المدير التنفيذي لشركة مصافي عدن لصحيفة ( 14 أكتوبر ) :
لقاء/ أمل حزام المذحجيأنشئت مصفاة عدن من قبل شركة الزيت البريطانية (Bp) في نوفمبر 1952م تحت تسمية شركة مصفاة الزيت البريطانية (عدن) لتكرير قرابة خمسة ملايين طن سنوياً من النفط الخام وقد تم افتتاحها من قبل الملكة اليزابيث الثانية في 29 / يوليو / 1954م وربطها بالمنشآت في الميناء بأنابيب امتد طولها أكثر من 19 ميلاً، وازدهرت بسبب موقعها الجغرافي المتميز كملتقى طريق بحري يربط بين قارة أوروبا وشرق أفريقيا والشرقين الأوسط والأقصى والهند واستراليا.وفي مطلع الستينات تم توسيعها لتصل إلى طاقة قصوى تقارب ثمانية ملايين طن سنوياً محققة انجازاً كبيراً حينما آلت إلى ملكية الدولة في الأول من مايو 1977م تحت اسم شركة مصافي عدن حيث استطاعت الكوادر اليمنية مواصلة تشغيل المصافي بكفاءة عالية مكتسبة سمعة عالية في السوق النفطية في الحصول على عقود التكرير الحكومية والتجارية والخارجية. وأوضح الأخ / نجيب العوج المدير العام التنفيذي لشركة مصافي عدن في لقاء خاص لصحيفة (14 أكتوبر) “أن المصفاة تشمل وحدتي التقطير الأولىوالثانية، والتهذيب، وثاني اكسيد الكبريت، والانوفانير، والتحلية، والغاز، والتقطير الفراغي، والاسفلت، وحقول الخزانات, وميناء الزيت، وادارة الطاقة، وادارة عدن لتموين البواخر بالوقود، والمختبر، والصيانة، والخدمات الطيبة، والسلامة ومكافحة الحريق، والتدريب ولعبت دوراً فعالاً كإحدى أهم مكونات القطاع النفطي في اليمن إلى عام 2010م مؤكدا ان الازمة السياسية في عام 2011م اوقفت العمل في المصافي لاول مرة في تاريخ اليمن لاكثر من عام وتكبدت خزينة الدولة جراء ذلك خسائر مالية قدرت بنحو نصف مليار دولار شهريا، وعانت قيادة وعمال وموظفي الشركة خلال تلك الفترة الكثير من الصعوبات والعقبات التي شلت حركة نشاط المصافي الا ان قيادة المصفاة استفادت من توقف عمل المصافي في الاهتمام بصيانة وتأهيل عدد من الوحدات الانتاجية ابرزها وحدتا التقطير والتكرير والشعلة التي شهدت اعادة ترميم شبه كلي لاول مرة في تاريخ المصفاة منذ عام 1954م، .وأشار الى انه بالرغم من الاعلان عن توقف مصفاة عدن خلال 2011م إلا ان المصفاة لم تتوقف بشكل كلي بل توقفت الوحدات المرتبطة بتوفر النفط الخام، اما شركة مصافي عدن مع باقي وحداتها فقد عملت على توفير المشتقات النفطية للسوق المحلية واستقبال وتسهيل إجراءات إعادة ترحيل الهبة السعودية إلى السوق المحلية، واستقبال البواخر المحملة بالنفط المكرر وفحص العينات في المختبر المركزي التابع للشركة وعدد من الأعمال الأخرى منها ضخ كميات من الإسفلت إلى السوق المحلية.وأضاف المدير العام التنفيذي لشركة مصافي عدن أن الشركة استأنفت نشاطها في تكرير النفط الخام الواصل إليها من ميناء رأس عيسى بعد انتهاء الازمة وتفعيل التحديثات التي شملت الوحدات الانتاجية للمصفاة، مشيداً بالجهود المبذولة من قبل العاملين في إدارة الصيانة لوحدة معالجة فصل المياه والزيوت التي تم تجديد اجزاء كبيرة منها و استبدال اجزاء كبيرة من انابيب الصرف وصيانة الخزانات التي تستقبل الوقود والخزانات في الميناء و وحدة الاسفلت واعمال العمرة و استبدال الاجزاء التالفة وصيانة شاملة لكل مكونات الوحدة من افران واعمدة تقطير ومضخات وانابيب، ومن ابرزها اعادة ترميم شعلة المصفاة التي لم تشهد اي ترميمات منذ افتتاحها قبل اكثر من نصف قرن بعد توقف تدفق النفط الخام الذي أدى إلى انطفاء الشعلة لاجراء صيانة شاملة لرمز مصافي عدن و الانتهاء من اعادة تأهيل وحدتي التقطير، رقم (1 ) قبل سبعة اشهر،مضيفاً انه يجري حاليا اعمال العمرة للوحدة رقم (2 ) التي بدا فيها العمل خلال عامي 2011 - 2012 ما سيرفع من إنتاج المصفاة الى ( 120 ) الف برميل يوميا.