فلاش
فلاش/ مواهب بامعبد :العنف سلوك مكتسب يتعلمه الفرد من خلال أطوار التنشئة الاجتماعية فالأفراد الذين يكونون ضحية له في صغرهم يمارسونه على أفراد أسرهم في المستقبل فالقيم الثقافية والمعايير الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً ومهماً في تدبير العنف إذ أن قيم الشرف والمكانة الاجتماعية هي من تحدد معايير معينة تستخدم فيها العنف أحيانا كواجب وأمر حتمي ،وكذلك يتعلم الأفراد الإمكانات الاجتماعية وأشكال التبجيل المصاحبة لها والتي تعطي القوي الحقوق والامتيازات التعسفية أكثر من الضعيف في الأسرة وهذا ما يطبق أحيانا بين الإخوة والأخوات، كما يمكن القول إن العنف الأسري كمفهوم وسلوك عدواني موجه من واحد أو أكثر من أفراد الأسرة تجاه فرد أو أكثر بحيث يكون هذا السلوك فيه ترجيح لميزان القوة بكفة الطرف المعتدي مما يخلق طرفاً ضعيفاً غير قادرعلى مواجهة هذا العنف،ويرتبط هذا السلوك الإنساني بنمطين من الدوافع التي توجهه نحو التصرف من أجل إشباع حاجة معينة أو تحقيق هدف مخطط له، أول تلك الدوافع هي دوافع أولية تتعلق بالبقاء وتضم دوافع حفظ الذات وهي دوافع فسيولوجية ترتبط بالحاجات الجسمية ودوافع حفظ النوع المتمثلة في دافعي الجنس والأمومة. أما النمط الثاني من الدوافع فهي دوافع ثانوية تكتسب أثناء مسيرة التنشئة الاجتماعية للفرد عن طريق التعلم،ومن بينها دوافع التملك والتنافس والسيطرة والتجمع ،ترتبط هذه الدوافع بصورة عضوية وأساسية بانفعالات الغضب والخوف والكره والحسد والخجل والإعجاب بالنفس وغيرها وإذا حدثت في الجسم حالة من التوتر والاضطراب تتزايد حدته كلما اشتد الدافع ونتج عنه إشباع أو إعاقة نتيجة الإشباع فقد تكون قدرات الفرد وعاداته غير مواتية لإشباع حاجاته وتلبية رغباته ودوافعه لأسباب ذاتية ناتجة عن عوائق شخصية كالعاهات والعوائق النفسية التي تؤثر على قدراته أو خارجية ناتجة عن ظروف بيئية كالعوامل المادية والاجتماعية والاقتصادية .