عرض/ دنيا هانيالإعاقة بمفهومها الواسع تشير إلى حالة نقص أو عجز قد تكون في القدرات العقلية أو الجسدية أو الحسية أو الحركية تحد من قدرة الشخص على ممارسة واحد أو أكثر من أنشطة الحياة اليومية الأساسية، ومن هذه الأنشطة: القدرة على الاعتناء بالنفس ( تناول الطعام - ارتداء الملابس - استخدام دورة المياه ... الخ), والقدرة على القيام بأعمال يدوية) استخدام اليدين في أنشطة معينة، والقدرة على المشي والتنقل من مكان إلى آخر, والقدرة على السمع والبصر, والقدرة على التواصل مع المحيطين والقدرة على التعلم والعمل والتسوق. [c1]المفاهيم الخاطئة والبيئة المؤهلة [/c]ومن أكثر المفاهيم الخاطئة التي ارتبطت بالبيئة المؤهلة هي أنها تقتصر فقط على الأشخاص المعاقين حركياً وأن الفئات الأخرى من المعاقين مثل الأشخاص المعاقين بصرياً أو سمعياً أو عقلياً لا يحتاجون إلى بيئة مؤهلة حيث يمكنهم التنقل والحركة دون مساعدة . ونجد أن هناك من يعتقد أن البيئة المؤهلة تقتصر فقط على المباني العامة مثل الدوائر والمؤسسات الحكومية ومراكز الخدمات ! .المقصود بالبيئة المؤهلة هي تمكين الأشخاص المعاقين من القيام بالأنشطة سابقة الذكر والتي تعتبر أساسية في حياة كل فرد .[c1]مفهوم البيئة المؤهلة [/c]البيئة المؤهلة أو (حرية الوصول ) هو مفهوم أو مصطلح عام يصف الحد الذي يكون معه المبنى أو المكان أو البيئة أو الخدمات أو الأجهزة مناسبة لأكبر عدد ممكن من الأشخاص ، ومفهوم البيئة المؤهلة يركز على الأشخاص ذوي الإعاقة وحقهم في الوصول إلى أي مكان يستطيع الآخرون من أفراد المجتمع الوصول إليه سواء كان ذلك باستخدام أجهزة وأدوات مساعدة أو دون استخدامها .وبكلمات أخرى نشير إلى أن البيئة المؤهلة وحرية الوصول تعني المدى الذي يكون به المكان أو المبنى ( أو الخدمات ) مناسباً وجاهزاً لاستخدام الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم وبشكل خاص الأماكن العامة مثل المؤسسات العامة والحدائق ووسائل النقل والمطارات وأماكن الترفيه والاستجمام والفنادق ومراكز التسوق وأماكن العمل وغير ذلك من الأماكن التي يستطيع أفراد المجتمع غير المعاقين الوصول إليها . وبذلك نؤكد أن البيئة المؤهلة لا تعني : مدخلاً خاصاً للأشخاص المعاقين أو تخصيص دورة مياه لهم في المكان أو جهاز صراف آلي لهم .. الخ . بل تعني أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمكنهم الوصول إلى جميع هذه الخدمات والتسهيلات مثل أفراد المجتمع الآخرين .ويشتمل مفهوم البيئة المؤهلة على استخدام نظام برايل للأشخاص المعاقين بصريا وإشارات اليد للمعاقين سمعيا ونظام صوتي في الأرصفة وتقاطعات الطرق والمنحدرات ذات المواصفات المناسبة لمستخدمي الكراسي المتحركة والأجهزة المساعدة على الحركة، واستخدام نظام متكامل من الرموز والإشارات الدالة على مواقع وأماكن التسهيلات المناسبة للأشخاص المعاقين ويشمل كذلك مواقف السيارات المناسبة للمعاقين حركيا وتصميم صفحات الانترنت بشكل مناسب لاستخدام المعاقين بصريا وغير ذلك من سمات البيئة المؤهلة الكثيرة.[c1]مكونات البيئة المؤهلة [/c]تختلف الأنظمة والقوانين المتعلقة بالبيئة المؤهلة من بلد إلى آخر تبعا لمدى تطور هذه الأنظمة في تحديد عناصر ومكونات البيئة المؤهلة. ونجد كذلك مكونات مختلفة تبعا لطبيعة المكان أو طبيعة الخدمات التي تقدم به، فمكونات البيئة المؤهلة في المطار تختلف بكل تأكيد عن مكونات البيئة المؤهلة في الحدائق وأماكن الترفيه أو المدارس والجامعات أو وسائل النقل. ومن المتعارف عليه عند الحديث عن مكونات البيئة المؤهلة أنها وجود عناصر أو مكونات خاصة بفئة معينة من فئات الإعاقة ، حيث أن لكل إعاقة متطلبات وحاجات خاصة بها تختلف عن حاجة إعاقة أخرى ، فعلى سبيل المثال يحتاج الشخص الكفيف أو ضعيف البصر إلى بيئة مؤهلة تمكنه من التحرك والتنقل أو الوصول إلى خدمات معينة اعتماداً على حواس أخرى غير حاسة البصر التي يعتمد عليها كثيرا الشخص المصاب بحاسة السمع .وضمن فئة الإعاقة الواحدة نجد أن الشخص المعاق حركياً الذي يمكنه استخدام يديه دون صعوبة يحتاج إلى تسهيلات تختلف عن تلك التي يحتاجها الشخص المقعد والذي يجد صعوبة في استخدام يديه ، والشخص المعاق سمعيا الذي يعتمد على استخدام المعين السمعي في سماع أو اكتشاف أصوات معينة في البيئة ويمكنه التواصل الشفهي يحتاج إلى تسهيلات معينة تختلف عن تلك التي يحتاجها فاقد السمع تماماً الذي لا يستخدم معيناً سمعياً ولا يمكنه التواصل الشفهي. إضافة إلى ذلك هناك تسهيلات خاصة يحتاجها الشخص المعاق في أوضاع أو ظروف خاصة مثل الحاجة إلى إخلاء المكان أو المبنى عند نشوب حريق أو أية حالة طارئة أخرى .
الرعاية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة وعلاقتها بالبيئة المؤهلة
أخبار متعلقة