أماني محمد عبد الله انقضت المدة وأنهت المحكومة مدة سجنها وهاهي مستعدة للخروج إلى مجتمعها تخر ج وكل توقعاتها تدور في فلك الحرية التي حرمت نفسها منها بما قامت به مدة من الزمن يرافقها الحنين إلى الأمان والدفء الذي ربما كانت تعيشه وقتاً من عمرها قبل فترة من دخول السجن بعد ما رأت وأحست كم هي جميلة الحياة وعيشها بالشكل الصحيح ، وربما كان حظها جيد إن كانت قد تعلمت أثناء فترة محكومتيها و تدربت على حرفة ما ساعدها فيها برنامج تأهيل ما على التمكن منها وبالتالي الاعتماد عليه بعد خروجها . الخروج من السجن بالنسبة لبعض السجناء يعد كالخروج إلى الحياة لأول مرة ومعها ينظر السجين إلى الواقع بنظرة مختلفة عما كانت عليه من قبل ينشد فيها العيش في ظل المجتمع قبل ارتكابه الجريمة ويتوقع استقباله برحابة صدر فيها نوع من الشفقة والرحمة عليه ، وهذا هو الحال ذاته بالنسبة للسجينة إلا أن كونها امرأة يختلف هنا فالنظر إليها سيقيده الكثير من التساؤلات فيما إذا كانت ستقبل كما كانت أم لا ، ربما سمعتم و قرأتم أو شاهدتم حال المرأة بعد خروجها من السجن ماذا تجد وكيف يكون حالها ، هل فعلا تعود إلى أهلها وكاَن شيئاً لم يحدث وتحيا حياة طبيعية أم سيكون الرفض القاسي المليء بالازدراء والاحتقار لها هو كل ما ستجده ؟؟ الجريمة مهما اختلفت أسبابها وظروف حدوثها فهي جريمة تيقضي بمرتكبها الدخول إلى السجن ولا يستطيع احد نكرانها ، بيد انه في كثير من الأحيان قد يدخل المذنب السجن لمدة من الزمن يخرج فيها بعد ذلك لمواجهة واقع جديد في حياته . الدخول إلى السجن يعتبر صعبا بالنسبة للكثيرين سواء كانوا من السجناء أنفسهم أو عائلتهم ، السؤال في حال كان المسجون امرأة ماذا ستفعل؟ أنا أقول إن عليهم التفكير قبل اتخاذ خطوة متسرعة اتجاه استقبالهم لابنة أو زوجة أو أم دخلت السجن بالنفور منها ، فلربما عيشها بين أربعة جدران وحيدة جعلها تندم على ما فعلته وتعيد ترتيب حياتها من جديد بمساعدة ظروف جديدة أقنعتها بأهمية الحياة ومنها التدريب والتأهيل الذي تعتمده كثير من البلدان لدعم سجنائهم في إعادة الثقة بأنفسهم من خلال احتراف مهنة معينة تمكنهم فيما بعد من الاستمرار في الحياة دون طلب الحاجة من اي كان . وما يحز في النفس إن في بلادنا تخفي الكثير من القصص المشوهة حول تقبل المجتمع للسجينة بالرفض والتبرؤ منها كأنها اخطر أنواع البكتيريا اوالفيروسات التي يخشى من مجرد لمسها الإصابة أمراض الاستهزاء والذل والنبذ من الآخرين دون الشعور بالأسى عليها كإنسان ضعيف . ماذا سيحدث لو أنها عند خروجها احتضنتها عائلتها التي في الغالب تكون أول نابذيها ماذا سيحدث لو استفادوا ما تعلمته ابنتهم مثلا من التدريب الذي لاقته خلال فترة سجنها وأقنعت الجميع بصلاحها بدلا من طردها وجعل الشارع سكنا لها ينمي فيها بذرة الانحراف إذا أسقيت من أمطار الظلم والعنف والخطيئة فلن تنبت سوى الانحراف الدائم عن الطريق السوي وبذلك تضاف صورة أخرى إلى الصور المشوهة للمجتمع .
|
ومجتمع
السجينة بعد الخروج ماذا ستجد ؟؟
أخبار متعلقة