هجوم الفصائل المسلحة يتوسع لحماة.. وارتفاع عدد القتلى إلى (327)
دمشق / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم السبت، محادثات هاتفية مع نظيريه التركي والإيراني لبحث التطورات في سوريا، بعد هجوم "هيئة تحرير الشام" على حلب وإدلب وحماة.
وبحث لافروف مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الوضع في سوريا وعملية آستانة للسلام. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "عبّر الجانبان عن بالغ قلقهما إزاء التطور الخطير للوضع في الجمهورية العربية السورية فيما يتعلق بالتصعيد العسكري في محافظتي حلب وإدلب"
وأضافت الوزارة أن الوزيرين اتفقا على ضرورة تنسيق الجهود المشتركة للحفاظ على استقرار سوريا.
من جهتها، ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، اليوم السبت، أن لافروف ونظيره الإيراني عباس عراقجي عبرا، خلال اتصال هاتفي، عن دعمهما لسوريا.
وأضافت وسائل الإعلام أن عراقجي أبلغ لافروف بأن هجمات الفصائل المسلحة بسوريا "جزء من خطة إسرائيلية أميركية لزعزعة استقرار المنطقة".
ودعا عراقجي إلى التعاون مع روسيا من أجل التصدي للهجمات الأخيرة التي تشنها "هيئة تحرير الشام" وفصائل حليفة لها في سوريا.
وشدد عراقجي على "ضرورة اليقظة والتعاون" بين إيران وروسيا "لمواجهة الأفعال" التي يقوم بها المسلحون في سوريا، وفق ما أفاد بيان لوزارة الخارجية.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف وعراقجي أعربا خلال المحادثة الهاتفية "عن قلقهما البالغ إزاء التصعيد الخطير للأوضاع في سوريا".
وأشار لافروف خلال المحادثة إلى أهمية تكثيف الجهود لتحقيق الاستقرار في سوريا والنظر بشكل عاجل في الوضع بالبلاد في إطار صيغة "أستانا".
في سياق متصل، قالت مصادر بوزارة الخارجية التركية، إن وزير خارجية إيران عباس عراقجي سيزور تركيا يوم الاثنين المقبل.
ميدانيا توالى التصعيد المفاجئ في سوريا بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، اليوم السبت، حيث تعد هذه المرة الأولى التي تدخل فيها فصائل مسلحة إلى حلب، ثاني أكبر المدن السورية، منذ استعاد الجيش السوري السيطرة الكاملة على المدينة عام 2016.
وفي جديد التطورات، أكدت "هيئة تحرير الشام" أنها سيطرت على عدة مناطق بريف حماة، مضيفة أنها توسّع حالياً سيطرتها في ريف حماة الشمالي.
بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري انسحب من مدينة حماة، موضحاً أن "أرتالا عسكرية تابعة للجيش انسحبت من حماة إلى حمص". كما أضاف المرصد أن "هيئة تحرير الشام" والفصائل سيطرت على 16 قرية في ريف حماة خلال الساعات الماضية.
من جهته، نفى الجيش السوري التقارير بشأن الانسحاب من حماة، مضيفاً: "قواتنا لا تزال تتمركز في مواقعها بالريفين الشمالي والشرقي لحماة". وأكد أن قواته "جاهزة للتصدي لأي هجوم في حماة".
وفي إدلب، أكد مصدران من الفصائل المسلحة، اليوم السبت، أن الأخيرة أعلنت سيطرتها على مدينة معرة النعمان وعلى خان شيخون، ما يعني أن محافظة إدلب بأكملها باتت الآن تحت سيطرة المسلحين.
وفي حلب، أعلنت "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها أنها سيطرت على مطار حلب الدولي، وفق ما أكده المرصد. هذا وتدور معارك عنيفة عند مطار كويرس العسكري بريف حلب، بعدما كانت "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها قد أعلنت البدء بعملية للسيطرة عليه. ولاحقاً أكدت الفصائل أن القوات السورية انسحبت من المطار.
من جهتها ، أشارت الأنباء لغارات استهدفت "هيئة تحرير الشام" والفصائل في حلب وإدلب. كما أكد سقوط قتلى وجرحى في غارة جوية استهدفت رتلاً عسكرياً لـ"هيئة تحرير الشام" والفصائل بدوار الباسل في حلب.
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 16 قتيلاً في غارة دوار الباسل، مرجحاً أنها روسية. كما أشار لارتفاع عدد القتلى في إدلب وحلب إلى 327.
يأتي هذا بينما غادرت آلاف السيارات مدينة حلب عبر طريق خناصر أثريا الرئيسي إلى خارج المدينة، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن شهود عيان أضافوا أن السيارات تتجه في الغالب صوب اللاذقية والسلمية، مع إغلاق الطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحلب.
هذا وأعلن الجيش السوري أنه انسحب من حلب مؤقتا للتحضير لهجوم مضاد، مشيراً إلى أنه خاض "اشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلحة في محاور متعددة بإدلب.
وكشف الجيش السوري أن تعدد جبهات الاشتباك دفعه إلى سحب قواته "بهدف إعادة الانتشار".
وذكر الجيش أن "الجماعات المسلحة تتدفق بكثافة عبر الحدود الشمالية"، موضحا أن الأخيرة "لم تثبت نقاط تمركز لها في حلب بفعل الضربات الجوية".
وأفاد ثلاثة سكان لرويترز أن آلاف السيارات المدنية تغادر مدينة حلب عبر طريق خناصر أثريا الرئيسي إلى خارج المدينة، وذلك بعد ساعات من اجتياح مقاتلي المعارضة أحياء رئيسية هناك.
