هل رأيت شباب الإخوان وهم يهرولون إلى مسجد رابعة العدوية يوم الجمعة لنصرة القدس وإعلاء شعار «القدس عاصمة فلسطين»؟
لا بد أنك رأيتهم ومعهم المحروس من العين صلاح سلطان خطيب الجمعة يومها والأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية صاحب شعار «تكبييييييييير» لحشد الهمم والمفرق بين المصريين على منصة مظاهرة مليونية نصرة الشريعة، وقد انضم لهم رئيس الوزراء بدر البدور الذى لا يستحي من فشله في إدارة ما أوكل له من ملفات منذ أن كان وزيراً للري، ووزير الثقافة الذى وضع على عاتقه مهمة إخلاء الوزارة من الفاسقين دون تحقيق أو استماع لهم فيما هم متهمون فيه، «شكمنه» جاء للمنصب حافظاً من دون فهم، رغم أن الدين الصحيح يلزمنا بالاستماع قبل الحكم..
يا سلام على منظر هؤلاء جميعاً فى جمعة نصرة القدس، ولا أدري لماذا لم يلحق بهم وزير الصحة هو الآخر ومعه أطباء عيون الوزارة لعلاج الحول الرباني لدى هؤلاء جميعاً؛ إذ إن مسجد رابعة لا علاقة له من قريب أو من بعيد بالقدس إلا إذا كانوا يؤمنون بأن مؤسسة العشق الإلهي من أهل فلسطين وفكروا فى التبرك بها قبل الهجرة بالملايين، وهو اعتقاد خاطئ أيضاً، إذ إن الست الله يرحمها من أهل البصرة العراقية!
كنت أتابع أخبار المسيرة الإسلامية لتحرير القدس فى مدينة نصر، وأنا أتابع السير للبحث عن بنزين فى محطات الوقود دون جدوى. وظننت -وبعض الظن إثم- أن الوقود قد نفد لملء عربات وجرارات الإخوان والسلفيين التى ستقل الجحافل المستعدة للاستشهاد لنصرة القدس وإعادتها من بين يدى صديق مرسي الإسرائيل يالعظيم بيريز.
لحظتها هانت علي سخونة الجو وحرارته، وقلت فى نفسي: ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط، ولكن خاب ظني بعد أن علمت أن هذا ليس سبب غياب البنزين ونفاده، الله!! إذن لو لم يذهب البنزين لموكب التحرير، فكيف سيصل الإخوة للقدس؟؟ كعابي؟؟ أم على الجمال؟؟
وهكذا يا سادة بتنا نحيا تلك المهزلة الملصقة افتراءً بالإسلام وهو منها براء، براءة الذئب من دم ابن يعقوب. أي تحرير للقدس ونحن نعاني انقطاع الكهرباء ونقص الوقود وغياب الأمن وبيع الأرض وتفرق الإخوة فى الوطن؟
نكّد الله على من غسلوا عقولكم وجعلوكم أضحوكة ومحط سخرية من الجميع.
أليس فيكم رجل رشيد يفكر ويعلم أن ما تفعلونه هو عين الحمق والجهل والتنطع والاستسهال؟ أليس منكم عاقل يقف أمام هؤلاء المتاجرين بالدين ليقول لهم سحقاً لبغيكم ولما تكنزون؟ ألم تقرأوا دينكم وسيرة رسولكم أم أن على قلوب أقفالها.
فنبينا لم يبدأ فى المدينة إلا ببناء دولة وتأسيس قواعدها. لم يفكر فى فتح مكة وهو المؤيد من السماء والمدعوم من أصحابه إلا بعد أن نقضت قريش عهدها وبعد أن صار قوة يُحسب حسابها. ألم تقرأوا عن واقعة الرجل الذى جاء يسأل ابن عمر رضي الله عنهما، عن دم البعوض على الثوب وما إذا كان يفسد الصلاة.
فسأله ابن عمر: من أي البلاد أنت؟ فأجابه الرجل: من العراق.
فإذا ابن عمر يقول للرجل: أفيكم دم الحسين وتسألني فى دم البعوض؟!! أي أتعيشون بذنب الحسين الذى قتلتموه ودمه فى رقابكم حتى وأنتم تصلون، وتسألون عن إفساد دم البعوضة لصلاتكم!!
وهكذا أنتم تنهار بلادكم وأنتم تهرولون فى مسيرات استعراضية لنصرة أرض مقدسة كان وعد الله دوماً ألا يدخلها إلا الصادقون.
إلى القدس بدون بنزين.. «كعابي»
أخبار متعلقة