سوء التغذية عند الأطفال العوامل والأسباب!
عرض/ مشرف الصفحة:يعرف سوء التغذية عند الأطفال بعدم حصول جسم الطفل على القدر الكافي من المواد الغذائية، مع عدم توافر العناصر الغذائية الأساسية في الأطعمة المقدمة للطفل، وتعد مشكلة سوء التغذية من الأمراض التي قد يتعرض لها الطفل في سن الصبا، لذلك يجب الاهتمام بتغذية الطفل في كل مراحله العمرية منذ ولادته.والنقص الغذائي عند الأطفال وخاصة نقص البروتينات والكربوهيدرات وبعض الفيتامينات يمثل مشكلة ، خاصة في الدول النامية والفقيرة. تحدث هذه الظاهرة دائما خلال السنة الأولى من عمر الطفل وبداية الطفولة من سن 6 شهور وحتى 3 سنوات. حيث يسهم سوء التغذية في وقوع أكثر من نصف مجموع وفيات الأطفال، على الرغم من عدم إدراجه، إلاّ نادراً، في قائمة الأسباب المباشرة لتلك الوفيات. ولا يمثّل نقص فرص الحصول على الأغذية، بالنسبة لكثير من الأطفال، السبب الوحيد لسوء التغذية. والمعروف أنّ تدني الممارسات التغذوية والتعرّض لأنواع العدوى، أو كليهما، من الأمور التي تسهم في سوء التغذية. ذلك أنّ أنواع العدوى- لاسيما حالات الإسهال المتكررة أو المستديمة والالتهاب الرئوي والحصبة والملاريا- تتسبّب في إضعاف الحالة التغذوية. كما أنّ تدني الممارسات التغذوية، مثل توفير رضاعة طبيعية ناقصة أو إعطاء الأغذية غير الملائمة وعدم ضمان تزويد الطفل بالأغذية الكافية، من الأمور التي تسهم في سوء التغذية أيضاً.عوامل النقص الغذائي نقص الغذاء المقدم للطفل أصلا أي أن الغذاء غير كاف، عدم كفاية لبن الأم مع عدم إعطاء الطفل غذاء إضافياً أو استخدام اللبن الصناعي بصورة مخففة.. كما أن الفطام الخطأ أو الفجائي للطفل يعد من الأسباب الرئيسية للنقص الغذائي فمثلا عند عدم كفاية لبن الأم يتم إعطاء الطفل غذاء مكملا فقيرا في البروتينات مثل ماء الأرز والسوائل السكرية والنشويات وأيضا في الأحوال المرضية مثل النزلات المعوية التي يتم فيها حرمان الطفل من اللبن لمدة طويلة فيحدث النقص الغذائي. المظاهر المرضية في حالة نقص الكربوهيدرات (السكريات) في الغذاء الذي يتناولها الطفل تحدث الحالات الآتية: التقزم الغذائي nutritional dwarfism يحدث هذا عندما يكون نقص السكريات في غذاء الطفل بسيطا وليس كبيرا حيث يؤخر ذلك نمو الطفل ويصبح وزن الطفل وطوله أقل من الطبيعي (قزم). فشل النمو الغذائي (nutritional failure to thrive): يحدث هذا عندما يكون النقص في السكريات التي يتناولها الطفل ملحوظاً وتصبح هذه السكريات تكفي العمليات الحيوية في الجسم فقط، فلا يكون هناك زيادة في الوزن مطلقا ويصبح الطفل صغيرا في الحجم إذا قورن بمن هم في عمره. المرسمس الغذائي (nutritional marasmus): يحدث عندما يكون نقص السكريات في الغذاء كبيرا حيث تصبح السكريات التي يتناولها الطفل لا تكفي حتى العمليات الحيوية بالجسم، فيفقد الطفل وزنه ويبدأ الجسم في استخدام الدهون الموجودة به ثم البروتينات الموجودة في العضلات لإمداد الجسم بالطاقة فيظهر الطفل نحيفا جدا ويفقد الدهون تحت الجلد وخاصة تحت جلد البطن ثم الفخذ ثم الوجه ليأخذ الوجه شكل وجه القرد (monkey face) مع حدوث ضمور للعضلات وهى حالة متقدمة للمرض. مرض كواشيركور (kwashiorkor) يحدث هذا المرض لنقص البروتينات في غذاء الطفل وفي المراحل المبكرة التي تحدث بعد حوالى 3 أسابيع من النقص الغذائي حيث يحدث تورم مائي في الوجه والقدمين قد يوحي للأم بأن الطفل في صحة جيد رغم أن الطفل مريض ومع زيادة نقص البروتينات يحدث التورم المائي في الوجه والأقدام والأرجل بالإضافة إلى التغيرات العقلية فيظهر الطفل متبلد الأحساس مع فقد الاهتمام وقلة النشاط، وفقد الشهية للطعام ويصبح لون الطفل باهتا مع التهاب في الفم (نقص فيتامين ب2) وتضخم بالكبد (نتيجة ترسب الدهون بالكبد) .