عرت عدن منذ القدم بأنها ميناء اقتصادي وتجاري مهم وعرفت ايضاً بالثقافة والفن والحياة المدنية الهادئة، والمطمئنة الا أنها اليوم عندما تقحم في أمور السياسة العقيمة ولا أقول الحكيمة فإن الأوضاع فيها تموج وتضطرب ويشعر أهلها بالتذمر والإحتقان ويتوقف فيها الاستثمار ويهجرها المستثمرون خاصة عندما يفتقد الأمن والأمان في أرجائها وجاراتها وشوارعها ومديرياتها ..
فينبغي على الأحزاب والحكومة ان يكونوا مدركين لهذه الخصوصية التي تتميز بها مدنية مثل عدن وان يطبقوا ما ورد في مخرجات الحوار الوطني الشامل عن عدن بأنها ستعطى او تمنح خصوصية وميزة ليست لبقية مدن وموانئ الوطن .. والمشكلة التي جعلتنا ندعو الى تجنيب هذه المدينة أمور السياسة العقيمة هي تتمثل في اعتقاد البعض بأن هذه المدينة هي رمز للجنوب بل للوطن ككل لأن سكانها من كافة محافظات البلاد الشرقية والغربية الشمالية والجنوبية وكل حزب او جماعة او طائفة يريد ان يفرض أجندته ورؤيته السياسية ويصدرها الى هذه المدينة الهادئة المطمئنة لغرض في نفس يعقوب وهي مدينة كما ذكرنا آنفاً تجارية واقتصادية ينبغي ان تكون لها سياسة اقتصادية وتجارية وثقافية وتربوية وإعلامية ثابتة وواضحة فقط لان تغيير السياسات فيها وتقلبها المستمر يؤدي الى اضطراب الأمور فيها ويؤثر على الاستثمار والاستقرار والأمن فالناس فيها اما ان يندمجوا في أمور السياسة العقيمة واما ان يعملوا وينتجوا ويمارسوا اعمالاً تجارية واقتصادية مثمرة ولا يقحموا أنفسهم في أمور لا إنتاج ولا فائدة ولا جدوى منها وليتركوا السياسة لأمور السياسة وللأحزاب والنظام الحاكم ..
فعندما تأتي وتتقاطر مجاميع من هنا وهناك الى عدن من اجل إحياء فعاليات سياسية وتجوب الشوارع تتوقف معها عملية التنمية والبناء والعمل والحركة وتؤثر على النشاط الاقتصادي والتجاري او تتوقف العملية التعليمية في المدارس او تقفل الدكاكين والمطاعم والبقالات وتتوقف الحياة ويمكث الناس في منازلهم بلا عمل ولا حركة فهل هذا السلوك يدل على حب لهذه المدينة ام إضرار بها وبنشاطها وتوقف الدماء في عروقها الاقتصادية والتجارية والثقافية والفنية بل وفي مناشط الحياة الضرورية للإنسان داخل هذه المدينة التي لا تستحق كل هذه المعاناة بسبب الدعوة الى تسييس الأمور في هذه المدينة لسبب بسيط إنها عاصمة اقتصادية وتجارية وليست عاصمة سياسية وهذا لا يعني إنها لا تملك سياسة خاصة بها ولا يحق لها أن تخوض في امور السياسة بل يحق لها ولكنها سياسة كما ذكرنا آنفاً مثمرة ومنتجة لا سياسة عقيمة وغير مفيدة تؤدي الى تدهور الأوضاع وترديها داخل المدينة وتجعل الناس في حالة تذمر دائم ومشحونين ضد بعضهم البعض وغير منتجين وكأنهم كسالى او متبلدون او يائسون من الحياة وفاقدون ثقتهم بالسياسة والسياسيين والبعض منهم عاطل عن العمل والإنتاج ، والشباب في حالة فراغ يقضون أوقاتهم في تناول القات وبعض المكيفات التي تجعلهم يعيشون في واقع آخر غير واقع مدينتهم المتميزة بالنشاط والحركة التجارية والاقتصادية المثمرة والحيوية فليتق الله السياسيون وليجنبوا عدن المناكفات والمماحكات السياسية وليتركوا الناس يعملون فيها بعيداً عن هذه المكايدات السياسية العقيمة التي ولدت الإحباط والقنوط واليأس والكسل والخمول لدى أهل هذه المدينة الذين كانوا يشبهون خلية النحل المنتجة للعسل الى وقت قريب فكل من عنده مشكلة صدرها الى عدن وكأنها منبر سياسي لمن لا منبر له !!
اتركوا عدن تعمل بصمت لأنها منطقة حرة وأبعدوها من عقدكم ومكايداتكم وأجنداتكم السياسية العقيمة ومن ليس له عمل غير الثرثرة السياسية فليدع الآخرين يعملون في هذه المدينة العاملة وغيرها من حواضر الوطن العاملة .
لماذا لا نجنب عدن أمور السياسات العقيمة والخاطئة ؟!
أخبار متعلقة