إسرائيل تتجه للموافقة على تمديد التهدئة بالقطاع..
نيويورك / غزة / متابعات :تتجه إسرائيل للموافقة على تمديد التهدئة في قطاع غزة لثلاثة أيام أخرى، بينما تتواصل في القاهرة جهود الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.وعلمت الأنباء من مصادر عسكرية إسرائيلية أن هناك استعداداً لدى الحكومة الإسرائيلية لتمديد وقف إطلاق النار ثلاثة أيام أخرى بعد انتهاء الهدنة الحالية صباح اليوم الجمعة، وذلك دون شروط مسبقة.وفي القاهرة، قال مصدر دبلوماسي مصري إن إسرائيل وافقت "مبدئيا" على عدد من المطالب التي قدمها الوفد الفلسطيني.ونقلت صحيفة القدس العربي عن المصدر قوله إن إسرائيل وافقت على وقف شامل لكافة الأعمال العدائية ضد الفلسطينيين، ورفع كامل للحصار ودخول كافة المساعدات الإغاثية والإنسانية دون تأخير من كافة المعابر، وكذلك المطالب المتعلقة بإطلاق سراح الأسرى من صفقة شاليط والدفعة الرابعة من المعتقلين على أن يتم بحث التنفيذ لاحقا، وأخيرا زيادة نطاق الصيد البحري في غزة إلى 12 ميلا بحريا حسبما ما نصت عليه الورقة الفلسطينية.أما المطالب التي رفضتها إسرائيل فتتمثل في إعادة فتح مطار غزة وبناء ميناء بحري، وإعادة فتح الطريق البري بين غزة والضفة الغربية الذي كان قائما في الماضي.ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر مصرية رفض تل أبيب التباحث في قضيتي إقامة الميناء وإعادة فتح المطار في غزة بدعوى أن هذين المطلبين شرطان لاتفاق سلام شامل لا لوقف إطلاق النار.ووصل إلى القاهرة أمس المبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط فرانك لوانستين قادما من واشنطن للمشاركة في جهود التوصل إلى تهدئة دائمة بين الفلسطينيين وإسرائيل.وحذر القيادي في حركة (حماس) مشير المصري سكان المستوطنات الإسرائيلية من العودة إلى بيوتهم إذا لم تستجب حكومتهم للمطالب الفلسطينية.من جانبه، لم يستبعد جلعاد أردان وزير الاتصالات الإسرائيلي وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، التوصل إلى تسوية سياسية خلال المفاوضات الجارية في القاهرة، لكنه أكد أن إسرائيل سترفع سقف الرد إذا استأنفت المقاومة الفلسطينية إطلاق النار بنهاية الهدنة الحالية.بدوره أيد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان نشر "مفتشين أوروبيين" لمراقبة حدود قطاع غزة، واقترح في مقابلة مع صحيفة ألمانية أن ترسل ألمانيا -برفقة الاتحاد الأوروبي- مفتشين إلى غزة "لمراقبة مبادلات الفلسطينيين مع الدول المجاورة". وذكّر بأن الاتحاد الأوروبي فعل ذلك في الماضي في مركز رفح الحدودي بين غزة ومصر.ويدرس الاتحاد الأوروبي إحياء هذه المهمة وتوسيعها لتشمل كل المعابر حول قطاع غزة. وذكرت مصادر في وزارة الخارجية الألمانية أن نصا مشتركا لألمانيا وفرنسا وبريطانيا يناقش حاليا.وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في وقت سابق إن تفعيل هذه المهمة يتطلب الحصول على موافقة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.وتأتي هذه التطورات في ظل صمود التهدئة لليوم الثالث على التوالي، وهو ما سمح لسكان القطاع باستعادة تدريجية لحياتهم الطبيعية وساعد فرق الإغاثة للمضي قدما في انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض.وأسفر العدوان الذي بدأته إسرائيل على قطاع غزة منذ 8 يوليو الماضي عن استشهاد 1886 فلسطينيا وإصابة 9806 آخرين، بينما أقرت إسرائيل بمقتل 64 جنديا وثلاثة مدنيين.قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول الأربعاء إن "مشاهد الدمار الشامل في قطاع غزة أصابت العالم بالصدمة والعار"، منددا بقتل الجيش الإسرائيلي أكثر من ألفيْ فلسطيني في غزة، "أغلبيتهم العظمى" من المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال.وطالب بان -في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة- بمحاسبة إسرائيل على قصفها المتكرر مباني ومنشآت الأمم المتحدة في القطاع التي يفترض أنها ملاذات آمنة للمدنيين.ووصف هذه الهجمات بأنها "غير مبررة وانتهاك للقانون الدولي"، كما دعا إلى تحقيق دولي في انتهاك إسرائيل القانون الدولي الإنساني بحق الفلسطينيين.وأكد بان أن "الكارثة في غزة" تستوجب من العالم التبرع بسخاء لبرامج الأمم المتحدة الإغاثية في غزة، مشيرا إلى أن الأولوية الآن لتوفير الاحتياجات الضرورية، وعلاج المصابين جسديا ونفسيا، وإيواء العائلات المشردة، وإصلاح البنية التحية المدمرة خاصة المدارس والمستشفيات.وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه يتعين على المجتمع الدولي بذل كل الجهود للمحافظة على وقف إطلاق النار الحالي في القطاع، شاكرا كل من أسهم في التوصل إليه، خاصة الولايات المتحدة وتركيا وقطر ومصر.وأوضح أن هذه التهدئة ستتيح "التعامل مع جذور الأزمة" التي عدد منها وقف الصواريخ الفلسطينية، وإنهاء "التهريب"، وفتح المعابر ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وإعادة السيطرة في القطاع لحكومة فلسطينية موحدة تعترف بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية.وأضاف بان أن الحل السياسي هو الوحيد القادر على تحقيق الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين.ويأتي اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في ظل سريان تهدئة لمدة 72 ساعة دعت إليها مصر وقبلتها إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، وذلك للتوصل إلى اتفاق يوقف نهائيا العدوان الإسرائيلي على غزة الذي بدأ في السابع من الشهر الماضي.