الخرطوم / 14 أكتوبر / متابعات :
قُتل 18 شخصاً في سوق بمدينة الفاشر غرب السودان في هجوم لقوات "الدعم السريع"، حسبما أفاد مصدر طبي لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" اليوم الجمعة.
وكانت الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام في السودان بين قوات "الدعم السريع" والجيش، وخصوصاً الوضع في الفاشر، من المواضيع التي طُرحت خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.
وقصفت قوات "الدعم السريع" سوقاً مساء أمس الخميس في هذه المدينة الواقعة ضمن منطقة دارفور الشاسعة، وفقاً للجنة المقاومة المحلية.
وأفادت هذه المجموعة المؤيدة للديمقراطية التي تنظم المساعدة المتبادلة بين السكان بسقوط عشرات الجرحى جراء هذا الهجوم.
وشنت قوات "الدعم السريع" التي تحاصر الفاشر منذ أشهر هجوماً في نهاية الأسبوع الماضي على المدينة التي تضم مليوني نسمة تقريباً.
وقال مصدر في مستشفى الفاشر الجامعي لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" طالباً عدم الكشف عن هويته، "استقبلنا الليلة الماضية 18 جثة". ويعد ذلك المستشفى أحد آخر المستشفيات التي لا تزال تستقبل مرضى في المدينة المتضررة جراء القصف.
ويقول العاملون في مجال الصحة وفي منظمات الإغاثة في الفاشر إن طرفي النزاع يهاجمان المستشفيات بصورة متكررة.
وأكدت لجنة المقاومة المحلية أن قوات "الدعم السريع" شنت صباح اليوم الجمعة "قصفاً مدفعياً" على أحياء سكنية وعلى السوق.
وحذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس، من القتال العنيف للسيطرة على الفاشر، ومن أعمال عنف بدوافع عرقية إذا سقطت تلك المدينة في أيدي قوات "الدعم السريع" التي تحاصرها.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أول من أمس الأربعاء لقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان عن "قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان"، فيما ندد العاملون في المجال الإنساني بـ"الجحيم" الذي يعيشه المدنيون.
واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة، وقوات "الدعم السريع" بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي."
واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب من خلال استهداف المدنيين عمداً ومنع المساعدات الإنسانية.
وشهدت الخرطوم أمس غارات جوية وقصفاً مدفعياً، إذ خاض الجيش "قتالاً شرساً" مع قوات "الدعم السريع"، حسبما أكد شهود ومصدر عسكري.
وبث دقلو مساء أمس مقطع فيديو يخاطب فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد ساعات قليلة من اتهام البرهان لقوات "الدعم السريع" بعرقلة جهود السلام.
وأكد دقلو أنه "منفتح على كل المبادرات" الهادفة إلى إحلال السلام.
وخلّفت الحرب في السودان عشرات الآلاف من القتلى، وشردت أكثر من 10 ملايين شخص، وتسببت وفقاً للأمم المتحدة بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.