14 أكتوبر ترصد أسباب الإدمان وآثاره في المجتمع


- التعاطي بوابة للهلاك.. والوعي هو قلعة الدفاع الأولى
- المخدرات تسرق أعمار الشباب.. والمجتمع في مواجهة مفتوحة مع المتعاطي

عدن/ 14 أكتوبر/ خاص :
تُعد المخدرات واحدة من أخطر الآفات التي تهدد شبابنا وبناتنا، ليس فقط من الناحية الصحية، بل تمتد آثارها لتدمّر المجتمع اجتماعياً واقتصادياً وأخلاقياً. ومن هذا المنطلق، احتضنت عدن فعالية توعوية مهمة تحت شعار «عدن آمنة بلا مخدرات»، هدفها الأساسي كان تسليط الضوء على هذه الكارثة، من خلال آراء عدد من الأطباء، والناشطين، والإعلاميين، وكلهم اتفقوا على أن الخطر كبير ويحتاج وقفة جادة من الجميع.
الوعي أول خطوة
بداية رصد المخدرات واضرارها الجسمانية كانت مع الدكتور / عادل الحاج الذي قال : (المخدرات لها مخاطر كبيرة تختلف بحسب نوعها، لكنها كلها تؤدي لنفس النهاية، التدمير الكامل لحياة الإنسان) .
وشرح أبرز الأضرار الصحية كالتالي: هناك أضرار جسدية مثل أمراض القلب، تليف الكبد ومشاكل في التنفس، وأضرار نفسية مثل الاكتئاب، القلق، الهلوسات والإدمان صعب العلاج.
أما الأضرار الاجتماعية فتتمثل في انهيار العلاقات، ضياع الوظائف والدراسة، والتورط في سلوكيات غير أخلاقية أو جرائم، وهناك أضرار طويلة المدى مثل الأمراض المزمنة، تدهور عقلي، وصولاً للموت بسبب الجرعة الزائدة.
ويؤكد الدكتور الحاج، أن الوعي بالمخاطر هو أول خطوة نحو الوقاية.
التوعية.. السلاح الأقوى
فيما الأخت / سعاد علوي، رئيسة مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات، أوضحت أن أسباب الإدمان كثيرة، منها ما هو نفسي، ومنها ما هو بيئي ومن أهم العوامل: العائلة والتفكك الأسري، ضغط الأصدقاء والمحيط السيئ، الطفولة القاسية، العنف، والتجارب الصادمة، أو تعاطي أدوية معينة بدون رقابة.
وتؤكد سعاد أن الوقاية تبدأ من البيت من خلال الحوار الدائم مع الأبناء، إعطائهم مساحة للتعبير، تقديم القدوة الحسنة، الالتزام بتعليمات الأطباء، وأخيرًا نشر الوعي في المدارس والمجتمع، لأن التوعية هي السلاح الأقوى لمحاربة هذا الخطر.
واجب وطني وأخلاقي
بينما م/ أنور السفياني - مدير الإعلام في دائرة الخدمات الطبية الجنوبية، قالها بكل وضوح: (حماية الشباب من المخدرات ليس خيارا، بل واجب وطني وأخلاقي).. مشيراً إلى أن المخدرات تدمّر الجسد والعقل، وتؤدي إلى الجريمة والانهيار المجتمعي.. مؤكداً أن المعركة مش بس أمنية، بل معركة وعي وتربية وثقافة، تبدأ من الأسرة ولازم تشارك فيها كل مؤسسات المجتمع.
كابوس حقيقي
وخلال وقفتنا القصيرة مع الصحفي / رضوان المسوري تحدث عن الواقع المرير، وقال : ( إن كميات ضخمة من المخدرات تم ضبطها مؤخراً، وإن هذه الظاهرة أصبحت كابوساً حقيقياً يهدد مستقبل الشباب وأضرارها ليست فقط نفسية وصحية، بل تصل لفقدان القيم والانهيار الأخلاقي)، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تبذل جهداً كبيراً في محاربة هذه الآفة، من خلال الحملات والمصادرات، لكن المطلوب أكثر من ذلك وهو دعم مجتمعي وحملات توعية ومراكز تأهيل وكذا تعاون دولي وإقليمي لمحاربة شبكات التهريب.
المخدرات تهدد كيان المجتمعات
وآخر جولتنا كانت مع م/ أشرف محمد خنبري، حيث وصف المخدرات بأنها الوباء الأخطر، لأنها لا تدمّر الإنسان فحسب، بل تهدد كيان المجتمعات والدول.
وقال: (المتعاطي شخص خارج عن طبيعته الإنسانية، وقد يرتكب أي شيء).. مؤكداً أن الدين والقانون يجرمانها، لأنها تهدر العقل، وهو ما كرّم الله به الإنسان.
وشدد على أن محاربة المخدرات مسؤولية جماعية، تتطلب وعيا مجتمعيا، وثقافة، وقانونا، وإيمانا راسخا بأن لا خير في هذه السموم، وكل من يروج لها أو يتعاطاها يساهم في تدمير وطن بأكمله .
لفتة
المخدرات ليست مجرد مواد تُستهلك، بل حرب صامتة تفتك بالأرواح والعقول، وتنهش المجتمعات من الداخل، لكن بالوعي، والتكاتف، والتعليم، وبضمير حي نقدر أن نحمي جيلا كاملا، ونصنع مستقبلا نظيفا وآمنا.