العداء بين الإخوة..مشاكل نفسية وأضرار اجتماعية
داليا عدنان الصادق لاتخلو أسرة من المشاكل اليومية بين أفرادها فما بالنا إذا تعددت الزوجات لرجل واحد، حيث تكثر المشاحنات بين أبناء الضرائر وتتسم علاقاتهم عادة بالتوتر والبغضاء كما أن الكثير من الأبناء قد لا يعلمون شيئاً عن إخوتهم الآخرين أو قد يكتشفون وجودهم بمحض الصدفة إما بسبب انفصال الأبوين وانتقال الأبناء للعيش مع أحدهما بعيدا عن الآخر أو كما في حالات الزواج السري مما يولد العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية لدى الأبناء ويدفعهم للتصرف بشكل عدائي تجاه بعضهم بعضا كما يجعل الإخوة من أب واحد أو أم واحدة كالغرباء في كثير من الأحيان. غربة الحياة الأسريةوفي هذا الخصوص تروي نادية ناصر عن معاناتها هي وأخواتها في محاولة التقرب لإخوتهن من أبيهم. (كنا أسرة صغيرة سعيدة ومترابطة مكونة من أربع بنات ووالدينا ولا ينقصنا شيء إلا أن رغبة والدي الملحة ومحاولاته الدائمة في إنجاب الولد دمرت حياتنا حيث اختار الزواج من أخرى لتنجب له البنين رغم معارضتنا جميعا له ومحاولتنا إثناءه عن فكرته وقد تزوج بالفعل رغم معارضتنا ورزق من زوجته بنتين ثم جاء الولد وبذلك أصبح وقته مقسماً بين المنزلين لكن هذا الوضع تغير شيئاً فشيئاً وأخذ والدنا في الابتعاد عنا والانشغال بحياته الأخرى، لم نعد نراه إلا يوماً واحداً في الأسبوع فقط أو عند حدوث طارئ في بيتنا حتى أننا لا نعرف شيئا عن إخوتنا الجدد وكلما طلبنا من والدنا أن نراهم يتعلل بعذر لتأجيل الزيارة ومع ذلك فإن والدتنا ورغم قساوة والدي عليها تحاول دائما التقريب بيننا وبين أخوتنا بشتى الطرق لدرجة أنها حاولت الاتصال بالزوجة الثانية (ضرتها) أكثر من مرة لتدعوها لزيارتنا هي وأولادها أو أن نذهب نحن لزيارتهم لكن دون جدوى وفي ظل هذه الحياة الأسرية الغريبة نظل نتساءل أنا وأخواتي عن دور والدنا في كل ذلك. على جانب آخر يؤكد أحمد علي أن خلاف والدته الدائم مع ضرتها سمم حياتهم وساهم في حدة العداء بين إخوته حيث يقول:تتكون أسرتنا الكبيرة من أبي وأمي وخمسة أشقاء لي وزوجة أبي الثانية وأربعة أبناء هم إخوتي من أبي ورغم المشاكل الكثيرة التي اشتعلت نارها في بيتنا بمجرد أن أبدى والدي رغبته في الزواج من امرأة أخرى إلا أننا رضخنا لرغبته في النهاية على أن يلتزم بواجباته تجاهنا نحن وأمنا وجاءت الزوجة الجديدة لتعيش معنا في نفس المنزل ومن تلك اللحظة ونار الغيرة وسموم العداء قائمة بين أمي وزوجة أبي ومرت الأيام والسنوات ورزقت الزوجة الثانية بالبنين والبنات الذين كنا نحبهم في بادئ الوقت إلا أن كثرة الخلافات والمكائد بين الزوجتين سممت حياتهما وحياتنا ونجحت في زرع الكرة والبغضاء فيما بيننا نحن الإخوة فأمي تصر على اعتبارهم دخلاء على حياتنا وأنهم من سرق أبانا منا وحرمنا من حنانه ورعايته كما تحذر زوجة أبي أولادها دائماً من الاختلاط بنا أو الوثوق بأحد منا لأننا نكرههم ويستحيل أن نخلص لهم. صدفة الصدف ومن القصص الغريبة ما ترويه منار صالح عن تفاجئها باكتشاف أنها وصديقتها الحميمة مرام أختان من أم واحدة حيث تقول: نعيش أنا وأمي وإخوتي الثلاثة مع زوج أمي بعد انفصالها عن والدي منذ زمن طويل وقد تزوج أبي أيضا من امرأة أخرى لا نعرف شيئا عنها ولا عن أولادها حتى انتقلت أخيرا لمدرسة جديدة وأخيرا جمعتني الصدف بزميلة طيبة ومرحة أحببتها كثيراً وأصبحنا لا نفترق أبدا وأخذت كل واحدة تشكو للأخرى معاناتها من انفصال والديها وجهلها بحقيقة إخوتها من زواج والديها مرة أخرى وقد كانت الروايتان متشابهتين في كثير من الأمور حتى اكتشفنا أخيراً أننا نتحدث عن أم واحدة هي أمنا أنا وصديقتي. في البداية صدمنا بهذه الحقيقة وذهلت كل منا برؤية الطرف المجهول من أسرتها بصورة مفاجئة لكننا سرعان ما عدنا إلى علاقتنا الطبيعية ببعضنا وأخذنا نضحك على هذه المصادفة الغريبة التي لم نخبر بها احدا حتى الآن خوفاً من المشاكل ونحن صديقتان مقربتان وأختان متحابتان في المدرسة وبمجرد أن نعود إلى منازلنا لا تعرف أي منا شيئاً عن الأخرى.