صباح الخير
أظن أننا في حاجة ماسة إلى محاسبة ومراجعة أنفسنا بين الحين والآخر عما اقترفت وأين أصابت وأين اخطأت وماذا أنجزت واين اخفقت ..؟! كذلك نحن في حاجة ماسة ايضاً إلى إعادة النظر في آليات التفكير التي تنتهجها عقولنا وأفئدتنا وهل هي على صواب وتمضي على هدى وبصيرة أم أنها على خطأ وخبط عشواء وعدم خبرة ومزاجية وارتجال .. أظن اننا في حاجة ماسة إلى المصالحة مع انفسنا أولاً قبل المصالحة مع الآخرين لأن نقد الذات هو بداية ومقدمة لنقد الأوضاع وتصحيح المسارات للوصول إلى الطريق الصحيح.نقد الذات معناه انصاف الآخرين والاقتصاص من النفس ورد المظالم والحقوق إلى اصحابها ومحاسبة الأنفس التي قصرت في أداء مهامها وواجباتها .. أظن انه حان الوقت للايمان الجازم بحقيقة الاختلاف بين الناس وان كل شخص له وجهة نظر تختلف عن الأخرى حول أي قضية معينة أو مشكلة ما .. وهذا معناه ان يحترم كل انسان وجهة النظر المختلفة عنه لكي يقدر ويحترم الآخرون وجهة نظر هذا الانسان الذي لم يؤمن بعد بروح الاختلاف بين الناس .. اننا في حاجة ماسة إلى تجاوز مصالحنا الضيقة الأنانية إلى مصالح الوطن وهموم الناس ومعاناتهم وان نبتعد عن الأثرة إلى الايثار والتضحية تنفيذاً وتطبيقاً بمن قال الله عز وجل عنهم: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).إننا في حاجة ماسة إلى مراقبة الله الذي يراقب كل صغيرة وكبيرة من أفعالنا وسلوكياتنا ولا تخفى عليه خافية وعلينا بالتقوى والحذر من عقابه الأليم المعجل في الدنيا والمؤجل إلى يوم القيامة .. علينا أن ننظر إلى واقعنا بموضوعية وتجرد وان ننظر إلى ما يدور حولنا في العالم من أحداث وتجارب الأمم والشعوب ونواميس الكون ومعرفة طبيعة الاجتماع البشري وما يحدث في كل هذا من قوانين وسنن مطردة وعلينا الاعتبار من كل ذلك والاتعاظ والاستفادة من هذه الأحداث والوقائع وعدم تكرار المؤلم منها والضار والسلبي حتى لا يقال علينا بأننا ندور حول أنفسنا الضيقة فقط في حلقة مفرغة ونكرر أخطاءنا وسلبياتنا .. أظن اننا في حاجة ماسة أيضاً إلى تهدئة الأمور خاصة في وسائل الإعلام التي تغرد خارج مرحلة التوافق وان نعمل على استتباب الأمن وبث الطمأنينة والعمل على إعادة الثقة فيما بيننا والسعي إلى إعادة المياه إلى مجاريها وتطبيع الأوضاع وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل انفجار الأزمة في بلادنا على الأقل في حدها الأدنى من الهدوء والاستقرار.نحن في حاجة إلى لم الشمل والتقارب والتوافق في هذه المرحلة التوافقية وقبل الختام ينبغي على الجميع أن يؤمنوا بأهمية الحوار كوسيلة حضارية سلمية لمعالجة كافة المشاكل والنزاعات والصراعات والقضايا الشائكة بين الفرقاء من أبناء الوطن الواحد.