وأيضا تحدث تغيرات بالجلد حيث يصبح الجلد داكن اللون وتظهر به شقوق وتسلخات خاصة في منطقة الأرجل،وأيضا تحدث تغيرات بالشعر حيث يصبح شعر الطفل خفيفا وقليلا ويتساقط بسهولة والطفل المصاب بهذا المرض تكون مقاومته للأمراض ضعيفة، وجهازه المناعي ضعيفاً مما يعرضه لكثير من المضاعفات المرضية مثل الالتهاب الرئوي والنزلات المعوية وغالبا ما تكون هي سبب وفاة الطفل لضعف جهازه المناعي في مقاومة الأمراض. أيضا يحدث اضطراب شديد في سوائل ومعادن الجسم ويحدث للطفل جفاف ونقص في البوتاسيوم مع زيادة حموضة الدم، كما يحدث للطفل فقر دم (أنيميا) نتيجة النقص الغذائي خاصة عنصر الحديد، وأيضا يفقد الطفل شهيته للغذاء لدرجة رفض تناول الطعام كليا وفي وجود أحد المضاعفات السابقة يجب إدخال الطفل المستشفى لتلقي العلاج المناسب وتناول الغذاء عن طريق أنبوب بالمعدة أو عن طريق الوريد. في حالة نقص السكريات والبروتينات معا ينتج مرض كواشيركور ومرض المرسمس معا ويظهر الطفل نحيفا مع وجود تورم مائي. علاج النقص الغذائييجب على الأم أن تقوم بمتابعة وزن الطفل وطوله في فترات منتظمة للتأكد من أن الطفل ينمو طبيعيا كما أن عليها أن تعطي الطفل غذاء متوازنا لمنع حدوث النقص الغذائي من البداية وأيضا معالجة الطفل مبكرا. علاج المرسمسالعلاج الغذائي في المراحل الأولى يجب أن يتم تصحيح أي خطأ في النظام الغذائي للطفل فمثلا إذا كان لبن الأم قليلا ولا يكفي الطفل فيجب إعطاؤه رضعات تكميلية من اللبن الصناعي وفي حالة الرضاعة الصناعية للطفل يجب أن يكون تركيز الرضعة وعدد الرضعات مناسبا حتى لا يحدث النقص الغذائي، أما في الحالات المتقدمة فيجب إعطاء الطفل كميات زيادة من السكريات وفي حالة الفطام يجب إعطاء الطفل غذاء كافيا وغنيا مثل اللبن والزبادي والبقوليات والبيض والفواكه وشربة الخضار مع الدجاج. أما المضاعفات المصاحبة للنقص الغذائي فيجب علاجها مثل الالتهاب الرئوي والنزلات المعوية بسرعة ويجب إدخال الطفل المستشفى لتلقي العلاج المناسب حيث إن هذه المضاعفات قد تسبب الوفاة للطفل. علاج الكواشيركوريجب إصلاح النظام الغذائي للطفل وإعطاؤه غذاء متوازنا بالإضافة إلى الفيتامينات ويجب وقف الغذاء الغني بالسكريات وإبداله بغذاء غني بالمواد البروتينية.. ففي حالة الرضاعة الطبيعية يجب أن تستمر الرضاعة إلى جانب إعطاء الطفل اللبن الصناعي وذلك لتعويض النقص الغذائي. وفي البداية يستعمل هذا اللبن مخففا لمدة أسبوع ثم بتركيز كامل بعد ذلك. وفي حالة الأطفال المفطومين والأطفال الصغار يجب إعطاء الطفل اللبن مرتين يوميا بالإضافة إلى غذاء غني بالبروتين مثل الزبادي والبقوليات والبيض والعدس وشربة الخضار مع الدجاج، كما يجب إعطاء الطفل فيتامينات وحديد بالإضافة إلى المضادات الحيوية مثل البنسلين لمدة أسبوع كعلاج وقائي، أما في الحالات المصحوبة بمضاعفات فيجب علاج الطفل بالمستشفى حيث يتلقى العلاج المناسب بالمضادات الحيوية ونقل الدم والغذاء عبر أنبوب المعدة أو عن طريق الوريد بالإضافة إلى الفيتامينات والحديد. وأخيرا فإن على كل أم ان تتعلم كيف تغذي طفلها الغذاء المناسب لكل مرحلة من مراحل العمر وان تتابع نمو طفلها جيدا بمتابعة علامات النمو كالوزن والطول حتى تتفادى حدوث النقص الغذائي ومشاكله الكثيرة ومضاعفاته التي قد تودي بحياة الطفل.