي.
وخلال لقائه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في دمشق اليوم السبت، قال الشرع إن أولويتنا ترتيب الوضع الداخلي وضبط حالة الأمن وحصر السلاح بيد الدولة.
وأشار الشرع إلى أن سوريا في المرحلة الجديدة ستقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، وأنها تبحث مع لبنان قضايا كثيرة أبرزها ضبط الحدود.
من جهته قال ميقاتي إنه بحث مع الشرع العلاقات بين البلدين والتحديات التي تواجه المنطقة، وأشار إلى أن لبنان يدعم تطلعات الشعب السوري وقال "طالما كانت سوريا بخير فإن لبنان بخير".
وأضاف ميقاتي أن من مصلحة البلدين مراجعة ملف اللاجئين السوريين بلبنان لأنه يضغط على بلاده و"قد تفهم الشرع أهمية الأمر"، وفق تعبيره، وأشار إلى أنه لمس لدى الشرع أيضا استعدادا لمعالجة ملف اللاجئين السوريين.
ووصل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إلى دمشق في وقت سابق اليوم، حيث بدأ على الفور لقاء مع الشرع، في زيارة هي الأولى لرئيس وزراء لبناني إلى سوريا منذ العام 2010.
وغلب التوتر على العلاقات بين سوريا ولبنان منذ أن أصبحتا دولتين مستقلتين في أربعينيات القرن الـ20.
ومنذ تولي الشرع السلطة الجديدة في دمشق، أعرب البلدان عن تطلعهما إلى تمتين العلاقات الثنائية.
وكان الشرع تعهد -خلال استقباله الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في 22 ديسمبر الجاري- بأن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذا "سلبيا" في لبنان وستحترم سيادته.
وفي الداخل السوري أعلن جهاز الاستخبارات العامة في سوريا اليوم السبت إحباطه محاولة تفجير من قبل تنظيم "داعش" داخل مقام السيدة زينب جنوب دمشق، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر في الجهاز.
وقال المصدر، "جهاز الاستخبارات العامة بالتعاون مع إدارة الأمن العام في ريف دمشق ينجح في إحباط محاولة لتنظيم (داعش) القيام بتفجير داخل مقام السيدة زينب"، مشيراً إلى "اعتقال الأشخاص المتورطين في هذه المحاولة".
في الأثناء وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إلى دمشق اليوم السبت للقاء قائد السلطة الجديدة أحمد الشرع في زيارة هي الأولى لرئيس وزراء لبناني إلى سوريا المجاورة منذ 15 عاماً.
واتجه ميقاتي إلى سوريا على رأس وفد يضم وزير الخارجية عبدالله بوحبيب والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري ومدير الاستخبارات في الجيش العميد طوني قهوجي ونائب المدير العام للأمن العام العميد حسن شقير.
وقال الرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون أول من أمس الخميس في خطاب القسم الرئاسي إن هناك فرصة تاريخية لحوار جاد ومتكافئ مع سوريا التي كان لها نفوذ كبير على لبنان أثناء حكم عائلة الأسد.
وتعهد الشرع الشهر الماضي في اجتماع بدمشق مع الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، ألا تتدخل سوريا في شؤون لبنان.
ميدانياً، يتواصل التصعيد العسكري بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل المسلحة المدعومة من تركيا على محاور القتال بريف منبج شمال شرقي سوريا للسيطرة على مواقع استراتيجية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنفية على محوري سد تشرين وتل سيرتيل في ريف منبج، فيما تستمر الاحتجاجات الشعبية المؤيدة لـ"قسد" في محيط سد تشرين، مطالبة بتدخل دولي وفرض حظر جوي لحماية مناطق شمال وشرق سوريا الواقعة تحت سيطرة الأكراد من هجمات الفصائل الموالية لتركيا.
بالتزامن، هاجمت خلايا من تنظيم "داعش" بالأسلحة الرشاشة نقطة عسكرية تابعة لـ"قسد" في قرية الحريجية في ريف دير الزور الشمالي، واندلعت اشتباكات مسلحة بين الطرفين.
وأفاد المرصد السوري اليوم السبت بتوغل قوة إسرائيلية في الجهة الغربية لقرية المعلقة في ريف القنيطرة، حيث عملت آليات تابعة لها على شق طريق من الجولان السوري المحتل باتجاه سرية الدرعية والنقاط العسكرية المحيطة بها في المنطقة.
