لم تتبق إلا أيام معدودات تفصلنا عن البدء بتدشين الحدث المهم الذي ينتظره كل يمني والمتمثل في الحوار الشامل أحد محاور المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة لحل الأزمة اليمنية (بل هو من أهم المحاور التي تمثل حجر الزاوية في تلك المبادرة والذي ستتمخض عنه ملامح ومستقبل الدولة المدنية الحديثة في بداية الألفية الثالثة).
ومع اقتراب موعد هذا اليوم الذي يتفاءل به الناس خيراً ينبغي على كافة الأطراف والأطياف والفئات والجماعات والأحزاب وكافة شرائح المجتمع أن يحشدوا كل الطاقات من أجل إنجاح هذا الحدث المهم وأن يستشعروا المسؤولية الوطنية ويرتفعوا فوق الصغائر والمصالح الشخصية الضيقة وأن يعملوا على تعبئة وتجييش الجماهير لكي يساهموا كلاً من موقعه وتخصصه في إنجاح هذا الحوار الذي سيشكل مستقبل الوطن وإذا لم يستطيعوا المساهمة في هذا الحوار بصورة أو بأخرى أو المشاركة في إنجاحه فعلى الأقل يجب أن ينأوا بأنفسهم بعيداً عنه حتى لا يكونوا حجر عثرة في طريق هذا الحوار أو يكونون سبباً في عرقلته وإفشاله وعدم وصوله إلى هدفه وغايته.
وعلى وسائل الإعلام التي لم تستوعب الواقع المتغير للمرحلة والتي مازالت تصطاد في الماء العكر تكف عن لغة التحريض والتهييج وبث البلبلة والتشكيك في جدوى الحوار وانتهاج أساليب المكايدة والمناكفات وأن تسعى إلى تقريب وجهات النظر والنظر إلى مصلحة الوطن العليا التي تهم الناس جميعاً وأن تعمل على بث روح المحبة والألفة والتعاون والتكافل والعمل بروح الفريق الواحد وزرع الثقة بين أفراد المجتمع وأن لا تعمل على إثارة الفتن ما ظهر منها وما بطن لأن الفتنة أشد من القتل وأن تعمل على تهيئة الأمور والابتعاد عن زرع المزيد من الأحقاد والضغائن والعداوات والكراهية بين الأخ وأخيه والشقيق وشقيقه وأن لا تساعد على تفتيت وتمزيق الوطن والمجتمع.
كذلك نأمل من كل القوى التي ما زالت لم تحسم أمرها في الدخول إلى الحوار الوطني والحائرة والمترددة عن اللحاق بركبه والانضمام إليه نأمل منها المسارعة في الانخراط في التجييش لهذا الحوار والتعبئة له وتسجيل موقف وطني مشرف وخطوة نضالية تحسب لمن يسارع في المساهمة في هذا الحوار من أجل مستقبل الأجيال القادمة.
فلنكن كالجيش الجرار لإنجاح الحوار
أخبار متعلقة