نص
لا تبكوا هكذا.. تظاهروا فقط بالبكاء، فالشعراء لا يموتون إنهم يتظاهرون بالموت فقط” ( جان كوكتو ).. هكذا ينتقم الشعراء دائما من القدر الذي يطاردهم كما يطارد الصيف الفراشات..إنَّهم يتحوّلون إلى دواوين شعر. فمن يقتل الكلمات؟... كنت أدري في أعماقي ، أنّه إذا كان لموت الشعراء و الكتّاب نكهة حزن إضافيّة، تميّزهم عن موت الآخرين ، فربَّما تُعزى لكونهم وحدهم عندما يموتون يتركون على طاولتهم ، ككلّ المبدعين، رؤوس أقلام .. رؤوس أحلام، ومسوَّدات أشياء لم تكتمل.و لذا فإن موتهم يحرجنا.. بقدر ما يحزننا.أمّا الناس العاديُّون، فهم يحملون أحلامهم وهمومهم ومشاعرهم فوقهم. إنَّهم يلبسونها كلّ يوم مع ابتسامتهم، وكآبتهم، وضحكتهم، وأحاديثهم، فتموت أسرارهم معهم.