رئيس الحكومة السورية: مستعدون للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب
دمشق / 14 أكتوبر / متابعات :
قال رئيس حكومة النظام السوري السابق محمد غازي الجلالي إنه مستعد للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري، في حين أعلن قائد العمليات العسكرية بالمعارضة السورية أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) عن أن الجلالي سيشرف على المؤسسات العامة حتى تسليمها.
وقال الجلالي إنهم يمدون أيديهم إلى كل مواطن سوري حريص على الحفاظ على مقدرات البلد، ويتمنى من جميع السوريين أن يفكروا بعقلانية بشأن مصلحة وطنهم، مؤكدا إيمانه بأن سوريا لكل السوريين.
من جهته، أصدر قائد العمليات العسكرية بالمعارضة السورية أحمد الشرع تعليمات جديدة لقواته في العاصمة دمشق.
وقال إن على فصائل المعارضة كافة في مدينة دمشق الامتناع بشكل نهائي عن الاقتراب من المؤسسات العامة، التي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى تسليمها رسميا، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء.
هذا وقد توالت الأحداث بشكل سريع ومثير فجر اليوم الأحد، إذ أعلنت المعارضة السورية المسلحة أنها بدأت دخول العاصمة دمشق، بينما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين سوريين رفيعي المستوى أن بشار الأسد غادر دمشق إلى وجهة غير معلومة.
وقال ضابط سوري لرويترز إن قيادة الجيش السوري أبلغت الضباط بأن حكم الرئيس بشار الأسد انتهى، وذلك بعد هجوم خاطف شنته المعارضة.
كما قالت قوات المعارضة السورية إن دمشق "أصبحت الآن من دون بشار الأسد".
وفي وقت سابق، قال ضابطان كبيران في الجيش السوري إن الأسد غادر دمشق على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة اليوم الأحد، في حين أعلنت قوات المعارضة دخولها العاصمة دون وجود أي مؤشر على انتشار الجيش.
وذكر شهود أن الآلاف من السوريين في سيارات وعلى الأقدام تجمعوا في ساحة رئيسية في دمشق وهتفوا للحرية.
وقالت قوات المعارضة "نزف إلى الشعب السوري نبأ تحرير أسرانا وفك قيودهم، وإعلان نهاية حقبة الظلم في سجن صيدنايا"، وهو سجن عسكري كبير على مشارف دمشق حيث كانت الحكومة السورية تحتجز الآلاف في ظروف غاية في القسوة كما تقول المعارضة.
وأشارت بيانات من موقع فلايت رادار إلى إن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية أقلعت من مطار دمشق في الوقت نفسه الذي وردت فيه أنباء عن سيطرة مقاتلين على العاصمة.
وكانت الطائرة قد حلقت في البداية باتجاه المنطقة الساحلية السورية وهي معقل للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، لكنها بعد ذلك غيرت مسارها فجأة وحلقت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي من الخريطة.
ولم يتسن التأكد بعد من هوية من كانوا على متن الطائرة.
كما أعلن زعيم تيار المعارضة السوري الرئيسي في الخارج هادي البحرة اليوم الأحد أن دمشق أصبحت الآن "من دون بشار الأسد".
وقبل دخول دمشق، كانت قوات المعارضة السورية أعلنت سيطرتها الكاملة على مدينة حمص المهمة في وقت مبكر اليوم الأحد بعد يوم واحد فحسب من القتال، لتهدد بذلك حكم بشار الأسد الذي امتد 24 عاما.
وفي المناطق الريفية جنوب غربي العاصمة، استغل شبان من السكان المحليين ومقاتلو معارضة سابقون غياب السلطات وخرجوا إلى الشوارع في تحد لحكم الأسد.
وخرج الآلاف من سكان حمص إلى الشوارع بعد انسحاب الجيش من المدينة، ورقصوا وهتفوا "رحل الأسد، حمص حرة" و"تحيا سوريا ويسقط بشار الأسد".
وأطلق مقاتلو المعارضة أعيرة نارية في الهواء للاحتفال، ومزق شبان صورا للرئيس السوري الذي انهارت سيطرته على البلاد مع انسحاب الجيش على مدى أسبوع.
ومنح سقوط حمص مقاتلي المعارضة السيطرة على قلب سوريا الإستراتيجي ومفترق طرق رئيسي، مما أدى إلى فصل دمشق عن المنطقة الساحلية التي تعد معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد حيث يوجد لحلفائه الروس قاعدة بحرية وأخرى جوية.
ووصف زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، وهو أبرز قيادي في المعارضة المسلحة، السيطرة على حمص بأنها لحظة تاريخية وحث المقاتلين على عدم التعرض بأذى لمن يلقون أسلحتهم.
وحرر مقاتلو المعارضة آلاف المعتقلين من سجن المدينة، وغادرت قوات الأمن على عجل بعد حرق وثائق لها.