في كلمة اليمن أمام القمة العربية الأفريقية الثالثة المنعقدة في الكويت
رئيس الجمهورية لدى مشاركته في أعمال القمة العربية الإفريقية الثالثة أمس
الكويت / سبأ:أكد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أهمية تعزيز وتطوير جوانب التعاون بين الدول العربية والأفريقية بما يكفل إحداث نقلة نوعية في العلاقات بين الجانبين صوب آفاق واسعة ورحبة من التعاون المثمر في مختلف المجالات .جاء ذلك في كلمته التي ألقاها مساء أمس في الجلسة العلنية الأولى للقمة العربية الأفريقية الثالثة المنعقدة حاليا في دولة الكويت الشقيقة.وفيما يلي نص الكلمة:أخي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة والأخ هيلي مريام رئيس وزراء جمهورية أثيوبيا الاتحادية - نائب رئيس القمةإخواني أصحاب الجلالة والفخامة والسموالسيدات والسادةالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته :يسعدني في البداية أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير وعميق الامتنان لدولة الكويت الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا على حسن الكرم والضيافة وحفاوة الاستقبال ودقة التنظيم والإعداد الممتاز لأعمال هذه القمة التي تنعقد أعمالها في ظل ظروف ومناخات إقليمية ودولية معقدة تتطلب منا التفكير في سبل مواجهة التحديات الكبيرة وتطوير جوانب التعاون الاقتصادية فيما بين الدول العربية والأفريقية وتحقيق شعار هذه القمة» شركاء في التنمية والاستثمار».ونحن على يقين بأن رعاية دولة الكويت الشقيقة ستحول هذه القمة إن شاء الله إلى واقع ملموس بما يكفل إحداث نقلة نوعية في العلاقات العربية الأفريقية صوب وقفات واسعة ورحبة من التعاون المثمر في مختلف المجالات.السيدات والسادة..
قادة ورؤساء الدول والحكومات العربية والإفريقية المشاركة في أعمال القمة العربية الإفريقية الثالثة أمس
إن أولويات التنمية الاقتصادية في الدول العربية والأفريقية حسب رؤية الجمهورية اليمنية ترتكز على أهداف واضحة ذات خمسة عناصر يمكن تحديدها فيما يلي:-أولا :-الاستثمار في البنية التحتية والمرافق العامة وفي التنمية البشرية والمجال الزراعي وبما يحقق التنمية المستدامة في كافة جوانبها والأمن الغذائي لنا جميعا .ثانيا :-العمل على ربط الدول العربية والأفريقية بشبكات متطورة من الطرق والكهرباء والاتصالات والسكك الحديدية .ثالثا :-تطوير التجارة البينية بين المجموعتين العربية والأفريقية وهذا يتطلب حرية حركة رؤوس الأموال وتمويل الأنشطة التجارية وتقليص الحواجز الجمركية ودعم نشاط القطاع الخاص.رابعا :-تعزيز التعاون العربي الأفريقي من خلال بناء المؤسسات المشتركة ومراكز الدراسات والمنتديات المتنوعة وعقد المؤتمرات التي يتم من خلالها تبادل وجهات النظر والاستفادة من تجارب الدول .خامسا :-العمل المشترك للقضاء على القرصنة البحرية والإرهاب بكل أنواعه لكون ذلك يشكل خطرا على دولنا وليس له حدود، وهذا يتطلب التنسيق الأمني بين جميع الدول بما في ذلك الدول العربية والأفريقية .أما في المجال السياسي فلا توجد خلافات بين الجانبين العربي والأفريقي لا يمكن تجاوزها مع العمل على تسوية أية نزاعات بالطرق السلمية وعن طريق الحوار بالإضافة إلى أهمية تنسيق المواقف العربية الأفريقية إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى وجه الخصوص في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية وغيرها .أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر والتقدير لهذه القمة على ما أبدته من اهتمام لقضايا النزوح والهجرة غير القانونية وما يعانيه الآلاف من البشر نتيجة محاولة الهروب من واقعهم المؤلم فيتعرضون للابتزاز والمهانة والموت من تجار البشر، لما من شأنه القبول بالمسؤولية المشتركة من قبل دولنا نحوهم مع العلم بأن الجمهورية اليمنية تتحمل أعباء كبيرة نتيجة تدفق مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين غير الشرعيين من دول القرن الأفريقي إليها باعتبار اليمن منطقة مأوى مؤقت وعبور إلى بلدان أخرى الأمر الذي يحمل اليمن أعباء كبيرة في ظل ظروفها الاقتصادية الصعبة فضلا عن المعاناة الإنسانية للاجئين والنازحين والمخاطر التي يتعرضون لها من قبل المهربين وتنتهي في أحيان كثيرة بهم إلى الموت غرقا في عرض البحر .