ثمة تغيير جوهري في المشهد السياسي في الجنوب ارتسمت معالمه خلال الفترة القليلة الماضية وتجلت بأكثر وضوح في لقاءات الرئيس الجنوبي عبدربه منصور هادي بأخويه مؤسس الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة واحد الداعمين الكبار للحراك الشيخ عبدالعزيز المفلحي .
هذه اللقاءات التي تمت علنا ناهيك عن لقاءات قيادات جنوبية أخرى بالرئيس منصور لم تعلن عنها رسميا لسبب او لآخر ترسم في الأفق ملامح التغير الجنوبي الكبير في ثورته التي أشعلتها مظالم ما بعد حرب 94م .
المسرح السياسي في الجنوب اخذ من وجهة نظري الشخصية في المزيد من التغيير القادم .. ووفقا والمعلومات المتداولة الآن سيتم إصدار قرارات جمهورية خلال شهر رمضان الفضيل بإضافة أعضاء للهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار وهي أعلى هيئة وطنية ستكون معنية بتنفيذ مخرجات الحوار اليمني وستكون معنية برسم سياسة الدولة القادمة وتعيين الحكومات وستضم القائمة المهندس حيدر ابوبكر العطاس وصالح عبيد وآخرين من الحراك الجنوبي ويتوقع أن يكون العميد ناصر النوبة وعبد العزيز المفلحي منهم .
هذه الأسماء الجنوبية الكبيرة ساهمت وأسست للحراك الجنوبي .
السؤال المهم وبعيدا عن المزايدات ولغة التخوين والتشكيك في نوايا الناس ... ماذا يريد هؤلاء الجنوبيون من صنعاء ؟.. علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن شخصا كالعطاس او النوبة عرض عليهما المخلوع علي عبدالله صالح شيكات مفتوحة وفي ظل ظروف أمنية غير مضطربة ولكنهما رفضا في حين يقبلان بالقدوم الى صنعاء في عهد عبدربه منصور ودون شيكات مفتوحة وفي ظل الرصاص يلعلع في كل شارع والناس أياديها على الزناد .
أنا اعتقد أن الإجابة بعمق على هذا السؤال ستفضي بنا إلى قراءة جديدة لآمر هذا التغيير الجنوبي المفاجئ .
وبادئ ذي بدء علينا الاعتراف أن ثماني سنوات من عمر الحراك الجنوبي قد أشعل الثورة في كل بيت جنوبي وأضحت القضية قضية شعب واستطاع الحراك أن يجعلها كذلك فعلا وسيطر على الميدان والشارع في الجنوب إعلاميا وسياسيا الى حد ما لكنه بطبيعة الحال لم يسيطر على الشارع ويبسط يده ذلك انه حراك سلمي .
وأضحت القضية اليوم تطرح في المحافل العالمية وتعززت دوليا في أطار الحوار اليمني وهذه وجهة نظري رغم أن الكثيرين يعترضون على ذلك ولكن وجودها على المحافل الدولية لم تقنع أحدا بتبنيها وفق غاياتها .. ولذلك ظل الحراك الجنوبي يراوح الميدان ... الآن الأصوات الجنوبية والأكثر تشدداً بدت تتحدث جهرا عن أهمية العمل السياسي والتكتيك السياسي وقد سمعت ذلك من رموز كبيرة في المجلس الأعلى للحراك والمجلس الأعلى للثورة وهذا طرح جيد خاصة من مجلسين يوصفان بالصقور ولكن طرحهم في نطاق ضيق لم يأخذ طريقه إلى البروز أكثر .
إذن العمل السياسي هو المطلوب .
في هذا الإطار يمكن أن نفهم أذا أردنا خطوة العطاس والمفلحي والنوبة وغيرهم حين يعلنون انهم سيقفون في صف الرئيس لتنفيذ مخرجات الحوار التي منحت الجنوب إقليمين ذاتيين وستكون المعارك الأشد قادمة حين تحدد نسب الثروات وهذا الآمر يحتاج إلى جنوبيين أكفاء يناقشون ويقرون ما للجنوب للجنوب وما للشمال للشمال .
الحديث هنا سيطول ولنا تتمة في مقال لاحق.
لماذا وقفت القيادات الجنوبية بجانب الرئيس ؟!!
أخبار متعلقة