وكانت القوات الإسرائيلية دخلت المنطقة في الـ19 من ديسمبر 2024 وسيطرت على أسلحة ثقيلة في المواقع العسكرية. ورصد المرصد السوري في يناير الجاري توغل قوات إسرائيلية في قريتي العشة وأبو غارة في ريف القنيطرة الجنوبي.
وفي مدينة حمص، ثالث أكبر مدن سوريا، يسيطر القلق على أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد بعد أيام من حملة أمنية للسلطات الجديدة في أحيائهم بحثاً عن "فلول النظام"، اعتقل على أثرها المئات وفق ما أفاد سكان.
في وسط حمص، تضج السوق بسكان أتوا لشراء الفاكهة والخضراوات من باعة وسط مبان ينخرها الرصاص. لكن عند مداخل الأحياء ذات الغالبية العلوية، وقف مسلحون بلباسهم العسكري عند نقاط تفتيش أقيمت حديثاً بعد رفع حظر للتجوال هذا الأسبوع.
وأفاد عدد من سكان المناطق العلوية في حمص التي استهدفتها عمليات التمشيط باعتقال شباب أو حتى جنود سلموا أسلحتهم وخضعوا للتسوية. وطلب جميع من تحدثت إليهم وكالة الصحافة الفرنسية عدم الكشف عن هويتهم لمخاوف ترتبط بسلامتهم.
وقال شخصان من المدينة إن نقطة تفتيش أزيلت بعد شكاوى سكان عقب قيام مسلحين كانوا عندها بسؤال الناس عن طائفتهم.
وقال أحد سكان حي الزهراء ذي الغالبية العلوية، "ما نعيشه ونلمسه حتى الآن هو واقع الخوف". وأضاف، "في البداية كانت حالات فردية، لكن لا يمكن تسميتها بذلك بعدما كثرت".
ومنذ وصولها إلى السلطة في الثامن من ديسمبر 2024، تحاول القيادة الجديدة في سوريا طمأنة الأقليات، لكن يخشى العلويون من ردود فعل عنيفة ضدهم لارتباطهم الطويل بعائلة الأسد.
ونفت السلطات أن تكون ارتكبت أي انتهاكات.
وأفاد عضو مجلس الشعب عن محافظة حمص سابقاً شحادة ميهوب بأنه وثق انتهاكات واعتقالات للمئات أبلغ عنها سكان حي الزهراء في المدينة.
وقال، "لدي حتى الآن 600 اسم معتقل (في حي الزهراء)"، مضيفاً أن "عدد الموقوفين يتجاوز 1380 شخصاً" في كامل مدينة حمص.
وأشار ميهوب إلى أن من بين المعتقلين "عمداء متقاعدين وعقداء أجروا التسوية في المراكز النظامية، لكن النسبة الكبرى (من المعتقلين) هم مدنيون وجنود" كانوا في الخدمة الإلزامية.
وبعد إطاحتها الأسد، فتحت الإدارة الجديدة مراكز تسوية في مختلف المدن السورية، ودعت الجنود السابقين إلى تسليم أسلحتهم.
وفي حي السبيل في المدينة، أبلغ ميهوب عن تعرض مجموعة من الضباط للضرب أمام زوجاتهم وأبنائهم.
وقال إن السلطات في حمص تجاوبت مع شكاوى المواطنين ووعدت بالإفراج عن المعتقلين قريباً، مضيفاً أن بعض الجماعات الحليفة لـ"هيئة تحرير الشام" ومسلحين آخرين كانوا وراء الانتهاكات.
وقال رجل آخر في حي الزهراء إنه لا يعرف شيئاً عن ابنه الذي كان جندياً في الجيش منذ اعتقاله عند نقطة تفتيش في ريف حماة الأسبوع الماضي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن الأسبوع الماضي، إنه أوقف 1800 شخص في الأقل في مدينة حمص وريفها، غالبيتهم من العلويين.
ومنذ إطاحة الأسد تصاعدت أعمال العنف ضد العلويين في أرجاء سوريا. وسجل المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 150 علوياً مذاك، لا سيما في محافظتي حمص وحماة.