في كلمته التي ألقاها في افتتاحية اجتماع مجلس شورى (تحالف قبائل اليمن) الذي عقد مؤتمره الأول بصنعاء يوم السبت 6 / 10 / 2012م، تحت شعار: (القبيلة حضارة وبناء) قال صادق الأحمر شيخ مشايخ حاشد: (إن على الجنوبيين الدخول في الحوار الوطني أو الاستعداد للحرب) داعياً ما أسماه الجناح المسلح في الحراك الجنوبي إلى (ضرورة نبذ العنف والمشاركة في العملية السياسة مالم سيكون خيار المواجهة المسلحة هو الفيصل بينهم وبين الشعب) على حد قوله.وقال: (على الحراك الانفصالي عدم وضع الشروط المسبقة لاجهاض هذه العملية السياسية المهمة كما ان عليهم نبذ العنف ومنطق القتل وسفك الدماء البريئة لعرض آرائهم ومعتقداتهم بالقوة، فالطريق إلى حل المشكلات هو ترك السلاح واللجوء إلى طاولة الحوار والانخراط في العملية السياسية حتى لا يضطر الشعب اليمني لمواجهة هؤلاء بنفس منطقهم الدامي).
وقد هاجم الشيخ صادق في كلمته تلك الحوثيين وكذا القاعدة وكل من يرفع السلاح في وجه الدولة .. وكأن الشيخ وإخوانه لم يدمروا حي الحصبة ولم يكتسحوا مرافق الدولة الحيوية في ذلك الحي الحيوي ولم يهاجموا وزارة الداخلية ولم يكونوا أول من بدأ بتوجيه السلاح وقتل الأبرياء في مدرسة بالحصبة، وقد راح ضحية ذلك الاعتداء جنود الدولة والكثير بعد ذلك من المواطنين الابرياء ناهيك عن تدمير منازلهم ونهب الممتلكات العامة وتكبيد الدولة خسائر فادحة ويبدو أن الشيخ نسي نفسه حين لم ير إلا الآخرين ونسي بأن عناصر الحراك السلمي الجنوبي لا يتبعون قبيلة حاشد وليسوا من رعايا هذه القبيلة حتى ينصاعوا لأمر شيخها أو توجيهاته ثم إن الشعب اليمني لم يخوله بالحديث نيابة عنه ولا يمثل إلا نفسه وقبيلته فقط التي هي واحدة من بين قبائل كثيرة داخل الجمهورية اليمنية الواسعة ثم أنه قد طلب في كلمته تلك من الجناح العسكري للحراك الجنوبي ومن الحوثيين ومن عناصر القاعدة ترك السلاح وأحل لنفسه وقبيلته حمل السلاح بأنواعه وكأنه دولة داخل دولة أخرى لا تعنيه سيادتها أو هيبتها ..!!
لقد تخيل الشيخ نفسه وكأنه رئيس دولة يأمر وينهى ويهدد ويتوعد وهذه هي عقدة المشيخة القبلية التي لا ترى القبيلة بأكملها إلا وقد اختزلت في شخص شيخها الذي يتحكم بها وينشئ السجون الخاصة به ويحاكم ويعاقب ويثيب من يشاء وكأنه الديكتاتور المستبد الذي لا ينازع في أمره ونحن نتعجب منه كيف يطلب من الحراك الجنوبي عدم وضع شروط مسبقة لأن ذلك يعتبر من وجهة نظره إجهاضاً للعملية السياسية في اليمن وتناسى بأنه قد وقع فيما طلب من خصومه عدم الوقوع فيه وهو وضع الشروط المسبقة حين خير الحراك الجنوبي بين الدخول والانخراط في الحوار الوطني القادم وبين الاستعداد للحرب فهل هذا تناقض في تفكير الشيخ؟ أم أنها طبيعة وسلوكيات القبيلة التي لا تهنأ أو تهدأ إلا بلغة ومنطق القتل والذبح والحرب والتهديد والجبروت والقهر فهل هذه هي ديمقراطية الشيخ الهادفة إلى بناء دولة مدنية حديثة؟! ولكن بأسلوب وطريقة القبيلة التي لا تؤمن بالرأي الآخر المختلف أو المخالف لرأي شيخ القبيلة وكيف تكون القبيلة حضارة وبناء وهي مسلحة ولا تؤمن بالرأي الآخر وتأمر وتنهى الآخرين غير التابعين لها مع أن لدى الدولة قوات مسلحة نظامية وقوات أمن وشرطة وقضاء ونيابة ودولة مؤسسات ونظام وقانون ودستور؟ أم أن هذه القبيلة عندنا يجوز لها ما لا يجوز لغيرها لصفات ومميزات تمتلكها يمكن تسميتها بالخصوصية اليمنية التي لا تشبها أي خصوصية أخرى في العالم؟ يبدو أن الشيخ قد أساء لقبيلته ولحزبه وشعبه وأمته حين تخيل نفسه وكأنه الرئيس الذي شن حملة عسكرية من الولايات الشمالية على الولايات الجنوبية بسبب انفصال تلك الولايات الجنوبية لرفضها قرار إلغاء الرق الذي أصدره ذلك الرئيس وفازت جيوش الولايات الشمالية على الولايات الجنوبية المتمردة أو التي رغبت في الانفصال عن الشمال وبعد ذلك قام احد المتعصبين للنخاسة بقتل ذلك الرئيس مع أنه اراد تحرير العبيد أما شيخ مشايخ حاشد فإنه سيشن حرباً على الحراكيين الجنوبيين وكأنه يعتقد بأنهم عبيده وأن نفوسهم وأرواحهم وحرياتهم وحقوقهم المشروعة وبلدهم بين يديه وملك يمينه ومن سيخالف سيعجل بزواله عن طريق شن حرب عليهم.
فهل منطق هذا الشيخ وكلمته تدل على تهدئة وتهيئة للحوار السلمي الوطني القادم؟
ما هكذا التهيئة للحوار الوطني يا شيخ ..!!
أخبار متعلقة