ســطــور
من منا لا يتوقف عن الكلام فجأة ويخلد للصمت للتمتع بنغمات هذه القطعة الموسيقية أو تلك أو مقطع عذب شجي من إحدى الأغاني التي يشدو بها أحدهم بألحان أو توزيع الفنان المبدع وعملاق الموسيقى اليمنية أحمد بن غوذل !! هذا الفارس المغوار تجاوز بموسيقاه الخالدة حدود الزمن ، ومراحل متقدمة لم يبلغها سواه على مستوى الساحة اليمنية ، أن لم يكن قد تقدم بمسافات واسعة جداً على الكثير من فناني الجزيرة والخليج وبدون منازع .. فمنذ اقتحامه الجميل للعمل الفني رسمياً بتقديم عدد من الألحان الخالدة لكثير من المطربين اليمنيين أو فرق الإنشاد الجماعي التابعة لوزارة الثقافة ومنذ بداياتهم الأولى ، و تربع عرش مملكة الموسيقى اليمنية على المستوى الرسمي والحكومي من خلال الاحتفالات الوطنية - التي لا تكون كذلك - إن لم تكن أنغام وتقسيمات الفنان أحمد بن غوذل حاضرة بقوة فيها وطاغية ومسيطرة على مسامع الجميع كبيرهم وصغيرهم .. ولعل التاريخ الفني الذهبي لهذا العاشق للنغمة اليمنية من الصعب استعراضه في سطوري المتواضعة هذه، ووزارة الثقافة - وحتى الحكومات اليمنية المتعاقبة - تدرك جيداً الثقل الكبير لهذا الرجل المرهف الذي لم نسمعه قط يتحدث عن نفسه منذ عرفناه . وإزاء ذلك ، وتكريماً لهذا الإنسان الخلوق ، أمير الموسيقى اليمنية وأستاذها ، الذي شغل منصب مدير لمعهد جميل غانم للفنون الجميلة بعدن حتى وقت قريب ، وتخرج على يديه العديد من مبدعي الموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية .. ليس كثيراً عليه أبداً إذا تم تكريمه - وفي حياته -من خلال نصب وإقامة تمثال له في إحدى العواصم اليمنية ، وكم سيكون جميلاً لو كان هذا التمثال مذهباً وشامخاً في إحدى الحدائق أو المداخل الثقافية في البلد عرفاناً لكل ماقدمهُ لأجيال الفنانين على مختلف مستوياتهم وتنوعهم الفني .. وبهذا نكون قد قدمنا جزءاً بسيطاً لإسعاد هذا الفنان والتعبير عن تقديرنا الكبير له وهو بين حاضرينا أفضل بكثير مما سنقدمه له من قصائد ومرثيات بعد أن يتوارى عن أنظارنا ولم يسمع أو ير منها حتى سطراً واحداً مما سيكتب عنه في هذه الصحيفة أو تلك . وتحية تقدير وإجلال لهذا الطود الشامخ ، الأب الروحي للموسيقى اليمنية الذي أرتقى بها كثيراً وبأكثر مما نتوقع .