نشرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية مقالا مشتركا لعدد من الكتّاب تحت عنوان: “نوع جديد من الحرب يتكشف في لبنان”.
ويتساءل الكاتب نيال فيرجسون قائلا: “هل تخوض إسرائيل حرباً مع حزب الله؟ ويجيب على ذلك بالإيجاب، بمعنى أن إسرائيل تقتل عناصر من حزب الله بشكل متكرر، كذلك يحاول حزب الله بانتظام قتل الإسرائيليين بإطلاق الصواريخ عبر الحدود اللبنانية”.
ويرى أن الحرب الأوسع نطاقاً التي توقعها في الشرق الأوسط، والتي كانت لتتحول إلى “حرب لبنان الثالثة” لم تتحقق هذا الصيف، وربما تتحقق، ولكن من ناحية أخرى، هناك أسباب تدفع الجانبين إلى عدم التصعيد إلى حرب حقيقية، على الرغم من عدم القدرة على التنبؤ بنتائجها.
ويقول فيرجسون إن إسرائيل لو كانت عازمة على شن هجوم شامل ضد حزب الله، فإن التوقيت كان لابد أن يكون بعد انفجار أجهزة البيجر مباشرة وذلك عندما كانت اتصالات حزب الله في حالة من الفوضى.
“لقد أظهرت إسرائيل لأعدائها هذا الأسبوع أنها ما زالت أذكى منهم، وإذا كان بوسعها أن تفعل ذلك، فما الذي قد تخبئه لإيران وعملائها الإرهابيين؟ إن مجرد طرح مثل هذا السؤال يشكل انتصاراً ملحوظاً”، وفق الكاتب.
وفي ذات المقال، يشير الكاتب كوري شاكه، إلى أن إسرائيل تكافح من أجل استعادة هيبتها وقوتها في الردع بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول والذي يُعتبر بمثابة فشل استخباراتي وعسكري هائل لإسرائيل، وفق الكاتب.
ويضيف الكاتب أنه “منذ ذلك الحين، وبينما كانت إسرائيل تشن حملة تقليدية لتدمير قوات حماس والبنية التحتية للأنفاق في غزة، نفذت أيضاً بعض العمليات الخاصة، بما في ذلك اغتيال شخصية بارزة في طهران وضربات استهدفت كبار قادة حزب الله في لبنان”.
ويقول الكاتب إن “الضربة الأخيرة، التي أسفرت عن مقتل عناصر من حزب الله بتفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي، تحاول إسرائيل من خلالها إقناع أعدائها بأنها تمتلك القدرة على إحداث دمار هائل بأي شخص يلحق بها الأذى”.
ويخلص شاكه إلى أن “هذه العمليات الإسرائيلية الصاروخية تذكر الأعداء والأصدقاء على حد سواء بالإبداع والبراعة التكتيكية التي تتمتع بها القوات الإسرائيلية، كما أنها توفر دفعة معنوية للإسرائيليين الذين يشعرون وكأنهم يعيشون تحت الحصار”.