في حياتنا حاجات صغيرة أو هكذا يراها الكثير. مثلا وانت تجول وسط المدينة التي تحولت فجأة إلى سوق كبير للصرافة وبيع وتبادل العملات لن تجد مؤشرا لأسعار العملات في محل صرافة أو بنك من البنوك المعتمدة مع أن ذلك قاعدة عامة متبعة في كل الدول.
-يا صراف “فين لوحة أسعار العملات؟”
- هههههههه قلك لوحة!!! انت في اليمن مشي حالك واتقرص العافية.. يجيب الصراف.
تروح البقالة وتسأل البائع: لو سمحت يا أخي في معاكم حليب؟؟
- أيوه، في زبادي، الزبادي برضه مش بطال، عادوه أحسن من الحليب، وكمان مفيد للمعدة.
- وأنت تمشي في أمان الله في أي شارع، وأنت غافل بالطبع، تسمع صوت سيارة مهرّية بعدك، مش بس كده! ما تدري الا وقدك مغسل من راسك إلى قدميك بسائل لا تعرف أيش طبيعته ولكن رائحته نتنة بكل تأكيد. لا تحتاج إلى ذكاء لتعرف أن الذي تكرم بغسلك هو أحد ركاب تلك الفارهة الغندورة. وعادك كثيرا ما ترى سيارة هامر آخر موديل متوقفة في وسط الطريق فتتعجب لسبب ذلك، ولكن عجبك يزول بمجرد رؤية أفعى سوداء تخرج وهي تتلوى من خلف إطار السيارة الفارهة، بينك وبين نفسك تكيل اللعنات على....
وأنت ماشي في الحافة تلاحق الظل من قيض الشمس، مع أنه لا فرق بين الظل والحرور، أنت فقط تحاول تستظل “ما تدري” الا وعبوة مياه ترتطم برأسك، ومن حسن طالعك لو تكون فارغة، أو قد يقع كيس قمامة معتبر، في حالات كثيرة تتمتم بلعنات صامتة واحيانا تتجاسر وترفع راسك لمعرفة مصدر (المحبة) هذه التي نزلت عليك من السماء، وقد تلمح وجه طفل يتدلى من إحدى نوافذ العمارة حينها عليك إما أن تضحك وإما أن تصرخ تبعا لشدة الألم الذي تشعر به، ولكن الطامة تكون أكبر قهرا عندما تشاهد شبح امرأة او رجل يختفي في بطن الغرفة المطلة على الشارع. لا أحد يشتكي لا أحد يهتم، الكل شعارهم: إيش دخلي.
- تروح تتسوق، من محل إلى محل، أو قد تدخل مطعم او كافتيريا، وفي لحظة حرجة تحس أنك محتاج لدورة مياه. تكون المفاجأة أنه لا توجد دورة مياه في أغلب المحلات والمطاعم والكافتيريات، والمقاهي وقد لا تجد حتى مغسلة أيدي، حينها تتساءل كيف تحصلت كل هذه المطاعم والمحلات والمخابز وووو على تراخيص مزاولة المهنة؟؟؟؟
وأشياء كثيرة يقال إنها صغيرة... لكنها أبدا ليست صغيرة.