غزة / 14 أكتوبر / متابعات :
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم الأربعاء، أن أكثر من 770 شهيدا و1000 جريح سقطوا في جباليا المخيم والبلد ومحيطهما خلال 19 يوما من العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وقال المكتب الإعلامي إنه في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال منذ 19 يوما متواصلا؛ فقد قتل وأعدم أكثر من 770 شهيدا في جباليا المخيم والبلد ومحيطهما، كما اختطف أكثر من 200 من المدنيين بينهم سيدات فلسطينيات، وأصاب أكثر من 1000 جريح، إضافة إلى عشرات المفقودين الذين انقطعت بهم الاتصالات بمحافظة شمال قطاع غزة.
وأضاف أن أكثر من 100 ألف من الجرحى والمرضى بمحافظة شمال قطاع غزة يحتاجون إلى الرّعاية الصّحية والطبية العاجلة والسريعة، وهي غير متوفرة حاليا بسبب قضاء الاحتلال على المنظومة الصحية والمستشفيات الأربعة، وهي مستشفى اليمن السعيد التي قصفها الاحتلال أكثر من 3 مرات، ومستشفى العودة، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان، إضافة إلى نفاد ما تبقى من المستلزمات الطبية بشكل كامل، كما استهدف الاحتلال الطواقم الطبية وأعدم وأصاب العديد منهم، وقد كان آخرها إعدام الطبيب محمد غانم الذي يعمل في مستشفى كمال عدوان.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال أجبر الآلاف من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن وتحت تهديد القتل والقصف وحرق خيامهم ومراكزهم؛ أجبرهم على النزوح الإجباري والتهجير القسري من منازلهم وأحيائهم السكينة ومن مراكز النزوح والإيواء بمحافظة شمال قطاع غزة، حيث قام جيش الاحتلال بتدمير وإحراق العديد من مراكز النُّزوح والإيواء التي تُؤوي عشرات آلاف النازحين والمدنيين، حيث أشعل فيها النيران وحرقها، وهو ما يعدّ جريمة ضد الإنسانية وفق الجرائم الدولية التي صنّفها القانون الدّولي واتفاقيات حقوق الإنسان.
وقال إن جيش الاحتلال مارس التضليل والكذب على المواطنين، فبحسب توثيق روايات ميدانية وشهود عيان أفادوا للمكتب الإعلامي الحكومي اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال طلب منهم الانتقال حسب مسارات وممرات حددها لهم، ووعدهم بأنها ممرات آمنة، ولكن عندما مر النازحون منها قام جيش الاحتلال بإطلاق النار عليهم، وأعدم العديد منهم وتركهم ينزفون حتى الشهادة، كما أصاب عددا آخر منهم، واختطف عددا آخر أيضا بينهم سيدات فلسطينيات نازحات، حيث تقدر أعداد المختطفين حتى الآن بأكثر من 200 مختطفٍ اقتادهم الاحتلال إلى جهة مجهولة، مضيفا: «إننا نُعبّر عن خشيتنا من إعدامهم ميدانيا كما فعل في مرات سابقة عديدة».
وأكد المكتب الإعلامي أن جيش الاحتلال قام بنسف وتدمير آلاف الوحدات السّكنية ومئات المنازل والأبراج والمؤسسات المختلفة من خلال استخدام كميات ضخمة من المتفجرات ألقتها طائرات حربية مقاتلة من صناعة أميركية أو من خلال وزرعها بين منازل المواطنين، وبين الأحياء السّكينة المدنية ثم تفجيرها مما تسبب بدمار هائل وغير مسبوق.
وقد استخدم الاحتلال لتحقيق ذلك كل أنواع الطائرات الحربية المقاتلة والاستخبارية والدبابات والقذائف وكل أنواع الأسلحة المُحرَّمة دوليا، واستخدم الاحتلال وسيلة قنص المدنيين وإبقائهم ينزفون حتى الشهادة في الشوارع ومنع وصول سيارات الإسعاف والطوارئ لهم لإنقاذهم، بل قام بإطلاق النار على كل من حاول إنقاذهم مما يُؤكد نية الاحتلال المُبيّتة بارتكاب مذابح ومجازر وجرائم وإعدام ميداني ضد المدنيين وضد الأطفال والنساء تحديدا.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والأممية بالعمل على فتح ممرات إنسانية بشكل فوري وعاجل لكي يتسنى إدخال المستلزمات الطبية إلى ما تبقى من طواقم طبية ومستشفى كمال عدوان، وكذلك لمحاولة توصيل العلاجات والأدوية إلى مئات الجرحى والمرضى شمال قطاع غزة، وكذلك إدخال الطعام إلى الطواقم الطبية التي باتت ينهشها الجوع نتيجة سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال ضد الطواقم الطبية وضد المرضى والجرحى وضد المدنيين وضد الأطفال والنساء وكبار السن.
وأدان المكتب بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال لجرائم القتل والإبادة والتهجير والتجويع ضد المدنيين وضد الأطفال خصوصا، كما أدان منع الاحتلال إدخال المساعدات والبضائع لمحافظات قطاع غزة وخاصة لمحافظة شمال قطاع غزة، حيث يأتي ذلك في إطار استمرار حرب الاستئصال والتطهير العرقي ضد المدنيين العُزّل، مطالبا كل دول العالم بإدانة هذه الجرائم المُركّبة ضد شعبنا الفلسطيني.
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال والإدارة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والدُّول المشاركة في الإبادة الجماعية؛ كامل المسؤولية عن استمرار جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة جرائم القتل والإبادة والتهجير والتجويع بحق المدنيين.
وطالب المكتب الإعلامي المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية إلى ممارسة الضغط الفعلي والجاد على الاحتلال المجرم لوقف التجويع والقتل والإبادة في محافظات قطاع غزة، وخاصة في محافظة شمال قطاع غزة، وفي جباليا مخيمها وبلدتها ومحيطهما على وجه الخصوص.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 42 ألفا و792 شهيدا، غالبيتهم من النساء والأطفال، و100 ألف و412 مصابا.
وقالت الوزارة، في بيان، إن الاحتلال ارتكب، خلال الـ24 ساعة الماضية، 6 مجازر ضد عائلات بأكملها في قطاع غزة، راح ضحيتها 74 شهيدا، و130 مصابا.
وأضافت الوزارة أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.