إن الإرهاب داء عضال وخلق ذميم ومصيبة عظمى عمت به البلوى في العالم بأسره، وهو في كل بلد له صوره ودوافعه وآثاره وعلاجه بحسب ما في تلك البلدان من قوانين ونظم وعادات وتقاليد، أو دين وأخلاق وقيم، وإن لأفكار هؤلاء الإرهابيين ومناهجهم على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم تأثيراً على قلوب وعقول كثير من الشباب الأحداث القاصرين المتحمسين للدين فتراهم ينخرطون في صفوفهم دون علم أو وعي أو بصيرة أو تمييز أو توجيه من أولياء أمورهم التوجيه الصحيح للإسلام فيرتكبون بذلك أخطاء وجرائم جسيمة تخالف الدين والشريعة فيتخبطون في فتاواهم عشوائياً استجابة لنزواتهم وأهوائهم ولو ترتب على ذلك سفك الدماء المحرمة أو انتهاك الأعراض المصونة أو هدم وتخريب للممتلكات أو انتشار الفوضى بين الناس والفساد في الأرض وهم مع ذلك يحسبون أنهم يحسنون صنعاً وكفى بذلك إرهاباً ورعباً وتخريباً وفساداً في الأرض.
فعلاج هذه الظاهرة الممقوتة بل والوقاية منها هو التوعية الإسلامية الرشيدة التي لا يحسنها إلا العلماء الربانيون الذين ينطلقون في توعيتهم للخلق ووعظهم وارشادهم من منطلق دعوة الرسل الكرام والأنبياء العظام الذين بعثهم الله سبحانه وتعالى دعاة وهداة مهديين ومعلمين للناس. وليس لأي مخلوق ان يقول في الاسلام برايه وهواه ما يشاء يمتحن الناس به أو أن يقيم الولاء والبراء عليه، قال الله تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ..) يوسف / 108، أما العلماء الربانيون فان منطلقهم هو الوحي الإلهي الرباني والهدي النبوي الصحيح الذي به تحيا القلوب من أمراضها وأسقامها وتطمئن النفوس من حيرتها واضطرابها وتهتدي العقول من ضلالها وانحرافها إلا من غلبت عليه الشقوة أو انحرفت به الفطرة وكان ممن كتب عليه في اللوح المحفوظ من الاشقياء التعساء الضالين عن هدي وصراط رب العالمين وطريق المرسلين فمثل هذا ينطبق عليه قوله سبحانه وتعالى : (إنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) القصص / 56.
فان لم تنفع مع هؤلاء وامثالهم المواعظ الحسنة والكتب الارشادية التي تهديهم إلى الحق والصراط المستقيم فسينفع فيهم سيف الحق الذي وضعه الله في يد الحاكم أو السلطان المسلم في الأرض حتى يطهرها منهم ومن شرهم وفسادهم كما جاء في حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) الطويل والذي قال فيه: (ولتأخذن على يد المسيء ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض أو ليلعنكم كما لعنهم) وبما ان الارهاب باطل فما بني على باطل فهو باطل وسيزهقه الله سبحانه وتعالى ويبقى الحق بإذنه.
قوة الحق أقوى من قوة الإرهاب
أخبار متعلقة