قال ديل كارنيجي في كتابه ( كيف تكسب الأصدقاء؟!): (كل إنسان يرغب أن يكون شيئاً مذكوراً) وهذه الفقرة تحتمل عدة معان وتفسيرات أكثرها يصب في مجال تجسيد الفطرة الطبيعية النفسية للفرد الذي يعتز بأي سبق أو نجاح أو قفزة يحققها ولو كانت محدودة ويؤلم نفسه أن فكرته أو أفكاره التي سبق بها نظراء ومفكرين كباراً ومتخصصين كثاراً .. بفترات زمنية ولم يتم الأخذ بها ولا الالتفات إليها وإلى صاحبها من باب الذكر ليس إلا إما إغماطاً للحق أو جهلاً بها وبصاحبها أو رغبة في سرقتها، يا أخي هذه الأيام يسرقون الكحل من العين، وما أسهل سرقة الأفكار والمصطلحات والآراء الثاقبة في هذه الحقبة الربيعية الساخنة.وبعد هذه المقدمة غير الخلدونية أقصد بها ما تعرضت له من نصب ثقافي أو فكري أو سمه ما تحب أن تسميه، وأبدأ بإيضاح أنني خلال الفترة منذ عامين أو عامين ونصف نشرت عديداً من المقالات المتفاعلة مع الموجة الربيعية الهدامة وفوضاها المدمرة الخلاقة وإلماعاتها المسممة البراقة .. نشرتها في بعض الصحف أكثرها في صحيفة 14 أكتوبر الغراء، وأقل منها في الغد والميثاق الأسبوعيتين .. وقد أشرت إلى مصطلحين من بنات أفكاري وهما ( السورنة والسودنة) في سياقات مختلفة تعتمد ذكرهما تقوية لفكرة المقالة .. خذ مثلاً في أثناء اشتداد حمى حركة التغيير أو الأزمة المستفحلة في بلادنا كأن أقول: وعلى ضوء هذه الدماء المسفوكة والأخطاء المستحكمة سينضاف مصطلح (يمننة) إلى قائمة المصطلحات الدائرة في الفلك السياسي المعاصر مثل صوملة، عرقنة، لبننة، بلقنة، سلفنة وافغنة و(سورنة وسودنة) أو أورد في سياق ربيع المصطلحات والمقولات .. بأن أعدد ما علق بذهني منها قائلاً: ولهواة المصطلحات نشير إلى أشهرها: عرقنة ثم أختم الفقرة بـ(سورنة وسودنة) وأحسب نفسي متابعاً جيداً وشغوفاً وراغباً بأن اسمع المصطلحين اللذين استلهمتهما من وحي الأحداث الأليمة، وعلى طريقة نحت المصطلحات الأخرى التي لاكتها الألسنة أكثر من العلكة وقبل شهر سمعت وشاهدت المذيع المتألق د. فيصل القاسم في برنامجه المعاكس، والحلقة عن سوريا يردد في حديثه إلى محاوريه طبعاً مصطلح سورنة .. انتابني شعور متناقض شيء من الارتياح على شيء من الضيق لكون د . فيصل القاسم سرق المصطلح ونسبه إليه فما كان يضيره لو قال: مثلاً الوضع السوري المتأزم .. كما وصفه الكاتب اليمني أحمد سورنة، ومقبولة سورنة بحسب تعبير أحد الكتاب اليمنيين سأقبل وإن غمط بعض حقي وحسبي الإشارة إلى الموطن. فكرت أن أكتب فترددت لارتباطي بالتزامات أخرى، وأمس الأول السبت: 28 / 9 / 2013م في الجزيرة مباشر ندوة عن حكم الإسلاميين قام دكتور سوداني معقباً على المداخلة وقال: أن الحركة الإسلامية السودانية أول وأقدم حركة إسلامية حكمت وتحكم في الوطن العربي بقيادة د. حسن الترابي نحن عندنا سودنة ـ لم يذكر اسمه ولم يشر مدير الجلسة باسمه سوى بالدكتور ـ في اللحظات ذاتها عملت رسالة إلى جوال الأستاذ والمفكر الليبرالي أحمد الحبيشي رئيس التحرير لأول مرة ليتابع الندوة لقوة نقاشاتها وعلى أمل أن يسمع شيئاً أو أشياء بعضها سبق إن نشر في جريدته قبل فترة، الجوال الأول لم يطلع تسلم فيه، أعدت إرسالها إلى الجوال الثاني كان أيضاً مغلقا وعلى طريقة المرحوم د . عبد الرحمن البيضاني في خلاصة الخلاصة: أشير إلى أن مصطلحي (سورنة وسودنة) أنا أول من نحتهما ونشرهما في غير مقالة، وأتحدى أياً من كان: مفكراً، سياسياً، جهة، حزباً في الوطن العربي الكبير من المحيط الثائر إلى الخليج النائم أن يدعي غير ذلك والسرقة أياً كانت عيب عيب يا فيصل القاسم![c1] إيماءة[/c]إن هذه السقطة لا تلغي الإمكانيات المهنية العديدة للمذيع القدير د . فيصل القاسم الذي يجيد العربية والإنجليزية بطلاقة وتعتمد عليه الجزيرة في الترجمة الفورية للمؤتمرات والندوات وذي كلمة حق .. فلست من هواة قص الجذور من الأعماق.[c1] آخر الكلام [/c]سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بأنني خير من تسعى به قدم المتنبي
أخبار متعلقة