و اشار نجيب العوج اثناء اللقاء إلى “ان المصفاة تسعى اليوم الى ادخال افران من الجيل الثالث الى وحدتي التقطير مع الاعتماد على دراسات علمية جاهزة لادخال هذه الافران والتي ستكون على شكل اسطوانة كبيرة بكفاءة عالية عكس الافران السابقة التي تعود الى الجيل الاول على شكل صناديق، وستقلل كثيراً من الفاقد للحرارة وستوفر الوقود مؤكدا أن مشروع تحديث المصفاة هو مشروع طويل الامد لان المصفاة كما تعرفون لم تشهد أي تحديثات وجميع المعدات قد تم استهلاكها وصناعة النفط والبتروكيماويات بحاجة أن يتم فيها سنويا ادخال وحدات جديدة وتعديلات لتحقيق ربحيات اكثر و لذا كرست الشركة كل جهودها في الحصول على دراسة كاملة لاجراء تحديث شامل للمصفاة و اكدت الدراسة ضرورة إقامة مصفاة حديثة جديدة تتضمن وحدات إنتاجية حديثة وتحقق ربحية عالية وكلفة هذا المشروع تتراوح بين مليارين الى 3 مليارات دولار.واكد العوج أن الحكومة أقرت إدراج مشروع تحديث وتطوير شركة مصافي عدن ضمن أجندة الدولة للمشاريع الاقتصادية الإستراتيجية التي سيتم تقديمها لمؤتمر المانحين المقرر انعقاده سبتمبر القادم في العاصمة السعودية الرياض، حيث تم وضع المشروع ضمن المشاريع ذات الاولوية التي يجب تمويلها من قبل المانحين وعند بدء المشروع سيتم انزال مناقصة دولية للشركات المختصة في صناعة تكرير النفط، مشيرا الى ان مشروع تحديث وتطوير مصفاة عدن يعد ابرز مشاريع الشركة المستقبلية، ويوجد حاليا رؤيتان الاولى على الفترة الزمنية القريبة والثانية على المدى الطويل، حيث سيتم في الفترة الزمنية القريبة التركيز على اعادة تحديث المصفاة او وحدات التكرير، اما على المدى البعيد فسيتم التركيز بشكل اساسي على التحديث والتطوير الذي يتضمن مسارين الاول قرار الحكومة بادراج هذا المشروع ضمن المشاريع الاستراتيجية والثاني الانتهاء من التفاوض مع احدى الشركات الاجنبية لانشاء مصفاة جديدة وهو سيكون له اثر ايجابي على مستقبل المصفاة ومرتبط باستكمال التحديث والتطوير .واضاف ان المشروع يمتلك اهمية استراتيجية لانه من المشاريع الاقتصادية العملاقة، وسيرفع من قدرة المصفاة في تكرير مختلف انواع النفط الخام المتوفرة في المنطقة وتوفير احتياجات البلاد من كافة المشتقات النفطية وتصدير الفائض الى الخارج ما سيؤدى مستقبلا الى انضمام اليمن إلى البلدان التي تمتلك صناعة بتروكيماوية وتطوير القطاع الصناعي وتحقيق مردود افضل.واختتم العوج حديثه قائلاً « خلال الفترة القادمة ستقوم مصفاة عدن بتكرير نفط مأرب الخام» شاكراً الجهود المبذولة من قبل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ووزارة النفط على التوجيهات بتخصيص نفط مأرب الخام للفترة القادمة لمصافي عدن، وتوفير الحماية الامنية للفريق التابع لشركة صافر لتكرير النفط، ومتابعته المستمرة لفريق اصلاح الانبوب والجهود الجبارة المبذولة من قبل الفريق التابع لشركة صافر لتكرير النفط.