ليس هناك أي توصيف لما يدور في صنعاء غير أنها ربما تكون على موعد مع حرب طائفية مذهبية مع عدو الأمس الذي خاضت معه الدولة في الماضي القريب ست حروب متوالية شهدت مد وجزراً وكراً وفراً ولم تفض لشيء البتة غير ذهاب الكثير من الضحايا الأبرياء وبالذات الجنود منهم..واليوم يجدد الحوثي دعوته للحرب السابعة من خلال دعوته للمظاهرات ضد الحكومة والجرعة وحشدة للكثير من أتباعه الذين أتوا مدججين بالسلاح وملقنين بالشعارات الطائفية المذهبية والولاءات لحليفتهم أيران التي تعتبر الداعم الرئيس والمغذي الأساسي لهذه التظاهرة..مظاهر الحرب والاقتتال والنزعة الطائفية المذهبية التي اتسمت بها هذه التظاهرة دليل قاطع على أن الحوثي لم يخرج للمطالب التي أعلن عنها ودعا لها والتي أنساق لها الشعب اليمني المغلوب على أمره طمعا في تخفيف شيء من مطالبه ورفع شيء من المظالم التي نأت بها نفسه, وإنما يرمي من خلالها لمآرب شخصية مذهبية مناطقية جعل من هذه التظاهرة سلما لبلوغ تلك المأرب والغايات, وإلا لماذا دعا الحوثي لهذه التظاهرة دونا عن الأحزاب السياسية الأخرى المنتشرة على طول الساحة اليمنية التي تمتلك قاعدة شعبية واسعة وكبيرة جدا وبإمكانها أن تحشد الشعب في عموم المحافظات كما فعلت في ربيع الثورات العربية..الحوثي لايفكر في الجرعة أو رفع الظلم عن الشعب اليمني وإنما يهدف في المقام الأول للأنتقام لذاته من خصومه ثم لتوسيع قاعدته الشعبية المذهبية وفرض هيبته ووجوده وبلوغ مراده في نيل الحقائب الوزارية والوجود الحكومي في مراكز صنع القرار, ومن خرجوا خلفه يدركون هذا جيدا, ويعلمون نوايا الحوثي الطائفية ومع ذلك ينساقون خلفه غير مكترثين ولا مبالين لما سيؤول إليه وضع البلاد..الغريب في الأمر أن الدولة ذاتها قابلت هذا التمدد والمظاهرة بصمت فظيع جدا ولم تقم بواجباتها المنوطة بها رغم ماعانته من الحوثي في الآونة الأخيرة ومواجهاتها معه في الكثير من المناطق التي شهدت تمدداً لمليشيات الحوثي.الحوثي يقرع طبول الحرب ويعلنها بنوايا خفية مستغلا بذلك الوضع السياسي والاقتصادي المتأزم الذي تمر به البلاد ومستغلا أيضا حاجة المواطنين وضيقهم من هذا الواقع, وعلى الكل أن يدرك هذا ولا داعي لركوب موجة تلك التظاهرة التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب..
|
آراء
طبول الحرب
أخبار متعلقة