إحراق القمامة مشهد متكرر يقابلنا هنا وهناك في مدينة عدن ، وما يزيد الطين بلة حرق إطارات السيارات بدون وعي وإحساس الخطر الذي يتوارى خلف هذا السلوك السلبي من قبل البعض، سواء بغرض التخلص من القمامة أو بغرض الاحتجاج في حالة حرق إطارات السيارات، غير مبالين بكونها في وسط المدينة وبين الأحياء السكنية.فالكثير من الناس يعتقدون بأن حرق النفايات والإطارات ليست سوى مصدر إزعاج للناس، وأنها عملية تولد فقط دخاناً ليس له تأثير واضح على البيئة أو على الإنسان ولكن الحقيقة غير ذلك فإطارات السيارات تتكون من المطاط الصناعي المصنع من مركبات البنزين ومشتقاته والكربون الأسود والكبريت وأكسيد الزنك والشمع والفولاذ، وعند احتراقه يبعث غاز أول أكسيد الكربون ومعادن ثقيلة ومواد عضوية متطايرة وجزيئات صغيرة تدخل الجهاز التنفسي وتترسب في أعماق الرئة، ما يترتب عليها آثاراً ضارة وخطيرة على المدى البعيد.وقد بينت أبحاث العملية أن حرق الإطارات يصاحبه إطلاق كميات هائلة من الغبار والرماد والكثير من الغازات السامة و الانبعاثات التي تؤثر على الغلاف الجوي والصحة العامة وتسبب تلوثاً للتربة والمياه الجوفية، حيث ينتج عن حرق النفايات بشكل عام والإطارات بشكل خاص أدخنة لخليط من ملوثات أهمها الديوكسينات والفيورانات والهيدروكربوناتات العطرية المتعددة الحلقات و تنتج بسبب درجات حرارة الاحتراق المنخفضة التي تتعرض لها وهذه المركبات تتميز بقدرة عالية على الانتقال لمسافات طويلة والاستقرار على المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية والمراعي، وبإمكانها أيضا التراكم في السلسلة الغذائية ، ولا تختفي مع الوقت بل تتراكم في دهون الحيوانات والبشر. ورغم أن معظم الناس لديهم مستويات من الديوكسين المتراكم في أنسجتهم على مدى حياتهم إلا أنه لا يوجد مستوى آمن من التعرض للديوكسين، وحتى عند مستويات منخفضة ، كما تترتب عليه مجموعة واسعة من الآثار الصحية الخطيرة -بما في ذلك ضعف الإخصاب، والعجز، والإصابات المرتبطة بالنمو، وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب. الثابت أن إدارة المخلفات يقصد بها التحكم بالجمع والمعالجة والتخلص من المخلفات. والهدف منه هو تقليص التأثير السلبي للمخلفات على البيئة والمجتمع.لفتة يا صحة بيئة عدن ولكن ما يحدث في بلادنا أسلوب قاتل يودي بحياة الأرض والإنسان معا، وما يساعد في ذلك غياب منظومة الصحة البيئة أو التقصير في عملها بنقل النفايات إلى مقالب القمامة للتخلص منها أولا بأول، ناهيك عن عدم توعية الأسر لأبنائها بخطر حرق الإطارات..
إحراق النفايات والإطارات خطر يتربص بنا
أخبار متعلقة