وأضافوا أن السيارات تتجه في الغالب صوب اللاذقية والسلمية، مع إغلاق الطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحلب.
وفي وقت سابق، قال المرصد السوري إن الفصائل المسلحة تتواجد في أحياء حلب بشكل شبه كامل، مع انسحاب شامل للقوات السورية من المدينة، وغياب تام للقوات السورية في عدد كبير من أحياء حلب.
وأضاف المرصد السوري أن بعض الأجزاء الجنوبية من حلب لا تزال تحت سيطرة دمشق.
وأكد المرصد السوري أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تسيطر على نبل والزهراء شمال حلب.
و"قسد" تحالف متعدد الأعراق والأديان للميليشيات التي يغلب عليها الطابع الكردي، وكذلك للميليشيات العربية والآشورية.
ومن جانبها، أعلنت القوات الكردية أنها ستدافع عن مناطقها "إذا تعرضت لهجوم من النصرة والفصائل المسلحة".
وقالت القوات الكردية إنها "ستتخذ التدابير اللازمة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب".
أما تركيا، فأكدت على لسان وزير خارجيتها أنها لم تنخرط في الصراعات الدائرة بحلب
وإلى ذلك، قال المرصد إن هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها "سيطروا على غالبية المدينة ومراكز حكومية وسجون".
وكانت الفصائل المسلحة قد نشرت العديد من عناصرها في قلعة حلب ومحيطها وسط المدينة، وذلك بعدما أعلنت السيطرة عليها مساء أمس.
كما أفاد المرصد السوري بمقتل 155 من هيئة تحرير الشام و79 من القوات السورية.
وأشار المرصد السوري إلى غارة روسية على أطراف حلب للمرة الأولى منذ عام 2016. كما أشار إلى أن الفصائل المسلحة أعلنت السيطرة على 6 قرى جديدة في إدلب.
وقبل ساعات، كان المرصد السوري أكد أن نصف مدينة حلب بات خاضعا لسيطرة الفصائل المسلحة، فيما أكدت مصادر أن الحكومة السورية أغلقت مطار حلب الدولي وألغت جميع الرحلات الجوية حتى إشعار آخر.
وقالت مصادر عسكرية إن السلطات السورية أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى المدينة اليوم.
وأشارت مصادر عسكرية أخرى لـ"رويترز" إلى أن دمشق تلقت وعدا بمساعدات عسكرية روسية إضافية، وأن الحكومة تتوقع وصول معدات وعتاد عسكري روسي لقاعدة حميميم خلال 72 ساعة.
وقالت روسيا إن قواتها الجوية تمكنت من تحييد ما لا يقل عن 200 مسلح من الفصائل المسلحة غير النظامية بمحافظتي حلب وإدلب السوريتيْن خلال الـ24 ساعة الماضية، وفقا لما ذكره نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا.
قبل ذلك، وصف الكرملين الوضع في حلب بأنه تعدٍ على سيادة سوريا، مضيفا أن موسكو تدعم استعادة النظام في المنطقة.
وقالت مصادر بالجيش السوري لـ"رويترز" إن الجيش أغلق الطرق الرئيسية المؤدية من وإلى مدينة حلب، بعد أن صدرت تعليمات للقوات باتباع أوامر "انسحاب آمن" من الأحياء التي اجتاحتها الفصائل المسلحة.
وذكرت المصادر أن هذه الخطوة أغلقت المدينة فعليا، بعد أن أصدر الجيش تعليمات عند نقاط التفتيش خارج المدينة بالسماح فقط لقوات الجيش بالمرور والدخول.
هذا ونشرت الفصائل المسلحة صورا قالت إنها للحظة دخولها حي الشعار في حلب، بعد إعلان حظر تجول كامل في المدينة. كما نشرت الفصائل المسلحة صورا لدخولها حي الفردوس وسط حلب. ووثقت لحظة دخولها مقر محافظ حلب والمستشفى العسكري، كما دخلت الفصائل المسلحة مبنى قيادة الشرطة ومقر المحافظ في مدينة حلب.
ونشرت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) والفصائل المسلحة المتحالفة معها صورا قالت إنها من وسط حلب.
ولا تزال المعارك مستمرة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في وسط ومحيط مدينة حلب.
وتقول الفصائل إنها دخلت أحياء من حلب، فيما يؤكد الجيش السوري أنه تصدى للهجوم وكبد المسلحين خسائر فادحة.
وفي ردود الأفعال، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن حلب وإدلب وريفيهما جزء من مناطق خفض التصعيد بموجب اتفاقية أستانة"، وإن "عملية الفصائل المسلحة خرق للاتفاق".
واعتبر المسؤول الإيراني أن التحركات الأخيرة "تأتي ضمن مخطط أميركي إسرائيلي لزعزعة استقرار المنطقة"، على حد وصفه.
وفي أول موقف رسمي تركي بشأن المعارك في سوريا، قالت الخارجية في بيان إن الاشتباكات الأخيرة في شمال سوريا أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوتر بالمنطقة.
وأشار البيان إلى أنه من المهم للغاية بالنسبة لتركيا تجنب حالة أخرى من عدم الاستقرار وعدم تعرض المدنيين للأذى.
وبدأ المسلحون توغلهم يوم الأربعاء وبحلول نهاية يوم أمس الجمعة قالت غرفة عمليات تمثل منفذي الهجمات إنهم يجتاحون أحياء مختلفة من حلب.
وهذا هو أكبر هجوم منذ مارس 2020 عندما أبرمت روسيا وتركيا اتفاقا لخفض التصعيد في المنطقة.