في ظل هذه الأوضاع الملبدة بالضبابية وانعدم الرؤى والرؤية الواضحة نكون قد وصلنا إلى مرحلة اللا عودة وأصبحنا أمام منعطف تاريخي مهم جداً علينا أن نكون فيه أو لا نكون بكل جوارحنا وأحاسيسنا بصدقنا ومصداقيتنا وشجاعتنا وثقافتنا وأملنا وثقتنا بالإرادات الشعبية الواسعة والنضال الدؤوب واستمرار وديمومة العمل مع ومن أجل الوطن والشعب من أجل تصحيح المفاهيم والقيم والعلاقات الاجتماعية حيث لابد من إيلاء قضايا وهموم الوطن والناس الوقت الكافي للبحث المعمق واستخلاص الحلول والمعالجات حيث إن الوقت يمر ولم يتبق أمامنا الكثير من الوقت، والجهد المطلوب كبير لأن أمامنا الكثير من العراقيل والصعوبات ومشكلات الأزمة الراهنة التي انحصرت في التسابق المحموم على التقاسم والمحاصصة بين مثلث الفساد الذي يستخدم نفوذ قوة القبيلة والسلاح والمليشيات للاستيلاء على السلطة والثروة من أجل ديمومة البقاء والثراء وبناء الدكتاتوريات الخاصة.
في الوقت الذي نسعى فيه لبناء اليمن الجديد واستعادة الوجه المشرق للثورة والوطن بعد أن خرج من نفق الاغتراب السياسي والثقافي وامتزجت الدماء الطاهرة بتراب الوطن المغوار وقدمت الأرواح والدماء فداء للانتصار لقيم الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية ومع تنامي هذا الوعي الشبابي الشعبي الواسع من الإدراك الواعي لأهمية وخطورة المواقف وبعض الشطحات الصادرة من هنا أوهناك ينبغي أن لا نعطيها أكبر من حجمها وأكثر مما تستحق لأنها اندفاعات لحظية منتهية بالضرورة التي تستوجبها الحاجات والمتطلبات للانتقال نحو الحياة المدنية الحديثة التي تحتاج إلى الاصطفاف الشعبي السلمي المدني الواسع والكثير من الجهد والبناء للقواعد الصلبة لليمن الجديد الذي فيه العيش المشترك والسلمي الآمن الذي يؤسس للحكم الرشيد وتطبيق مبدأ سيادة القانون وتشكيل الدولة المدنية الحديثة كما ينبغي لها أن تكون والتي فيها تذوب مشاريع الدكتاتوريات الصغيرة وأعمال العصابات والمليشيات المسلحة ويتخلى حينها الجميع عن العصبية والمذهبية والطائفية والقبلية والمناطقية والعنف والإرهاب ولن يستمر طويلاً هذا العنف السياسي والتطفل الذي نراه وبلادة العنجهية والمظاهر المسلحة والهستيريا غير المبررة في استهداف القامات والشخصيات الوطنية في بعض المواقع الإلكترونية التابعة والمدعومة من الجماعات الإخوانية لن يطول أمدها لأنها تتكشف وتتساقط لاعتمادها على الكذب والتلفيق والدجل والتضليل وبهذا من المستحيل لها الاستمرارية وستقع في شر أعمالها وقد أصبح العالم قرية صغيرة من السهل فيه الاتصال والتواصل والحصول على المعلومة والتعرف على حقائق الواقع وحال الأوضاع وما يحاك وحسن أو سوء النوايا وصدق الأحاسيس والمشاعر وأين هو الفساد ومن هو الفاسد. وعين الشمس لا تغطى بمنخل.
عين الشمس لا تغطى بمنخل
أخبار متعلقة