الحضور الكرام:اسمحوا لي هنا أن أذكر بأهم نتائج المؤتمر الإقليمي للجوء والهجرة من القرن الأفريقي إلى اليمن الذي انعقد في صنعاء خلال الفترة 11-13 نوفمبر الجاري والذي خرج بإعلان صنعاء الذي تضمن العديد من التوصيات الخاصة بمعالجة مشكلة النزوح القسري والهجرة غير المشروعة ومن أهمها تلك التوصيات الداعية إلى معالجة الأسباب الجذرية لقضايا الهجرة واللجوء وإلى تعزيز العمل بالقانون مع زيادة الدعم لبرنامج إعادة النازحين واللاجئين إلى بلدانهم وكذا العمل على حل المسببات لنزوحهم من بلدانهم بجانب تعزيز التعاون من خلال تنظيم العمالة وإطلاق حملات التوعية لمخاطر الهجرة غير المشروعة الأمر الذي جعل نتائج هذا المؤتمر تحظى بتعاون وترحيب عالمي ونأمل أن تعتمد من قبل هذه القمة .لقد انعقد مؤتمر الهجرة واللجوء بمشاركة دول القرن الأفريقي ومجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول المهتمة بهذه القضية وبرعاية المفوضية السامية لشئون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة من اجل البحث في سبل تعاون دول الإقليم لمعالجة مختلف الجوانب لهذه الظاهرة وتحقيق معالجات مستدامة لها.. إلا أنه للأسف وبالرغم مما تبذله الجمهورية اليمنية من جهود لرعاية اللاجئين والنازحين استمرت تلك المعاناة في ظل تجاهل المجتمع الدولي لها على الرغم من النداءات المتكررة التي تطلقها اليمن والمفوضية السامية لشئون اللاجئين.وبهذا الصدد فأننا نأمل من قمتنا هذه أن تستأنس بما صدر عن ذلك المؤتمر من قرارات وتوصيات لمعالجة هذه القضية المأساوية والبحث عن المعالجات لجذور المشكلة بعيدا عن مخاوف المفاهيم والمصطلحات مع التركيز على جوهر المشكلة في بعدها الإنساني والأخلاقي ومسؤولية حق الجوار .أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:لا يسعني في الختام إلا أن أكرر الشكر والتقدير لدولة الكويت الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا على ما بذلوه من جهود مشكورة لإنجاح أعمال هذه القمة .. وأنني على ثقة بأن هذه القمة ستحقق تطلعات شعوبنا العربية والأفريقية في التطور والتنمية والاستقرار برعاية وإدارة دولة الكويت الشقيقة وأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر صباح، كما أتوجه بالشكر الجزيل للأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأفريقي لما بذلوه من جهد في الإعداد والتحضير لهذه القمة.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .إلى ذلك انطلقت أمس الثلاثاء في دولة الكويت أعمال القمة العربية الإفريقية في دورتها الثالثة بمشاركة الاخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وقادة ورؤساء الدول والحكومات العربية والإفريقية.ويشمل جدول أعمال القمة التي تستمر يومين جلسة افتتاحية يلقي خلالها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح كلمة ترحيبية ثم كلمة لرئيس المؤتمر الوطنى العام بليبيا نوري أبوسهمين، كما يتحدث في الجلسة الافتتاحية كل من رئيس الجابون ، رئيس وزراء إثيوبيا ، رئيس الاتحاد الإفريقي ، الأمين العام للجامعة العربية ، رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، نائب الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البرلمان العربي.عقب ذلك تبدأ الجلسة المغلقة برئاسة أمير دولة الكويت ورئيس وزراء إثيوبيا لاعتماد جدول الأعمال الذى يتضمن بحث تقرير الأنشطة المشتركة لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي والأمين العام للجامعة العربية من أكتوبر 2010 وحتى أكتوبر 2013 تقدمه مفوضية الاتحاد الإفريقي، وبحث تقرير المجلس المشترك لوزراء الخارجية.ويستمر القادة اليوم الأربعاء في مناقشة جدول الأعمال بجلسة لاعتماد مشروع القرارات ومشروع إعلان الكويت وما يتضمنه من إنشاء لجنة فنية إفريقية عربية للتنسيق والاستراتيجيات الأخرى ودعمها لتعزيز التعاون وتسهيله حول مسائل الهجرة، وإنشاء آلية تمويل إفريقية عربية مشتركة لتمويل البرامج والمشاريع، ودعوة الحكومات وأصحاب المصلحة المعنيين إلى إيجاد تسويات سليمة للأزمات السياسية في الإقليمين.إضافة إلى دعم التقدم المحرز في بناء السلام وإعادة الإعمار والتنمية في فترة مابعد النزاعات فى المنطقتين، والتشديد على إعادة تأكيد الالتزام القوي بالإصلاح الشامل لنظام الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن، وتعزيز التعاون الزراعي والاستثمار والقضاء على التمييز ضد المرأة، إلى جانب التشديد على اتخاذ موقف حازم ضد الإرهاب بجميع اشكاله والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والاتجار بالمخدرات والقرصنة والاتجار غير المشروع بالأسلحة.