موسكو / كييف / 14 أكتوبر / متابعات :
واصلت القوات الروسية معاركها ضد القوات الأوكرانية لليوم الثالث على التوالي اليوم الخميس في أعقاب توغلها في الحدود الروسية بمنطقة كورسك، في هجوم جرئ على أكبر قوة نووية في العالم أجبر موسكو على استدعاء جنود احتياط.
وفي واحدة من أكبر الهجمات الأوكرانية على روسيا في الحرب المستمرة منذ عامين، اخترق حوالي 1000 جندي أوكراني الحدود الروسية في الساعات الأولى من صباح 6 أغسطس بالدبابات والمركبات المدرعة وأسراب من الطائرات المسيرة والمدفعية، وفقا لمسؤولين روس.
وتوغلت القوات الأوكرانية في الحقول والغابات الحدودية باتجاه الشمال من بلدة سودجا، وهي آخر نقطة شحن تعمل حاليا لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم بأنه "استفزاز كبير".
وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة، أكبر داعم لأوكرانيا، لم تكن على علم مسبق بالهجوم وتسعى للحصول على مزيد من التفاصيل من كييف.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في روسيا فاليري غيراسيموف لبوتين، أمس الأربعاء، إن الهجوم الأوكراني توقف في منطقة الحدود.
لكن عدة مدونين عسكريين مؤيدين لروسيا أكدوا أن المعارك مستمرة حتى اليوم مع إجلاء المدنيين.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، بأن الجيش الروسي أوقف ودمر محاولات وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية لاختراق المنطقة في اتجاه كورسك.
وقالت الدفاع الروسية: "تواصل وحدات من مجموعة قوات الشمال، إلى جانب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، تدمير التشكيلات المسلحة للقوات الأوكرانية في منطقتي سودجينسكي وكورينفسكي في مقاطعة كورسك، المتاخمة مباشرة للحدود الروسية الأوكرانية".
وأضاف البيان: "تم استهداف التجمعات من القوى العاملة والمعدات التابعة للقوات الأوكرانية بالنيران، ويتم إيقاف محاولات اختراق الوحدات الفردية في عمق المنطقة في اتجاه كورسك".
والتزم الجيش الأوكراني الصمت حيال هجوم كورسك.
وانتقد بعض المدونين الروس حالة الدفاع عن الحدود في منطقة كورسك قائلين إنه كان من السهل للغاية على القوات الأوكرانية اختراقها.
وقال دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، إن الهجوم الأوكراني هو محاولة من كييف لإجبار روسيا على نقل قواتها من خطوط المواجهة الرئيسية ولأن تظهر للغرب أنها لا تزال قادرة على القتال.
وأضاف أنه نتيجة لهذا الهجوم، يتعين على روسيا توسيع أهداف حربها لتشمل أوكرانيا بالكامل.
وتابع قائلا "من هذه اللحظة، يجب أن تتوسع العملية العسكرية الخاصة لتتجاوز الحدود الإقليمية لأوكرانيا"، مضيفا أنه يتعين على القوات الروسية الذهاب إلى أوديسا وخاركيف ودنيبرو وميكولايف وكييف و"أبعد من ذلك".
وكان مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك، قال في وقت سابق إن العمليات العسكرية مثل تلك التي جرت في كورسك سيكون لها تأثير إيجابي على المفاوضات المحتملة مع الاتحاد الروسي.
وأضاف أن "روسيا مستعدة لتقديم بعض التنازلات فقط عندما لا تسير الحرب وفقاً لخطتها. الروس غير مستعدين لأية اضطرابات عسكرية على أراضيهم الأهداف الرئيسية لمثل هذه الأعمال العدائية هي إلحاق خسائر إضافية بالروس، وتدمير المزيد من المعدات، والتأثير النفسي على الطبقات الاجتماعية، وبث الخوف".