العجيب والغريب انه يوجد بيننا من يتنبأ بنتائج أي حادثة أو مصيبة تحدث أو جريمة ترتكب قبل ان يبدأ التحقيق في ملابساتها وحيثياتها وحتى قبل ان تشكل لجنة للتحقيق في ذلك وقبل ان تتوفر الأدلة والبراهين والشواهد وكأن هؤلاء الناس يعتقدون بأن حجب الغيب قد كشفت لهم فرأوا كل صغيرة وكبيرة ستحدث في المستقبل امام أعينهم وكأن لهم حاسة وفراسة خارقة تخترق الغيب وتتنبأ بالمستقبل ونوازله وحوادثه تمر أمام أعينهم مثل شريط تلفزيوني مسجل مسبقاً.
ومن هؤلاء الناس الخارقين للعادة من يتشكك في نتائج الحوار وفي الجدوى من الحوار قبل أن يكتمل فمازال الناس يتحاورون حتى هذه اللحظة وهم الآن في منتصف طريق الحوار ولم يصلوا بعد إلى نهايته وما يزالون يخوضون فيه وهناك من قد تنبأ مسبقاً بعدم جداوه دون دليل أو قرينة أو شاهد بل أن الشعب والمجتمع يعقد آمالاً عريضة عليه وانه المخرج الوحيد الحضاري والسلمي الذي سيفضي بإذن الله إلى مستقبل واعد لهذا البلد رغم المتشككين في جدوى الحوار ورغم تشاؤمهم ووصفهم لهذا الحوار بالمسرحية الهزلية وهو الفرصة الوحيدة والسليمة لانقاذ البلد واخراجه من الأزمة التي عصفت به وان البديل عن الحوار هو العنف والدمار والحرب والانقسام والتشظي والتشرذم والتناحر والفوضى وعدم الأمن والاستقرار.
إن هؤلاء المتشككين في جدوى الحوار لم يضعوا ويقترحوا لنا حلولاً بديلة عن هذا الحوار واكتفوا بالنقد والتشكيك فقط والذي ينقد لابد ان يضع تصوراً للحل البديل عن الحوار لا ان يكتفي بالتشكيك والنقد الهادم بل يجب النقد البناء والشاعر يقول:
تقولون أخطأنا فهاتوا جوابكم .. وكونوا بناة قبل ان تهدموا الصرح
إن المشككين في الجدوى من الحوار فقدوا الثقة في حوار العرب، واليمنيون ليسوا استثناء فهم اصل العرب اليوم وما أكثر حواراتهم اليوم التي لا تفضي إلى نتائج ملموسة لكن ما يحدث في بلادنا اليوم من حوار برعاية اقليمية ودولية ومباركة شعبية ومجتمعية يبشر بالخير ويجعلنا نتفاءل خيراً لا أن نشكك في لقاء الاطراف اليمنية التي كانت ستدخل في صراع دائم لا يعلم بمصيره ومآله ونتائجه الكارثية إلا الله.
إلى المشككين في الجدوى من الحوار
أخبار متعلقة