عفواً نوفمبر إذا لم يسمح لنا هذه السنة أيضًا كما في السنوات الماضية القليلة الاحتفال بك بشكل جماعي دون فوارق في منطقة أو حزب أو قبيلة، وبصورة جماعية نرقص ونغني ونحتفل ونتبادل التهاني دون خوف أو حرج.
عفواً إذا لم نستطع في هذه السنوات الأخيرة أن نعزز علاقتنا بك لأنهم نصبوا أنفسهم سياجا شائكا يحيط بك مبدلين طرق التخاطب معك ومغيرين ملامحك ولونك ورائحتك على هواهم.. جماعات مفرقة كل منهم أمسك بك من طرف وراح ينفث أنفاسه الموتورة في حناياك طابعاً خطابه بك وباسمك.
جماعات أخذت تتحين قدومك بخفة وحذر ممجوج لتقليص صلتك بالأرض والإنسان، بالجبل والشاطئ، بالشجر والرمال والحجارة.. مجيرين معاني انتصاراتك وأبعاد أمانيك وأحلامك إلى زوايا رؤاهم المصفرة القاحلة، منصبين أنفسهم أوصياء عليك، مبدلين سطورك المكتوبة وأفعالك المشهودة، ومعانيك الممدودة إلى مجرد مظاهر محدودة وأصداء باهتة مكلومة.
عفواً نوفمبر اذا لم نستطع حتى الآن أن نوحد خطوتنا لملاقاتك وأصواتنا للتغني بك والشدو بامجادك.
ووعداً منا أن نبقى على العهد معك أمة تعشق الحرية والاستقلال وترفض الذل والهوان، عشقاً بغد أجمل وأرحب.
عش نوفمبر خالداً متجدداً كاملاً غير منقوص.