بيروت / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات :
استهدفت غارة إسرائيلية جديدة ضاحية بيروت الجنوبية اليوم السبت بعد إصدار الجيش الإسرائيلي تعليمات بإخلاء أحد أحيائها، وفق ما أظهر بث مباشر لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأظهرت لقطات خدمة البث المباشر للوكالة الدخان يتصاعد فوق أبنية في الضاحية الجنوبية شبه الخالية من السكان، بعدما أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس إنذارا إلى سكان حارة حريك بإخلاء الحي.
وصباح اليوم السبت، هدد الجيش الإسرائيلي المتواجدين في مبانٍ حددها في خريطتين في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية. وطلب في التهديد إخلاء المباني والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر.
ميدانياً، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على قرى في جنوب لبنان وبلدة لبايا في البقاع الغربي.
جنوباً، استهدفت سلسلة غارات بلدات عربصاليم، العباسية، صير الغربية، عدلون، ومحيط بلدات باتوليه، عين بعال، وعيتيت.
كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي محيط بلدتي شمع ومجدل زون في جنوب لبنان.
وتحدثت أنباء عن سقوط إصابات في بلدة برج رحال (جنوب) جراء غارات إسرائيلية فجر اليوم السبت.
وعلى وقع الضربات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، قال مسؤول لبناني إن السفيرة الأميركية ليزا جونسون التقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مضيفاً أنها عرضت "مقترحاً أميركياً من 13 نقطة".
في المقابل، أفادت مصادر دبلوماسية في بيروت أمس الجمعة، بأن الورقة الأميركية التي تسلمها لبنان والهادفة إلى وقف الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" في الجنوب، مكونة من نحو 13 بنداً، أكثرها جدلية بند يعطي للطرفين "حق الدفاع عن النفس". ويخشى لبنان تحول هذا البند إلى "حرية الحركة" التي طالبت بها تل أبيب ورفضتها بيروت.
ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن المقترح، غير أنه أوضح أنه "في حال تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، فإن الولايات المتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان"، مضيفاً أنه "سيكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً وسيبدأ لبنان بنشر الجيش على الحدود".
من جانبه، قال مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، علي لاريجاني، أمس الجمعة، إن إيران ستدعم أي قرار يتخذه لبنان للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، في إشارة إلى أن طهران تتطلع إلى وقف الصراع الذي تسبب في ضربات قوية لجماعة "حزب الله" حليفتها في لبنان.
وجاءت تصريحات لاريجاني خلال زيارة لبيروت في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل قصفها المكثف للمناطق التي تسيطر عليها جماعة "حزب الله" في المدينة لليوم الرابع على التوالي، في تصعيد تزامن مع مؤشرات إلى تحرك في الاتصالات الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة بهدف وقف إطلاق النار.
واجتمع بري مع لاريجاني الجمعة. وخلال مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع بري، قال لاريجاني، رداً على سؤال في شأن ما إذا كان يزور بيروت لتقويض مقترح الهدنة الأميركي "نحن لا نسعى إلى تخريب أي شيء".
وتابع "نسعى إلى حل المشكلات. ندعم الحكومة اللبنانية في جميع الظروف، ومن يعرقلون (الأمور) هم نتنياهو وجماعته"، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال دبلوماسي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه يرى أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، معبراً عن أمله في التوصل إليه.
ويمثل هذا الجهد الدبلوماسي محاولة أخيرة من جانب الإدارة الأميركية قبل انتهاء ولايتها للتوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان، في الوقت الذي تبدو فيه الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة متعثرة تماماً.
وتقول القوى العالمية إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان يجب أن يكون مستنداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حرباً سابقة بين "حزب الله" وإسرائيل في 2006. وتلزم بنود القرار "حزب الله" نقل عناصره وأسلحته إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد نحو 20 كيلومتراً إلى الشمال من الحدود.
ومن النقاط الشائكة الرئيسة في محادثات وقف إطلاق النار مطلب إسرائيل بالاحتفاظ بحرية التصرف إذا خرقت جماعة "حزب الله" أي اتفاق، وهو المطلب الذي يرفضه لبنان. وشدد لاريجاني على أن "إيران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة، بخاصة القرار 1701".
ودمرت ضربات إسرائيلية أمس الجمعة خمسة مبان أخرى في الضاحية الجنوبية لبيروت، أحدها يقع بالقرب من تقاطع الطيونة وهو أحد أكثر التقاطعات المرورية ازدحاماً في بيروت، في منطقة تلتقي فيها الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها "حزب الله" بأجزاء أخرى من المدينة.
وأمكن سماع صوت صاروخ يقترب في لقطات مصورة تظهر الغارة الجوية قرب منطقة الطيونة. وتحول المبنى المستهدف إلى أنقاض وسط سحابة من الغبار امتدت إلى حرش بيروت، الحديقة الرئيسة في المدينة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته هاجمت مخازن ذخيرة ومقرات وبنى تحتية أخرى لـ"حزب الله". وقبيل أحدث الضربات الجوية قال الجيش الإسرائيلي إنه أصدر تحذيراً على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص المباني المستهدفة.
ويواصل "حزب الله" إطلاق الصواريخ على إسرائيل ويخوض عناصره معارك مع القوات الإسرائيلية في الجنوب.
من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن التكتل يندد بشدة بمقتل 12 من المسعفين في هجوم إسرائيلي قرب بعلبك في سهل البقاع الخميس.
وكتب على تطبيق "إكس"، "الهجمات على العاملين بالرعاية الصحية ومنشآتها انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي".
وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان الجمعة إن 59 شخصاً قتلوا في هجمات إسرائيلية على لبنان الخميس، ليرتفع إجمالي القتلى منذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي إلى 3445 في الأقل، فيما أصيب 14599 شخصاً.
من جهتها قالت إيطاليا إن قذيفة مدفعية سقطت على قاعدة للقوة الإيطالية في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، ووعدت إسرائيل بالتحقيق في الأمر.
وجاء في بيان إيطالي أن وزير الخارجية أنطونيو تاياني تحدث إلى نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، واحتج على الهجمات الإسرائيلية على أفرادها وبنيتها التحتية في قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل).
وقال تاياني إنه يجب ضمان سلامة جنود اليونيفيل، وشدد على "عدم قبول" الهجمات. وجاء في البيان الإيطالي أن ساعر "أكد إجراء تحقيق فوري" في حادثة القذيفة التي لم تنفجر.
أنشئت بعثة الأمم المتحدة التي يبلغ قوامها 10 آلاف جندي بموجب قرار أصدره مجلس الأمن الدولي في عام 2006، في جنوب لبنان لمراقبة الأعمال القتالية على امتداد "الخط الأزرق" الذي يفصل لبنان عن إسرائيل.
ومنذ أن شرعت إسرائيل في حملة برية بلبنان في مواجهة عناصر "حزب الله" في نهاية سبتمبر الماضي، اتهمت اليونيفيل القوات الإسرائيلية بمهاجمة قواعدها عمداً، بما في ذلك إطلاق النار على قوات حفظ السلام وتدمير أبراج مراقبة.