روما / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن وقف إطلاق النار مع روسيا ليس مطروحاً على جدول أعمال الجولة الخاطفة التي يقوم بها في أوروبا، معتبراً أن التقارير بشأن ذلك ناتجة عن تضليل إعلامي من موسكو.
وقال زيلينسكي بعد مباحثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس "هذا ليس موضوع بحثنا"، مضيفاً "الأمر ليس صحيحاً. روسيا تعمل كثيراً مع التضليل الإعلامي لذا (صدور تقارير كهذه) هو أمر مفهوم".
ووصل الرئيس الأوكراني إلى باريس الخميس آتياً من لندن، في إطار جولة مصغرة لدى حلفائه الأوروبيين الرئيسيين لحشد المزيد من الدعم في مواجهة الهجوم الروسي، مؤكداً أنها لن تشمل البحث في وقف لإطلاق النار مع موسكو.
واستقبل الرئيس الفرنسي نظيره الأوكراني في قصر الاليزيه حيث تصافحا بحرارة قبل اجتماع ثنائي.
وكما في كل دولة يزورها، جدد زيلينسكي الدعوة إلى الإسراع في زيادة المساعدات الغربية لكييف. وأضاف "قبل الشتاء نحتاج إلى دعمكم".
من جانبه، أكد ماكرون أن مساعدات فرنسا مستمرة "وفقاً لالتزاماتها"، وشدد على "التقدم المحرز في تدريب وحدة وتجهيزها. إنه أيضاً نموذج تعاون فريد للغاية".
وإضافة إلى لندن وباريس، تشمل الجولة الأوروبية أيضاً روما وبرلين، وتأتي بحثاً عن دعم إضافي بينما يواصل الجيش الروسي تقدمه في شرق أوكرانيا.
وتأتي الجولة الأوروبية قبل أقل من شهر على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يخشى الأوكرانيون بأن تؤثر نتيجتها على الدعم الأميركي المحوري في مواجهة الهجوم الروسي.
وقلل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في لندن من احتمال فوز الجمهوري دونالد ترمب وعودته إلى البيت الأبيض. وقال للصحافيين "كفوا عن القلق بشأن رئاسة لترمب".
وأضاف "أنا مقتنع تماماً بأن الولايات المتحدة ستكون طرفاً لأنها تدرك أن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا فحسب، بل يتعلق بها أيضاً".
وفي لندن صباح الخميس عرض زيلينسكي تفاصيل "خطة النصر" الأوكرانية على القوات الروسية أمام رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وروته بحسب بيان للرئاسة الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني في البيان إن هذه الخطة "تهدف إلى خلق شروط مواتية لإنهاء عادل للحرب". وتابع "لا يمكن لأوكرانيا أن تتفاوض إلا من موقع قوة".
ومن المقرر أن يتم الكشف عن هذه الخطة خلال قمة السلام الثانية، المتوقع عقدها في نوفمبر لكن كييف لم تؤكد موعدها. وجدد زيلينسكي "ضرورة الحصول على إذن لضرب عمق الأراضي الروسية" بأسلحة بعيدة المدى مقدمة خصوصاً من بريطانيا.
ويطالب الرئيس الأوكراني منذ أشهر بالحصول على إذن لاستخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية طويلة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
لكن روته دعا بعد الاجتماع الثلاثي إلى "عدم التركيز على نظام أسلحة واحد". وقال عندما سأله الصحافيون عن صواريخ "ستورم شادو": "ليس نظام أسلحة واحد هو الذي سيحدث الفرق".
وقال كير ستارمر مرحباً بضيفه "من المهم للغاية أن نتمكن من إظهار التزامنا المستمر بدعم أوكرانيا".
وبريطانيا هي أحد الداعمين الرئيسيين لكييف منذ أن بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا. وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها الرئيس الأوكراني لندن منذ أن تولى رئيس الوزراء العمالي المنصب في الرابع من يوليو.
وتأتي هذه الجولة الأوروبية في الوقت الذي تواصل فيه القوات الروسية تقدمها في شرق أوكرانيا.
وتستضيف روما في يوليو المقبل مؤتمراً حول إعادة إعمار أوكرانيا، بحسب ما أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مساء الخميس عقب استقبالها الرئيس الأوكراني.