اختار أن يكون قطريا وألعوبة فى يد «موزة وزوجها» على حساب مصريته، فماتت إرادته ودفنها فى الحارة الضيقة «الدوحة»، القطري «ابن صفط تراب سابقا» جاء إلى القاهرة فى مهمة أخيرة ليعطى نظام إخوانه البائس شهيقا، لكي يبقى على قيد الحياة بعد أن بدأ المصريون فى نزع الهواء من رئتيه، انتظارا للحظة 30 يونيو، الرجل يستخدم الدين مثلما يفعل دائما فى بحور السياسة القذرة، فيصطنع قضايا لخدمة تمكين إخوانه، وآخرها دعم سوريا من القاهرة فى وقت يستعد فيه المصريون للخروج على عشيرته وإرشاده! الشيخ الثمانيني يضع للأغراض السياسية مبررات دينية -مثلما فعل الأوروبيون فى عصور ظلامهم - فالدين عجينة تتشكل حسب هوى «حمد» و«قطره» وإخوانه «المظلمين»، نظام إخوانه البائس يتعرض لهبة شعبية قد تزيله من على وجه البسيطة، فيأتي إلى القاهرة تحت غطاء دعم الشعب السوري، أملا فى تعبئة وحشد حول مرسيه وشاطره ومرشده ليخفف من فورة الغضب الشعبي، كمناورة رخيصة للتغطية على الفشل الإخواني وإشغال الناس بقضية أخرى تلبس رداء الدين، مستغلين غيرة المصريين على دينهم وكراهيتهم للاستبداد والقتل، فالتوقيت يفسر النوايا ويصنع الإدراك للأهداف والأغراض! الشيخ يهاجم الإيرانيين دائما على خلفية الدين والمذهب، لكنه لم يوجه نقدا لمرسي وإخوانه بسبب تقاربهم مع طهران التى يعتبرها كافرة، فأصبح قارع الطبول الأول للحرب فى المنطقة بتغذية الصراع السني الشيعي، يلعب دوره بامتياز فى الحشد الديني وراء الفكرة، بإيعازخليجي لإعادة ترتيب المنطقة، فى حين يسكت عن أى ظلم أو فساد أو استبداد يقع تحت سماء الخليج لأنه «يسترزق» ويرتع بملايينهم!! القرضاوي يبني رفضه للفصل بين الدين والسياسة على أنه ترجمة لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، فهي «النظرية -حسب رأيه- التي يبرِّر بها الطغاة والمستبدون مطالبهم وجرائمهم ضد شعوبهم، خصوصا المعارضين لهم، فلا يبالون بضرب الأعناق، وقطع الأرزاق، وتضييق الخناق، بدعوى الحفاظ على أمن الدولة، واستقرار الأوضاع.. إلى آخر المبرِّرات المعروفة»، فإذا كان ذلك كذلك، فلماذا بلع لسانه وهو يرى إخوانه يرتكبون نفس هذه الخطايا فى حق المصريين بل ويزيدون من شقائهم وعذابهم فى ظل عام من حكمهم بحقارة «الغاية تبرر الوسيلة»؟ أليس أيها القطري «الحق أحق أن يتبع» أم أن دينك لايطبق على إخوانك بوصفهم مختارين من السماء وفق تبريرك اليهودي الشهير «إنهم أفضل مجموعات الشعب المصري بسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم وأكثرهم استقامة ونقاء؟»، أليس هذا صكا مثل صكوك الغفران، أليس هذا إعادة إنتاج لتمييز لا يرضاه الدين وتحاربه سنة النبي صلى الله عليه وسلم!! أليست السياسة -كما تقول- لا تصلح إلا إذا ضبطتها قِيَم الدِّين وقواعد الأخلاق، والتزمت بمعايير الخير والشر، وموازين الحق والباطل، فأين هو الدين والأخلاق عندما يكذب إخوانك؟ وأين الخير فى قتل الناس فى الميادين؟ أيها الرجل ماذا تقول فى الكذب، أليس محرما فى الدين؟ ألم تقرأ كتاب الله وسنة نبيه لتنهرهم عن الكذب والخداع والرياء؟ ألم تقرأ كتاب الله لتقول لهم إن دم المسلم على المسلم حرام؟ ألم تقرأ كتاب الله وهو يحض على العدل والحق والمساواة؟ ألم تقرأ كتاب الله وهو ينهى عن الظلم والجور وانتهاك حقوق الإنسان؟! ألم تقل أيها الشيخ إن الدِّين يجرِّئ الجماهير المؤمنة أن تقول كلمة الحق، وتنصح للحاكم وتحاسبه، وتقوّمه إذا اعوج، حتى لا يدخلوا فيما حذر منه القرآن: «واتّقُوا فتْنةً لا تُصيبَنَّ الذينَ ظَلمُوا منْكُم خاصَّة واعْلمُوا أنَّ اللهَ شَديدُ العقابِ»، وفيما حذر منه الرسول الكريم أمته: «إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم، فقد تُوُدِّعَ منهم، أى لا خير فيهم حينئذ ويستوي وجودهم وعدمهم، أيها الشيخ لماذا لا تتخلى عن قطريتك وتتمسك بمصريتك وتترك دين الإخوان وتلتزم دينك الإسلامي وتقول كلمة حق قبل أن تذهب للقبر، فالدماء التى جرت فى طريق فتاواك كثيرة، فلك الله عند الحساب!!